500 الف عربي يقضون العطلة في ظل نقص الأطر الاجتماعية

بعضهم يرهقهم الملل وآخرون تنعشهم المخيمات الصيفية

في عطلة 2010 :مشاركة حوالي 20 ألف طالب من بين قرابة 500 ألف في المخيمات الصيفية!

document.BridIframeBurst=true;

خرج نحو 150 ألف طالب عربي في المرحلتين الإعدادية والثانوية إلى العطلة الصيفية،إضافة لنحو 350 ألف طالب في المرحلة الابتدائية ومرحلة الطفولة المبكرة، ومع بدء العطلة الصيفية يتساءل معظمنا عن الطرق الأمثل والأنجع لأشغال الطلاب وملء أوقاتهم بما يفيدهم ويسليهم ويشحن طاقاتهم،إن العطلة الصيفية هي الراحة بعد العناء،وهي المكافأة بعد جهود الدراسة والمثابرة وهي فرصة لمزيد من اكتساب المعرفة والعلم وتنمية الإبداعات، كما أنها اختبار حقيقي لكل من الآباء والأمهات على حسن التربية وتنظيم الوقت والجهود.

بحيث توفر العطلة الصيفية للطلاب الفترة المثالية لممارسة هواياتهم ومواهبهم بحرية وتفرغ سواء أكان ذلك في المنزل أو النوادي أو المخيمات أو السفر الى الخارج، ليعودون بعدها لمدارسهم بنفسية مرحة ومتجددة لبدء عام دراسي جديد.

ويشكو الكثير من الآباء أن مفهوم العطلة الصيفية لدى الأبناء هو قضاء الوقت بالنوم والخمول والكسل والجلوس أمام التلفاز أو الحاسوب أو اللهو في الحارات والطرق، والتذمر من طول الوقت والملل وانعدام الشعور بالمتعة والتسلية، مما قد ينجم عنه مشكلات عائلية ومشاكسات وشجار بين الأخوة. ولأن وسطنا العربي يفتقر للبنى التحتية والامكانيات المادية التي توجه طاقات الاولاد في أمور مفيدة، يتجه معظم الاهالي الى اشراك أبنائهم في المخيّمات وسائر الفعاليات الصيفية، والتي قد تحملهم أعباء اقتصادية.

استغلال الطلاب في أماكن العمل

هنالك الكثير من الطلاب الذين دفعتهم الظروف الاقتصادية الصعبة للعمل، ويُستَغلون بشكل سيء من قبل أصحاب العمل فيعملون تحت ظروف خطيرة في مهن شاقة إضافة للمعاناة النفسية، ويتقاضون الأجر القليل مقارنة بالبالغين.

ومن المهم جدا احترام التشريعات والقوانين الخاصة بعمل الشبيبة، حيث لا يسمح لمن هم دون ال 16 عاما العمل ولا يقل الأجر الشهري عن 2,723 شيكل حتى سن 16 عامًا، و2,918 شيكل حتى سن 17 عامًا، و3,229 شيكل حتى سن 18 عامًا. ولا تزيد ساعات العمل عن 40 ساعة أسبوعيًا.

جلال صفدي مدير إدارة المجتمع والشباب: ضمان الأطر للطلاب خلال العطل يقع ضمن مسؤولية المجالس والبلديات

وفي حديث مع جلال صفدي مدير ادارة المجتمع والشباب للوسط العربي في وزارة المعارف قال: نحن كوزارة تربية وتعليم كل المخيمات الصيفية تحت مسؤوليتنا ومهمتنا اعطاء تراخيص ومن حقنا فحص المخيمات وإعطاء موافقة لكل شخص يريد أن يقيم مخيماً.

حتى اليوم يوجد 60 طلباً للحصول على تراخيص من اجل اقامة المخيمات، وفي العام الماضي أقيم 135 مخيماً ضمت 20 ألف طالب.

20 ألف طالب من بين 500 ألف طالب!

وعند سؤالنا لصفدي حول اهتمام الوزارة في إشراك جميع الطلاب وضمهم في أطر خلال العطل الصيفية وإشراكهم في المخيمات الصيفية قال: إن ضمان الأطر للطلاب خلال العطل يقع ضمن مسؤولية المجالس والبلديات في الوسط العربي، ونحن نقوم بتشجيعهم على إقامة المخيمات لضم أكبر عدد ممكن وتوفير الاحتياجات للعائلات التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة ولم تشرك أبنائها في الفعاليات اللامنهجية في الفرصة كذلك اقامة المخيمات وأطر الشبيبة في أشهر الصيف، ووظيفتنا كوزارة تربية وتعليم تكون في عملية إرشاد وتأهيل أصحاب الوظائف في المخيمات، وهناك خطط في الوزارة من أجل دعم المجالس في السنة القادمة لإقامة مخيمات للعائلات المستورة.

وتابع صفدي: نشجع على إقامة الكثير من المخيمات كي نوفر أطراً لجميع الشبيبة في الصيف، ونقوم بمراقبة المخيمات من خلال عمل 15 رقيبا ومفتشا على عمل المخيمات فنقوم بزيارة المخيمات ومتابعتها كذلك فحص قانونيتها، وضمان الظروف الآمنه للمشاركين مع العلم أننا قمنا في السنة الماضية باغلاق 10 مخيمات، ونقوم باعطاء الملاحظات لكل مرشد ومسؤول لتحسين عملهم، هذا العام القانون لا يقتصر على إلغاء المخيم بل ومعاقبة المسؤول بالسجن لمدة 6 أشهر وتحميله المسؤولية الكاملة في كل حالة شاذة.

وأضاف صفدي: هناك 4 مخيمات رئيسية لوزارة التربية والتعليم وهي مخيم كشافة المدارس ومخيم القادة الشباب ومخيم قادة المجتمع والشباب وقادة الشبيبة وهي مخيمات قطرية باشتراك أكثر من 20 بلدة وقرية عربية، ونسعى لضم كل الوسط العربي في هذه المخيمات كما ونشجع كل الأحزاب وحركات الشبيبة والجمعيات على إقامة المخيمات وذلك لأن مصلحة الطلاب تقع ضمن مسؤوليتنا جميعا في المجتمع ويهمنا أن يشعر الطالب بالراحة والتحسن خلال العطلة، مع التشديد أن الوزارة غير مسؤولية عن جباية المصاريف في هذه المخيمات ولا تقع ضمن مسؤوليتها تحديد الاسعار للمشتركين.

جلال صفدي

ايهاب ابوليل: المخيمات الصيفية تشكل عبئا اقتصاديا على الأهل وقدوم شهر رمضان في العطلة سيزيد المصروف

بعد 18 عاما من اقامة المخيمات الصيفية بشكل متواصل، قُرروا في قسم الشبيبة العاملة والمتعلمة والتي تقيم مخيمات صيفية في أكثر من 32 قرية ومدينة عربية الغاء المخيم الصيفي لجميع الأجيال وفي حديث مع إيهاب أبوليل مركز الشبيبة العاملة والمتعلمة قال: هذه السنة قررنا الغاء المخيم الصيفي الذي يقام من 18 عاما بصورة سنوية متواصلة باشتراك نحو 500 طالب من محتلف الأجيال وذلك بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها معظم الأهالي، كذلك قدوم رمضان في العطلة الصيفية مما شكل ضيقا في الوقت.

وتابع: العطلة الصيفية هي أحمل شيئ يحصل عليه الطالب بعد الامتحانات والدراسة الفصلية، ففي العطلة يشعرون بالارتياح ويبحثون عن الفعاليات الا منهجية للترفيه عن أنفسهم، ولا بد من التوازن بين العمل المفيد والاستمتاع بالعطلة، حيث أن معظم الاهالي يعانون من ظروف اقتصادية سيئة ولا يستطيعون الاقدام على السفر والترحال، لذلك فالمخيمات الصيفية تعتبر البديل المناسب ليقضي الشباب والطلاب أوقاتهم، ومن الضروري توجيه وارشاد الطلاب في مختلف الأجيال للاستفادة من الفعاليات اللامنهجية وهذا ما حرصنا على تقديمه دائما، ومن منطلق مسؤولية كبيرة اتجاه الأهل ولتخفيف الأعباء عنهم، ألغينا المخيم الذي يضم كافة الأجيال لأول مرة، وذلك بسبب قدوم رمضان وكثرة المناسبات وموسم الأعراس والتي تشكل عبئا ثقيلا على الأهل، آملين في أن نعود على إقامته في العام القادم وقد تحسنت الظروف الاقتصادية على الجميع.

ايهاب ابوليل

المستشارة التربوية تغريد زعبي: أناشد الآباء والأمهات بالالتفاف حول أبنائهم ومراقبة سلوكهم ومعرفة احتياجاتهم

في حديث مع المستشارة التربوية تغريد زعبي حول العطة الصيفية وكيفية استغلالها ولمساعدة الطلاب في تجنب الملل قالت: تعتبر الإجازة الصيفية كابوساً على الكثير من الأسر، فالطلاب يمتلكون طاقات حيوية وهم بحاجة لتفريغها، ومعاناة الأسر تكمن في كيفية ملء الفراغ لدى أبنائها والذي يمتد قرابة الثلاثة أشهر، للأسف إن حجم وقت الفراغ كبير جدا،وعدد قليل جداً ينجح في ترتيب برنامج مفيد لقضاء العطلة، ومن المهم التركيز على أن المسؤولية تقع على عاتق الأسرة والمدرسة بالمكان الأول، فتلك الجهات هي المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية، ومعتقدات الشباب وسلوكياتهم وتصرفاتهم ما هي إلا نتيجة لتفاعل تلك الجهات.

كيف يشغل التلاميذ أوقات فراغهم بطريقه سليمة؟

زعبي: يجب وضع خطة أو برنامج يومي أو أسبوعي لشغل أوقات فراغ الطلاب في الإجازة الصيفية، وهذه الخطة تتضمن مجموعة من الأشياء التي تهدف إلى تنمية بعض الجوانب الإيجابية في شخصياتهم وفي حياتهم، بالاضافة لممارسة هواياتهم.

ما هو دور المستشار التربوي في مساعدة الطلاب للاستفادة من العطلة؟

يمكن أن يقوم المستشار التربوي بتوعية الطلاب وكذلك لأهاليهم حول كيفية شغل وقت الفراغ بطريقة سليمة، من خلال عمل محاضرات أو الاتصال معهم لوضع خطة تتناسب مع ظروفهم الاقتصادية.

تغريد زعبي

الاتجاه للعمل أثناء الصيف...

البعض من الشباب وطلاب المدارس يتجهون أثناء العطلة الصيفية إلى العمل، فيتم استغلالهم بصورة سيئة ومرفوضة، ولكن لا أحد يستطيع الغاء هذه الظاهرة وذلك لأن الطالب في معظم الحالات يضطر للعمل ومساعدة أهله، وأنا أناشد الأطر المسؤولة بالعمل على إيجاد حلول وتوفير ظروف آمنة للطلاب،كذلك أناشد الآباء والأمهات بالالتفاف حول أبنائهم ومراقبة سلوكهم ومعرفة احتياجاتهم ومحاولة شغل وقت فراغهم بما ينفعهم ويساهم في تطوير قدراتهم والترويح عنهم بطرق سليمة ومعافاة كي لا تتحول العطلة الى طريق للانحراف والسلوك المنبوذ.

نصائح للاستفادة من العطلة الصيفية واستغلال الوقت بشكل سليم

مطلوب من الآباء والأمهات تشجيع أبنائهم على الانخراط في الأنشطة والفعاليات التي تحقق الأهداف التربوية البناءة منها:

تنمية الهوايات والمهارات: ينبغي إتاحة المجال لكل طفل وشاب ممارسة المواهب والمهارات لتحقيق ذاته ونموه نمواً سوياً ومتكاملاً. وإذا كان الطفل غير قادر على فهم ذاته ومعرفة كفاياته، فإن من واجب الآباء مساعدته على ذلك. والأمثلة على الأنشطة التي يمكن أن يمارسها الأبناء كثيرة، ومنها المطالعة وتأليف القصص وكتابة المذكرات اليومية والألعاب الرياضية والرسم والتلوين وتعلم الموسيقى والشطرنج، وغير ذلك....

زيادة التحصيل الأكاديمي: قد لا يجد الطالب فرصة كافية في أيام الدراسة والتحصيل العلمي لترميم نواقصه وسد ثغراته، لانشغاله بالدراسة ومتطلباتها. لهذا فإن العطلة الصيفية من الأزمنة المهمة، التي من الضروري أن يستثمرها الشباب في سد ثغرات حياتهم العلمية والعملية، وترميم نواقصهم الفكرية والاجتماعية والنفسية بحيث يمكن للآباء حث أبنائهم ضعاف التحصيل على الالتحاق بدروس التقوية التي تنفذها المدارس في العطلة الصيفية. كما يمكن للطلبة المتفوقين زيادة تحصيلهم الأكاديمي من خلال الالتحاق بالمدارس أو المراكز التي تقدم دورات تقوية باللغات أو الحاسوب أو غيرها...

العلاقات الأسرية والاجتماعية: توفر العطلة الصيفية مرحلة ملائمة للتواصل الأسري والاجتماعي. ويجب تشجيع الأبناء وتعويدهم على تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية وتفعيل مهارات التواصل بينهم وبين مجتمعهم، وذلك من خلال زيارات الأهل والأصدقاء واستضافتهم والقيام بالرحلات العائلية أو المشتركة مع الأقارب والأصدقاء، والمشاركة بالمناسبات الاجتماعية المختلفة.

المساعدة بالأعمال المنزلية: يجب تعويد الأبناء منذ الصغر بأن لهم أدواراً في خدمة أنفسهم والتعاون في خدمة المنزل والعائلة. وتتيح لهم العطلة الصيفية مجالاً أكبر للمساعدة في الأعمال المنزلية ورعاية الأخوة الصغار أو تعلم الطبخ وإعداد الحلويات والعناية بالحديقة أو المساعدة في شراء حاجيات المنزل، وغير ذلك. ويمكن الاستفادة من العطلة الصيفية للقيام بالأعمال المؤجلة أو التي تتطلب تعاون جميع أفراد الأسرة في إنجازها .

الأعمال التطوعية: من أهم القيم التي ينبغي تعويد الأبناء عليها ومنذ وقت مبكر هي قيم المحبة والتعاون والتكافل. ويمكن لهذه القيم أن تتجلى في تعويد الأبناء على خدمة المجتمع والبيئة ومساعدة الآخرين. كما يمكن المساعدة في تعليم وتدريب الصغار من الأقارب و الجيران على القراءة والكتابة ومهارات الحاسوب والرسم وغيرها.

الرياضة: تجدد البعد النفسي وتفرغ الطاقات الفائضة عند الشباب وهي تلعب دورا مهما في تناسق نمو الجسد.

لنجتاز العطلة الصيفية بشكل آمن بعيدا عن الحوادث

جاء في نشرة لدائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، أن 1690 طفلا وشابا (من عمر 0 – 19 عاما) أصيبوا بحوادث الطرق خلال العطلة الصيفية الأخيرة (2010)، قتل منهم 24 طالبا – وهو ارتفاع بنسبة 50% بالمقارنة مع العطلة الصيفية التي سبقتها عام2009.

ومن أجل جعل العطلة الصيفية عطلة آمنة وممتعة ومفيدة لجميع الطلاب والطالبات يجب الاهتمام بقضايا الأمان في الشوارع والأحياء والأماكن العامة، وذلك لتفادي إصابة الأطفال في الحوادث البيتية وحوادث الطرق وقد أعددنا لكم النصائح التالية لحماية أبنائكم في العطلة:

1. ربط حزام الأمان في كل سفرة، حتى السفرات القصيرة.

2. التزود بوسائل الأمان والحماية، كالخوذة الواقية خلال ركوب الدراجة أو أي وسيلة ترفيه ذات عجلات.

3. عبور الشارع فقط من على ممر المشاة، ووفق قواعد الحذر.

4. لا يجوز أن يقوم طفل يبلغ من العمر حتى 9 سنوات بعبور الشارع لوحده ودون مراقبة بالغ.

5. ركوب الدراجة في أماكن آمنة فقط، مثل المسالك الخاصة بالدراجات، الأرصفة، أو المتنزهات.

6. من المهم جدا التشديد على طريقة المشي الآمنة وعلى الرصيف مع الأولاد، بعيدا عن طرف الشارع.

7. ممنوع قطعياً القفز إلى الشارع بشكل مفاجئ.

8. التزود بعاكسات الضوء أو ملابس فاتحة خلال المشي في الظلام.

9. لا يجوز تشتيت انتباه السائق خلال السفر.

10. ممنوع إخراج أي عضو من أعضاء الجسم من نافذة السيارة

11. الانتباه كل الوقت للأخطار المحيطة بنا على الطريق، والابتعاد عنها.