* عابر اسرائيل بمثابة نقطة تمهيدية الاغلبية الساحقة من التجمعات السكنية، باستثناء الطيرة، قلنسوة وكفرقرع، بقيت في الجهة الشرقية من مساره* المثلث عمق استراتيجي، وجدار جغرافي وبشري، يفصل الدولة العبرية عن الضفة الغربية المحتلة* الاغلبية الساحقة من السلطات التي حلت واستبدلت بلجان معينة يترأسها يهود تتواجد في المثلث*" نرفض أن يتم التعامل معنا كأننا أحجار شطرنج يتم نقلنا من مكان إلى أخر كما لو أننا ملك خاص لهذه الجهة أو تلك"*"طرح التبادل السكاني من وجهة نظر المؤسسة الصهيونية، لذا نعارضه"*" ضم المثلث لا يكون على حساب اي تسوية وتبادل للمستوطنات، او كحل لتصفية القضية الفلسطينية، وخصوصا قضية القدس وحق العودة"*" ان نكون كارض وكشعب جزء من الدولة الفلسطينية، بمثابة الانفتاح على العالم العربي"
فكرة التبادل السكاني و ضم منطقة المثلث بالارض والسكان حيث يصل تعدادهم 250 الف عربي تقريبا، الى نفوذ الدولة الفلسطينية بحالة ما اقيمت في اطار تسوية دولية، كانت مجرد بالونات اعلامية يتغذى بها اليمين، ومخططات استراتيجية للمؤسسة الاسرائيلية منذ سنوات السبعينات، تلك المخططات التي وضعت في الدرج، لكنها اخرجت لتتناقلها اوساط سياسية يهودية، لتطرح في الاونة الاخيرة في مفاوضات ما وراء الكواليس مع السلطة الفلسطينية. هذا الطرح، الذي اصبح طرحا واقعيا اكثر من اي وقت مضى، وان اربك للوهلة الاولى، سكان المثلث العرب، حيث تباينت المواقف بين مؤيد ومعارض، واختلطت الامور فالبعض، لا يرى بالفكرة والمشروع على انه امر واقعي يمكن تطبيقه على ارض الواقع، ومنهم من يبدي المعارضة دون اي يبرر سبب تمسكه باطار الدولة الاسرائيلية، واخر لا يمانع الفكرة لكن بشروط. المثلث ضم في العام 1949 الى الدولة العبرية بموجب اتفاقية رودوس، في السبعينات اقر وفق قرار التقسيم، وقرار الامم المتحدة 242 ، باقامة الدولة الفلسطينية في اطار حدود الرابع من حزيران، صفقة او اتفاقية رودوس ثانية في العام 2009 ، قد تبرم. لربما الامر يوحي عن عمق الازمة السياسية الداخلية وعمق الازمة القيادية، التي تعصف باسرائيل، المثلث بمثابة عمق استراتيجي، وجدار جغرافي وبشري، يفصل الدولة العبرية عن الضفة الغربية المحتلة، من هذا المنطلق الاختلافات واضحة ما بين رجالات السياسة التي لا تعارض الفكرة، وبين القيادة العسكرية التي تبدي تحفظاتها لاسباب امنية واستراتيجية، لكن من خلال الخلط في الاوراق، والسياسة التي تمارسها اسرائيل في المثلث في الاعوام الاخيرة، يتضح بان التاريخ قد يعيد ذاته من خلال اتفاق رودوس عكسي، فشارع عابر اسرائيل الذي يخترق قرى ومدن المثلث، هو بمثابة نقطة تمهيدية، فالاغلبية الساحقة من التجمعات السكنية، باستثناء الطيرة، قلنسوة وكفرقرع، بقيت في الجهة الشرقية من مسار الشارع، ليس هذا وحسب بل تمنع وتحرم القرى والمدن من استعمال اراضي التي بقيت غرب الشارع لاي تخطيط مستقبلي، ليس هذا وحسب على الرغم من ان المثلث يتواجد بمحاذاة منطقة المركز، الا انه في الاعوام الاخيرة يعاني وبشكل صارخ من التمييز وانعدام الاستثمار، فاحياء التجمعات السكنية اشبه بمخيمات اللاجئين، لم تقام ولا حتى منطقة صناعية عربية، يلاحظ استفحال البطالة واتساع دائرة الفقر بين السكان، لايوجد ولا اي مكتب حكومي او مؤسسة حكومية في المثلث، كافة الخدمات يحصل عليه السكان من المناطق اليهودية المجاورة، ليس هذا فحسب، الاغلبية الساحقة من البلديات والمجالس التي حلت واستبدلت بلجان معينة يترأسها يهود، تتواجد في المثلث، ما تقوم به اللجان فقط الجباية وتنفيذ مخططات السلطة بكل ما يتعلق بسلب ما تبقى من الاراضي العربية، ووضع اليد عليها تحت مسميات مختلفة. الرفاهية ان جاز لنا التعبير، والتي كان ينعم بها سكان المنطقة، بعد وهم اوسلو، تحولت في السنوات الاخيرة الى جحيم، وضع اقتصادي اجتماعي في الحضيض، بدون امال او احلام مستقبلية، الطموحات في طي النسيان، وعن العنصرية حدث ولا حرج، فحالة الاحباط الجماعي المبرمج لها من قبل السلطة، لربما هي السبب لقبول البعض، فكرة ضم منطقة المثلث بسكانه الى الدولة الفلسطينية اذا ما استقلت. للتذكير فقط، بعد اتفاق رودوس الاول، تم اخضاع منطقة المثلث لسنوات طويلة للحكم العسكري، وعلى ما يبدو عشية رودوس الثاني المنطقة باغلبها تدار من خلال الحكم العسكري لكن بزي مدني. النائب ابراهيم صرصور رئيس الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، شارك في ندوة بعنوان:" تبادل الأراضي ومستقبل الأقلية الفلسطينية في إسرائيل"، والتي نظمتها المؤسسة العربية لحقوق الإنسان في المركز الثقافي في مدينة الناصرة. وخلال مشاركته قال الشيخ النائب إبراهيم عبد الله:" اصطلاح التبادل السكاني هو اصطلاح مضلل يكمن من خلفه مخطط خطير وهو تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه في حدود المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1948 ( التي تعتبرها أراضي دائمة لا مفاوضات عليها) إلى مناطق السلطة الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وتفاوض عليها. هذا مخطط خطير يمكن أن تنجح إسرائيل في تنفيذه إن لم نقف لها بالمرصاد ويتم وضع مشروع نضالي مدروس يتم بموجبه إبداء رأينا الرافض تماما لهذه الفكرة العنصرية". وأضاف الشيخ ابراهيم :" أنا على ثقة تامة أن الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا يرفضون فكرة الترانسفير للكثير من ألأسباب، أهمها أننا جزء من هذه الأرض ولن نتنازل عنها ، فنحن هنا منذ آلاف السنين.. ولدنا هنا وسنبقى هنا، كما أننا نرفض أن يتم التعامل معنا كأننا أحجار شطرنج يتم نقلنا من مكان إلى أخر كما لو أننا ملك خاص لهذه الجهة أو تلك، إضافة إلى رفضنا للفكرة العنصرية والفاشية التي تختفي في ثنايا هذا المشروع والتي تدعو إلى إقامة كيانات خالصة من جنس واحد".وقال المواطن احمد ملحم من قرية عرعرة:" مجرد الطرح بمثابة استخفاف بالقضية الفلسطينية، من هذا المنطلق اعارضه وبشدة، هذا استخفاف بمشاعر وعقول وراي الاهالي سكان المثلث، يمكن ضمنا قسريا مثلما تم ضمنا الى اسرائيل قسريا في اتفاقية رودوس في العام 1949 ، وذلك بحالة التعاون التام مع الرئيس ابو مازن، من وجهة نظرنا الموضوع ليس للحديث اوالنقاش، نحن من دافعنا وتثبتنا بارضنا، فالمشروع والطرح والتبادل السكاني من وجهة نظر المؤسسة الصهيونية، التي ترى بالاقلية العربية خطر ديمغرافي، اي ان الطرح ليس من اعتبارات اخرى، يتعاملون معنا بحكم قانون الحاضر الغائب، فهذه عملية استهتار بنا كبشر".هناك من يؤيد الفكرة لكن مع تحفظات وشروط، وهي ضم المثلث لا يكون على حساب اي تسوية وتبادل للمستوطنات، او كحل لتصفية القضية الفلسطينية، وخصوصا قضية القدس وحق العودة، بل تأييد الفكرة، اذا ما اعتمدت على قرار التقسيم، اقامة الدولة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران، يقول ايمن حاج يحيى من الطيبة:" نحن جزء لايتجزء من الشعب الفلسطيني، اذا كان ضم المثلث مقابل ضم المستوطنات لاسرائيل، فهذا امر مرفوض، نرفض وبشكل قاطع ان يكون المثلث مقابل اريئيل او القدس او قضية اللاجئين، اي انه لدينا شروط، وهي التمسك بثوابت الشعب الفلسطيني، وفي حالة اقامة الدولة الفلسطينية في اطار حدود الرابع من حزيران ووفق القرارات الدولية وقرار التقسيم، عندها لا نعارض ضم المثلث، ولا نعارض ان نكون جزء من الدولة الفلسطينية". بالمقابل هناك من يؤيد المشروع ولديه شروط واعتبارات مدنية، بحيث يرى بالحياة في الدولة مضيعة للوقت وشبهها بالموت البطيء، فالمعيشة الحياتية والاقتصادية لا تطاق، والرفاهية والديموقراطية اختزلت لتقتصر على اليهود فقط، واعتبر الدولة كالسجن الكبير، وتحريره من السجن مع ارضه ومنزله، مشروط ايضا بان تدفع الدولة للسكان العرب التعويضات المالية، مقابل دورهم في عملية بناء الدولة على مدار ستة عقود، وان تعيد لهم ما دفعوه من ضرائب. يقول صلاح مصاروة من باقة الغربية:" اؤيد ضم المثلث الى الدولة الفلسطينية، كوننا جزء لا يتجزء من الشعب الفلسطيني والامة العربية، فالحياة في اسرائيل ليست المعيشة المثالية، سنوات من الذل والاهانة حالة من الاحباط الجماعي، انعدام الرؤيا والتطلعات المستقبلية، الاحلام تحولت الى كوابيس، اوضاع اقتصادية ومعيشية مزرية، نلهث ونشقى لتوفير لقمة الخبز فقط، الانسان العربي المعدم في اي دولة عربية يمكن ان يدبر اموره وخبزه، وعليه ان نكون كارض وكشعب جزء من الدولة الفلسطينية، بمثابة الانفتاح على العالم العربي، لننعم بحرية التنقل وفرص الحياة، لربما ستكون اكثر وافضل من الظروف والواقع الذي نعيشه اليوم في اسرائيل".