عربية وعالمية

سايمون تسديل :فشل الانظمة العربية ومسببات غضب الشارع العربي في العالم

اماني حصادية مراسلة 15:27 13/01 |
حمَل تطبيق كل العرب

سايمون تسديل :

خطة خلق الوظائف الطارئة المعلن عنها هذا الأسبوع تأتي وللاسف قليلة ومتأخرة

وفاة بوعزيزي المتأثر بجراحه الاسبوع الماضي اصبح زمرا يلهم جحافل ساخطة مختلفة التخصص

يكتب المتبحر في الشؤون الخارجية سايمون تسديل مقالة في الجارديان البريطانية تحت عنوان : فشل انظمة الحكم في العالم العربي, والتي تناول من خلالها غضب الشارع العربي مسبباته ودور فعل السلطات والانظمة.

يقول تسديل في مطلع تقريره ان رد السلطات على التظاهرات في شوارع تونس يبدو وكأنه من كتاب العاب لحاكم مستبد: مر الشرطة باطلاق النيران على المتظاهرين العزل, نشر قوات الجيش في كل مكان, القاء باللوم على "الارهابيين" واشر اليهم باصبع الاتهام حول العنف الناجم, اتهم "جهات اجنبية" غير مسماة باثارة التمرد والعصيان.

ويضيف تسديل ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي كمثل أي حاكم عربي لا يعرف اكثر من هذا الذي سبق اعلاه.

ان الفوضى التي عمت شوارع تونسي قد بدأت في اول الامر عندما اشعل الخريج العاطل عن العمل, محمد بوعزيزي 26 عاما النيران بنفسه امام بناية حكومة في تظاهرة على تنكيل قوات الشرطة.

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

سفك دماء 

ان وفاة بوعزيزي المتأثر بجراحه الاسبوع الماضي اصبح زمرا يلهم جحافل ساخطة مختلفة التخصص ابتداءا من الطلبة العاطلين عن العمل, والعمال الفقراء, مرورا باتحادات التجارة والعمال وانتهاء بالمحامين والناشطين في حقوق الانسان.

قد نجمت التظاهرات عن سيل من الدماء المهدورة نهاية الاسبوع الماضي. حيث قامت قوات الامن والسلطات "بالدفاع عن نفسها" حسب ادعائها وقتل 14 شخصا اعترفت بدمائهم. غير ان مصادر خاصة ادلت بانه على الاقل تم سفك دماء 50 شخص في الواقعة. في احاء المدن المختلفة التي شهدت اشتباكات مع قوات الامن خصوصا في شوارع, القصرين والرقاب وتالة. ناهسك عن عشرات الاصابات التي خلفتها هذه الاشتباكات.

ويتبع تسديل بالقول انه بالرغم من تتابع تأكيدات زين العابدين الا انه لم يعثر الى الان على أي دليل على وقوف جماعات اجنبية او اسلامية متطرفة وراء هذه التظاهرات وفوضى الشوارع. فبحسب قوله ان ما هو جلي للعين وواضح وضوح شمس الظهيرة ان التونسيين قد ملوا وضاقوا ذرعا بالبطالة المتفشية والتي تنال اكر منالها من الجيل الصاعد والشباب المتطلع بعيون ملؤها الامل الى المستقبل, وبالفقر المدقع الذي بات مرضا مزمنا في المناطق الريفية من البلاد حيث لا يتلقى السكان فوائد او مخصصات حكومية تنصب على البلاد من وراء السياحة نفسها, بارتفاع اسعار الغذاء المستمر, وبالفساد الحكومي والديمقراطية الزائفة المزيفة التي منحت زين العابدين ولاية خامسة على التوالي عام 2009 بنسبة سخيفة مثل 89.6 بالمائة!

القيادة السياسية

لذا فان خطة خلق الوظائف الطارئة المعلن عنها هذا الأسبوع تأتي وللاسف قليلة ومتأخرة.

يواصل تسديل مقالته فيذهب الى ان هذه المشاكل تبدو متشابهة في جميع ومختلف بلدان العالم العربي باستثناء لبنان فلسطين والعراق. فخذ على سبيل المثال المظاهرات التي عجت بها شوارع الجزائر الشهر الماضي احتجاج على ارتفاع اسعار المواد الغذائية ارغمت الحكومة ايجاد الاموال الكافية لتعزيز الاعانات الحكومية التي تغطي نسبة من تكلفة هذه المواد الغذائية.

ثم يذهب تسديل ليجوب شوارع مصر فيقول ان مصر التي تعتبر اكثر البلاد العربية عددا للسكان تعانيمن مشاكل تصغر وتحقر من المشاكل التي تعانيها تونس الا انها في الاساس متشابهة. عدد السكان يزداد يوما بيوم في مجتمع يتألف بنسبة 60 بالمائة من اشخاص دون سن 30. البطالة اكلت فئة الشباب وتأصلت فيها, 40 بالمائة من السكان يعتاشون على 2 دولار يوميا لا غير وثلث السكان في مصر اميين. زد على ذلك الفوهة بين الطبقة الفقيرة والثرية اخذت بالاتساع, علاوة على فساد النظام الانتخابي في مصر الذي يحظر اكبر الاحزاب وهو الاخوان المسلمين في الوقت الذي يتمسك فيه مبارك باسنانه ويديه بالحكم الى الابد على ما يبدو. فالخلاصة تظهر صورة مزعجة على انها اليفة جدا للانظمة العربية غير الليبرالية او الاصلاحية في البلدان العربية المختلفة.

هذه الصورة تتكر ومتمد من السمن العربي وبلدان الخليج ووصولا الى البلدان الشمال افريقية, فهي ليس بالظاهرة الجديد ولا ضبابية العواقب على استثناء اناس كزبن العابدين وامثاله.

وفي محاولة لتعليل الظاهرة قال البعض ان البطالة تتسبب في عدم رضا اجتماعي, نماء بطيء. من ناحية اخرى قالت المحللة مارينا اوتاوي ان القيادة السياسية إرادة التغيير كانت تفتقر الى المناشدة باجراء تغيير اقليلمي وليس محلي فحسب. فيما ذهب فريق اخر الى القول ان النفقات الحكومية انتقصت لبذلها في سبيل معاونة الغرب في حربه على الارهاب, وفي الطريق المسدود للقضية الفلسطينية واستقلالية هذه البدلان في موارد الطاقة, سعيا من هذه الحكومات الى اخماد نيران أي تمردات داخلية وضغوطات خارجية تنادي بالاصلاح!

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio