أولا : الموقف الأمريكي
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });مهم جدّا أن نبدأ قراءة المواقف بدأ بالموقف الأمريكي ، لأنه الأكثر تأثيراً ، والأثقل وقعاً على الجوّ العام ، والتوجُّه العام للمفاوضات ، ويتمثّل ذلك بالدعم اللا محدود لإسرائيل والذي يمنحها المظلّة السياسيّة والعسكريّة وإلاستراتيجيه لكل تحركاتها . فأوباما الذي جاء متحمّساً لإحداث التغيير في ألصوره النمطيّة السلبيّة التي تحملها الشعوب الإسلامية حول أمريكا . وخاطب العالم الإسلامي من جامعة القاهرة ، ومن البرلمان التركي ، وأعلن عزم عن إغلاق معتقل غوانتانامو ، والانسحاب التدريجي من العراق ثم أفغانستان ، عاد إلى الموضوعيّه ، والعقليّة المؤسساتية الأمريكية المعقّدة التي تزن الأمور بموازين المصالح والاستراتيجيات بعيدة المدى .
ومع اقتراب الانتخابات النصفيّة الأمريكية وحاجة اوباما إلى الصوت اليهودي الأمريكي ، فقد وجد نفسه اوباما بحاجه ماسّه إلى أن ينجز شيئا ما على الصعيد الشرق أوسطي ، بما يخدم التوجُّه العام لمصالح إسرائيل والغرب . ألا وهو تبريد الجبهة الفلسطينية لكسب العرب في موافق مُستقبليه خطيرة وأساسيه .
فأمريكا إذا ليس هدفها اليوم إنصاف الفلسطينيين ، واستعادة حقوقهم التاريخية . وإنما ( 1 ) انجاز أي شيء ممكن على صعيد السياسة الخارجيّة يُحسب لصالح اوباما قبيل الانتخابات النصفية للكونغرس ( 2 ) كسب الصوت اليهودي الأمريكي
( 3) تبريد الجبهة العربية وإزالة المُعكِّر الفلسطيني الذي من شانه أن يصعِّب على العرب مناصرة أمريكا في الحروب القادمة ، عندما تحين ساعة الصفر .
ثانيا : الموقف الإسرائيلي
إسرائيل بعد حربها في غزة ولبنان ، واعتدائها على أسطول الحرية ، وبعد تعيين ليرمان وزيراً لخارجيتها ، بلغت مبلغاً من ألعزله السياسية ، وحضيضا قلّما وصلت إليه في السياسة . ومع العلم المسبق ، والإعلان شبه الواضح ، بأنها تتهيأ لحرب مع إيران وحزب الله ، فإنها تعلم أن صورتها الحاليّة ، لا تؤهلها لإيجاد حلفاء لمثل هذه الحرب .
نتنياهو ومجموعة مستشاريه ومقرّبيه ، وصلوا إلى استنتاج بان تحريك المسار الفلسطيني ، في الوقت الذي فيه الفلسطينيون غير مستعدّين ، هو أنسب ميدان يحقّق فيه نتنياهو انجازاً سياسيّاً واستراتيجيّاً ، وخصوصاً كونه هو المبادر . وهو بذلك يسعى لتحقيق أكثر من هدف : ( 1 ) استرضاء الموقف الأمريكي واثبات انه ليس العائق في وجه السلام ، مما يضمن له الدعم الأمريكي المستمر في مواقف السلم والحرب ( 2 ) تصليح صورته على السّاحة الدوليّة ، والتغطية على الصورة السلبيّة التي ارتسمت في الأذهان بعد الاعتداءات في لبنان وغزة وعلى أسطول الحرية ( 3 ) قد تكون إسرائيل وصلت إلى قناعة بأن دولة فلسطين في الضفة محاطة بجدار عازل ، وترتبط كل مصالحها وشريان حياتها بإسرائيل كما هو واقع غزة هو الحل الأمثل للقضية . ( 4 ) استغلال الضعف الفلسطيني في تحقيق انجازات تاريخيّه على مستوى الاعتراف بإسرائيل دولة الشعب اليهودي . والإعلان عن إنهاء الصراع دون حل قضية اللاجئين .
ثالثا: الموقف الفلسطيني والعربي
القيادة الفلسطينية تأتي إلى المفاوضات مجرورة مثقله ، فهي غير جاهزة . جاءت في توقيت يخدم المصالح الإسرائيلية . وكان عليها أن تتعاون امنياّ مع إسرائيل في متابعة واعتقال القيادات الإسلامية وملاحقتها . لا تملل أية أوراق ضغط ، بل مطلوب منها تقديم التنازلات من اجل إبداء حسن النوايا ، ومن اجل تحقيق أي خطوه أو تقدم في المسيرة . حرصت القيادة الفلسطينية أن تكون مدعوه بالمشاركة العربية ، وخاصة المصرية والأردنية كتغطية لموقفها ، ودليل أنها لا تتحرك بمعزل عن الإرادة العربيّة.
والموقف العربي الرسمي كذالك يساق إلى المفاوضات محرجاً ومكبّلاً . فهو أعلن مراراً أن السلام هو خياره الوحيد ، ولذالك يصعب عليه رفض الدعوة لتحريك مفاوضات السلام . ومن ناحية أخرى فالمفاوضات تأتي متجاهله للمبادرة العربية ، بل بالأجندة الإسرائيلية الأمريكية . كما ان العرب لا يملكون من أوراق أللعبه شيئاً ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا على صعيد إعادة الوحدة بين شطري الوطن الفلسطيني.
السيناريو الاكثر توقعا
الأهداف ألاستراتيجيه الكبرى لإسرائيل وأمريكا ، يمكن التقدّم فيها كثيرا بمجرد انجاز جزئي على المستوى الفلسطيني . ولذلك فالمتوقع أن تحقق المفاوضات انجازا على مستوى القدس ، وتبادل الأراضي والإجراءات الأمنية ، وبعض التفاصيل في قضية الحدود والمستوطنات مع بقاء مشاكل عالقة معقده بمرحله قادمة . أما قضيه اللاجئين فيتوقع إرجاؤها حتى لا ينفجر كل شي .
فالمتوقع إذا هو انجاز جزئي يستطيع اوباما ونتنياهو وعباس أن يفاخروا بِه ، مع إبقاء الباب مواربا لمرحلة ما بعد الحرب. مثل هذا الانجاز يضمن وقوف العرب صامتين أو متعاونين في الحرب القادمة المتوقعة على إيران . انه إذا تخدير من نوع معروف ، مع الاستعداد للتقدم خطوة إلى الأمام على صعيد المفاوضات . خطوة مدروسة العواقب، تضمن التهاء العرب بهذه الملهاة إلى حين تنقشع سحابة الحرب الكبرى المزمعة في المنطقة والتي تدور التكهنات حول توقيتها ويبدو أنها في السنة القريبة .
إنها إذا مفاوضات سلام تمهيداً لحرب كبرى ، مفاوضات يراد لها تحقيق أهداف محدودة خدمة لحرب يراد منها إعادة رسم المنطقة العربية والإسلاميّة . ولكن صناع السياسة يغفلون عن الحقيقة العظمى ألا وهي : " وان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين " " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " .
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio