ومضت السفينة تخوض أمواج البحر العاتية قاصدة غزة المحاصرة ونحن نرقُبها من بعيد، فتارة نشاهد المتضامنين يتوضئون ويصلون عبر كاميرات مثبتة للبث المباشر عبر الشبكة الالكترونية، وتارة نشاهدهم مجتمعين لسماع محاضرات تشد من أزرهم وتثبت عزيمتهم، فنمعن النظر جيدا في الشاشة لنرى الشيخ رائد صلاح ونطمئن على قائدنا وسلامته.
قائمة الموت
ثم أطلعتنا قناة " ستار تي في" التركية على ما أسمته بـ "قائمة الموت" التي أعدها الاحتلال مسبقا لاغتيال عدد من المتضامنين على متن سفن كسر الحصار، الكشف الذي جاء متزامنًا مع إشاعات روجت لها وسائل الإعلام العبرية الناطقة باسم الجيش والدولة حول استشهاد الشيخ صلاح أو إصابته بجراح خطيرة في أحسن الأحوال.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });امتصاص الغضب
تلك الإشاعات جاءت طبقًا لقرار مسبق بترويجها – حتى قبل وصول الأسطول- فإسرائيل قررت اغتيال الشيخ الذي ارقها ودوخها على مدى عشرات السنين، والإعلام هو الوسيلة الأنجع لدى المؤسسة الإسرائيلية لقياس ردة الفعل المحلية والعالمية ولامتصاص الغضب وتحضير الرأي العام قبل الإعلان الصريح عن الكارثة.
هكذا عهدنا الإعلام العبري في مصائب سابقة نفذتها المؤسسة الإسرائيلية وما أكثرها، فقبل البدء بمشروع استيطاني بالقدس، يكشف الإعلام العبري عن " مخططات" ملقاة في أدراج السلطات لتنفيذ المخططات الاستيطانية، وقبل صدور أمر عسكري عنصري أو قانون، يلمح الإعلام العبري للمصيبة القادمة، وكذلك حصل في قضية أمير مخول وعمر سعيد.
فالإعلام الإسرائيلي يأخذ الدور الأولي دائما، لقياس ردة الفعل قبل وقوع الفعل نفسه، ولامتصاص غضب الشعوب وتهيئتها للقرار الذي اتخذ – ولا رجعة عنه- قبل حصوله والبدء في تنفيذه.
الاغتيال على يد المحتل
الشيخ رائد صلاح، يدرك تمامًا انه معرض للاغتيال على يد المحتل، فمن تعرض مرات ومرات لمحاولات قتل على مر سنوات سابقة ويستمر في نضاله كما هو وعلى صورته المعهودة، لا بد وانه يضع روحه على كفه ويسعى إلى تحقيق هدفه الذي يعتقد بصدقه – مهما كلف الثمن غاليا - .
لذلك لم تفاجئنا محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الشيخ على متن الأسطول، فهو أكد أن الجنود بحثوا عنه وقصدوا اغتياله، بيد أن الضحية كان من يشبهه، كان هذا الشبيه هو من اصطفاه الله للقائه شهيدا طاهرا، استشهد وهو في طريقه لفك حصار مليون ونصف مليون فلسطيني يعشون في معزل عن العالم منذ ثلاث سنوات.
قياس الضغط
الرد على محاولة " قياس الضغط" وردة الفعل كان على مستوى الحدث، فقد قامت الدنيا ولم تقعد، الداخل الفلسطيني اشتعل على الفور وانطلقت المظاهرات في كل مكان لمجرد إشاعة، والعالم انتفض، ووسائل الإعلام شُغلت بالإشاعة التي سيطرت على العناوين طوال اليوم.
محاولة الاغتيال " الفاشلة " هذه، بمثابة إشارة من رب إسرائيل والقادر على كل شيء، أن دور الشيخ لم ينته بعد، لم يستطيعوا اغتياله مع انه كان ماثلا أمام أعين الجلاد ، هكذا يفضل الله عباده، وهكذا نجى عيسى ابن مريم ممن استهدفوا الشيخ صلاح – نعم هم أنفسهم من حاولوا قتل نبي الله عيسى قبل آلاف السنين- هم أنفسهم من استمروا على مر سنوات في قتل الشرفاء الطاهرين من القادة والمناضلين.
المسجد الأسير ما زال بحاجة لمن يمسح دمعه
إذا دور شيخ الأقصى لم ينته بعد، فالمسجد الأسير ما زال بحاجة لمن يمسح دمعه، وأهلنا بالقدس ما زالوا بحاجة للشيخ الذي دعم صمودهم بشتى الوسائل، والعالم كل العالم يضع آماله على شيخ الأقصى ومجدد العصر الذي استطاع أن يملك القلوب والأفئدة وان يعزز صمود الشعب الفلسطيني بالداخل، ولعل الأيام جديرة بالكشف عن ماهية الدور الذي لم ينته، وشيخ الأقصى كان وسيستمر بالدفاع عن قضيته العادلة ، مهما كان الثمن غاليا .
الشيخ غال على قلوب الجميع، كلهم بحاجة له ولدوره، فتلك المرأة الجزائرية الحرة، التي اتصلت قبل أيام على قناة " الجزيرة مباشر" لتتحدث مع شيخ الأقصى بعد عناء طويل، أكدت لنا وللعالم أن دور الشيخ لم ينته، وان هناك من يسعى للسير على خطاه ، حين عرّفت نفسها بالقول " أنا أم رائد صلاح من الجزائر، كم انتظرت أن أحدثك يا شيخ، أطلقت اسمك على مولودي القادم لأخلد ذكرك، اسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا ويدفع عنك كيد أعدائه "... آمين.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio