في خطوة حميدة ورائعة قد يتعلم منها الكثير من الاشخاص وخاصة من هم في جيل الشباب والتي ترسخ معاني الانتماء للبلد والمجردة من أي اهداف يشاهد اهل مدينة سخنين وبشكل يومي عمل الشاب جمال امباشي طربية والذي يبلغ من العمر 43 سنة وهو متزوج وله ابناء يقف منذ السابعة من صباح كل يوم على الشارع الرئيسي القريب من مدرسة ابن سينا الابتدائية ويقوم بمساعدة طلاب المدرسة القاطنين من الجهة الجنوبية للشارع على قطعه وتستمر هذه العملية بشكل يومي مدة ساعة واحياناً بعد الثامنة للطلاب المتأخرين عن الدوام .وقد التقى مراسل موقع العرب عدد من الطلاب والذين تواجدوا من حول جمال امباشي طربيه وكأنهم ابناءه وملتصقون به وسالهم حول العمل الذي يقوم به من اجلهم فأكدوا انهم يشكرونه يومياً على الخدمة التطوعية التي يقدمها لهم ولولاه لما تمكنوا من قطع الشارع علماً ان السيارات تأتي مسرعة على الشارع وليس هناك أي شارة ضوئية التي تنظم حركة السير .
وبينما كانت عدسة مراسل موقع العرب ترصد الحركة صباح احد الايام وجدنا ان هناك تجاوب كبير مع تعليمات المتطوع جمال امباشي والذي يرتدي القميص الاصفر ويبدأ بتنظيم حركة السير وسط سلامات واصوات الزامور التي تسلم عليه وتطرح عليه السلامات وكأنهم يقولون له شكراً لك على ما تقوم به من عمل جليل.
وفي حديث لمراسل موقع العرب مع جمال امباشي طربيه قال انه ومنذ سبع سنوات يقوم بهذا العمل التطوعي بعد ان شاهد بام عينه كيف أن عبور هذا المقطع من الشارع يشكل خطراً على الاطفال الذين يعبرونه يومياً وان هناك اشخاص لا مباليين في الحفاظ على سلامة الاطفال وقرر ان يتطوع بشكل يومي فيقوم بركن سيارة المارسيدس التابعة لمكان عمله وينظم حركة الطلاب من جنوب الشارع الى شماله منذ السابعة وحتى الثامنة صباحاً ومن ثم ينطلق الى عمله وهو مرتاح الضمير .
وحول مشاهداته للمجتمع السخنيني قال ان الخير موجود في شباب البلد والاغلبية منهم متعاونون مع الطلاب ويحترمون هذا الموقف النبيل ويساعدونني ويتفهمونني ويفسحوا المجال للطلاب بالعبور وقلة قليلة بل هم افراد الذين يبرزون عنترياتهم .
وما يشعر به وهو يساعد الطلاب قال جمال امباشي ان صداقة قد اصبحت بينه وبين زملاءه الطلاب بحيث يأتي احياناً طلاب ويشرحون له قصص وحكايا حدثت معهم واحياناً يتحدثون لي وخلال دقيقة وهي فترة انتظارهم الكثير من القصص الغريبة والعجيبة ومشاكلهم وسبب تأخرهم او حضورهم مبكراً وهو امر في قمة الروعة ان يسمع الواحد قصص هذه الشريحة من المجتمع التي تريد من يسمعها.
ويذكر ان السيد جمال امباشي طربية قد حصل مؤخراً على وسام الشرف الفخري التطوعي في مدينة سخنين لتطوعه في خدمة اهل بلده وهو بدوره يهدي هذا الوسام لكل الطلاب وكل السائقين المتفهمين له وللطلاب.