التأييد الكامل للحراك الشعبي
من نافلة القول التأكيد على تأييدنا الكامل للحراك الشعبي في أكثر من بلد عربي بهدف تغيير الأوضاع المتردية ، والتخلص من أنظمة الاستبداد المزمنة التي سئمتها الشعوب بعد أن عطلت مؤسساتها ، وفرطت في حقوقها ، وامتصت خيراتها لمصلحة قلة من منتفعيها ، لأن ذلك حق دستوري وطبيعي تقره وتكفله الأديان والشرائع والقوانين ، بل هو واجب شرعي تأثم الأمة كلها إن لم تنهض به على الوجه الأكمل ، وتُعَرِّضُ نفسها إلى سلسلة من العقوبات الإلهية إن هي قَصَّرَتْ في القيام به ، أقلها حبس الرعاية الربانية عنها ، وتشديد قبضة الظلم عليها حتى تعود إلى الاضطلاع بدورها وأداء الأمانة الملقاة على عاتقها في الضرب على يد الظالمين ، فإما الاستجابة لمطالب الشعب ،وإما الخلع والإبعاد كما جاء في قواعدنا الشرعية ....
ثورات شعبية عارمة
document.BridIframeBurst=true;
يبدو أن أكثر الأنظمة العربية لم تُبْقِ لشعوبها خيارات غير الخروج إلى الشارع من خلال ثورات شعبية عارمة بهدف إسقاط منظومات الاستبداد فوق إسقاطها للمستبدين ، وتحرير نفسها من أغلال الدكتاتورية التي ظنت للحظة أنها قد أطفأت في نفوس شعوبها شعلة الكرامة الوطنية ، ونجحت في شلِّ حركتها بسبب ما فرضته عليها من ثقافة الخوف بسبب قبضة أجهزتها الأمنية الحديدية ، وبسبب ما روجت إليه من ثقافة الاستهلاك الغرائزي التي امتلأت به فضاءات العرب من خلال ( كباريهات ) الإعلام الرسمي المفتوحة ، وحلفائه في قطاع الإعلام الخاص التي سخرت نفسها لخدمته ولو دمرت في طريقها حصون الأمة الأخلاقية والقيمية ... جاءت الثورات/الانتفاضات/ الحركات الشعبية لتثبت أن الشعوب العربية قد تصبر طويلا على الظلم وحكم الاستبداد وظلم الدكتاتوريات ، إلا أنها إن تحركت فهي قادرة على إحداث التغيير المطلوب .
استحداث نظام التوريث بمعناه الحرفي أو السياسي
واضح أن الشعوب العربية قد وصلت إلى قناعة أن أنظمة الاستبداد واستئثار الحزب الواحد بالسلطة الكاملة ، والإعداد ( لتأبيد !!! ) نظام الحكم من خلال استحداث نظام التوريث بمعناه الحرفي أو السياسي ، واختزال الدولة والشعب والمال العام والثروات في شخص الرئيس ( الصنم الإله !!! ) الذي لا يُسأل عما يفعل ، وتزييف إرادة الشعب والضحك على ذقنه من خلال انتخابات مزورة وصورية ، كل ذلك لن يتم تغييره بالبيانات والتصريحات وملاطفة النظام واستجدائه لرفع حذائه عن كرامة الشعب ولقمة عيشه وقراره ، وإنما يكون بالثورة الشعبية عليه ، واقتلاعه من جذوره وإلقائه في مكب نفايات التاريخ . أنا لا أستطيع أن أتنبأ بنتائج ما يجري في أكثر من دولة عربية ، لكني على ثقة بأن حاجز الخوف قد انكسر بالفعل ، ولم يعد أمام النظام العربي في اغلبه إلا أن يرحل وبطريقة سلمية ، لتتسلم القوى الحية الأسيرة في الأمة مهمة الإنقاذ ووضع الآليات لعملية انتقال سلسة إلى مرحلة الحريات والديمقراطية الحقيقية ، ووضع الضمانات القادرة على حماية الإنجاز من المتربصين والنفعيين ، ووضع دستور يؤمن مسيرة الشعب من خلال ضمانٍ لتداول السلطة بين أحزاب الأمة وقواها الحية ، ويكفل رحيل الاستبداد إلى الأبد من خلال تحديد مدة حكم الرئيس لعشر سنين فقط ، في ظل إطلاق لحرية التنظيم والتعددية الحزبية والصحافة ، وتعميق وسائل الرقابة والشفافية ، وضخ ثقافة احترام الرأي والرأي الآخر ما لم يخرج عن ميراث الأمة وهويتها الدينية والقومية والوطنية .
التعديلات التجميلية المزيفة
لن يكون مقبولا من الآن فصاعدا على الشعوب العربية ( شراءها ) ببعض التعديلات التجميلية المزيفة ، ولا ( امتصاص ) غضبتها الحقيقية من خلال إقالة حكومة هنا أو هناك ، فالشعوب أذكى من أن تنطلي عليها هذه الحركات البهلوانية المكشوفة ... الشعب قرر إسقاط منظومة الاستبداد كلها وليس فقط رأس هذه المنظومة أو بعضها ، فمرض سرطان الاستبداد يجب أن يجتث من جذوره ، وإلا سيبقى مهددا لصحة الجسم كله .
منظومة الاستبداد
قلبي على هذا الحراك الشعبي من أعداء ثلاث ...أولها ، منظومة الاستبداد بما تملكه من وسائل الترهيب والترغيب ، وثانيها ، المتسلقون من صيادي الفرص الذين يتأهبون في الخفاء ( لسرقة ) الثورة ، كما حصل في عالمنا العربي بعد فترات التحرر من الاستعمار الغربي ، والتي شكلت شعوبنا المخلصة وقودها الحي ، لكن الخفافيش التي نعاني منها حتى اليوم اختطفتها من أصحابها الشرعيين ، وصادرتها تحت مختلف الشعارات لتحول تحررنا إلى استعمار أشد فتكا من استعمار الغرباء . وثالثها ، أنظمة الغرب عموما والولايات المتحدة الأمريكية خصوصا ، التي دعمت الدكتاتورية بكل قوة ، وغضت الطرف عن جرائمها بسبب ما تقدمه في سبيل سياساتها وامتيازاتها ومصالحها من خدمات جليلة ، بل وساهمت في أكثر من مناسبة في الإجهاز على محاولات حقيقية للتغيير في عالمنا العربي والإسلامي كما حدث في الجزائر وفلسطين ، ثم هي تأتي اليوم لتُخَيِّلَ للرأي العام العربي من سحرها أنها تسعى لدعم الثورات الشعبية في مصر وتونس ، وهي في ذلك ليست أكثر من أفعى تحاول أن تلدغ هذه الجهود في مقتل ...
أنا على ثقة من قدرة ملايين الثائرين على تفويت الفرصة على هؤلاء الأعداء الألداء ، وعلى أن يرسموا بصلابتهم ووحدتهم وإيمانهم لوحة النصر في حياة امتنا ، وعلى أن يفتحوا بوابات الأمل أمام الأجيال في أجواء أكثر صحية وأمانا ...
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio