اعتبارا من مطلع هذا الأسبوع، عاد كابوس الهدم ليحلق فوق البيوت السبعة في حي تعايش في اللد وذلك بعد انقضاء المدة المتاحة لتقديم استئناف على قرار المحكمة المركزية في بيتح تكفا الصادر في 26/12/2007، حيث ردت هذه المحكمة طلب أصحاب هذه البيوت تأجيل تنفيذ قرار محكمة الصلح الصادر في سنة 2002 والذي يأمر بهدم هذه البيوت السبعة.
حي تعايش في اللد. لا أحد يعترف بهوقد حاول أصحاب هذه البيوت منذ ذلك التاريخ تجنب الهدم حين توجهوا إلى المحاكم وإلى المؤسسات الحكومية، بما في ذلك لجنة الداخلية التابعة للكنيست التي أوصت بتجنب الهدم في جلستها في يوم 30/5/2005 والجلسات الكثيرة التي تلتها مع مكاتب حكومية أخرى وبلدية ووزارة الإسكان، لكن بالرغم من ذلك وخلافًا للتوصيات جاءت أوامر الهدم. وجاء من مركز «السبيل»، أنه كتب على ما يبدو على مدينة اللد انه كلما تولى رئاسة بلديتها رئيس جديد أن يفتتح مدة تولي منصبه بموجة من الهدم فالي متى ستظل عمليات الهدم تشكل حلا تتبناه السلطات بدلا من حل الضائقة السكنية التي يعاني منها المواطنين العرب بشكل جذري بواسطة حلول تتعلق بالتخطيط.
يقع حي تعايش في شارع هلين كلر غربي السكة الحديد في اللد وقد أطلق عليه هذا لاسم بسبب دعم منظمة تعايش لهذا الحي ووقوف أعضاءها مع السكان خلال السنوات 2002-2004. ويقول عرفات إسماعيل، عضو منتدى السبيل: «طلب مني المشاركة في لقاء تلفزيوني حول «التعايش» لكنني رفضت لأنني اعتقد أن لا وجود للتعايش في هذه البلاد بشكل عام وفي المدن المختلطة بشكل خاص. حيث أن هذا التعايش المزعوم لا يتعدى كونه تعايش على الورق فقط. أين هذا التعايش ما دامت الأحياء العربية في اللد تعاني من الإهمال في مجالات عدة كالبنى التحتية والمساحات الخضراء والأماكن العامة والشوارع والإضاءة وشبكة المجاري والصرف وملاعب الأطفال فهذه الأحياء خالية تماما من كل شيء».
وقال قفطان الوحواح احد أصحاب البيوت المهددة بالهدم: «لقد فشلت جميع محاولاتنا في الحصول على ترخيص فبنينا بيوتنا على أراضينا، بعد أن اضطررنا لتوفير مأوى لأفراد عائلاتنا لأن لكل إنسان حق أساسي في العيش بكرامة وأن يكون له بيت ومأوى. البلدية تتذرع عند طلبها هدم بيوتنا بمرور سكة حديد في المنطقة حسب الخارطة، لكن اتضح لنا مؤخرًا أن لا وجود لمثل سكة الحديد هذه. أين العدل وأين التعايش»؟ ويقول إبراهيم أبو صعلوك، عضو منتدى الإسكان: «إن التعايش لا يخلق من نفسه بل يبنى، ولكي يبنى يجب أن توفر له الظروف المناسبة. من أين سيأتي هذا التعايش ما دامت الأحياء العربية في اللد وغيرها في المدن المختلطة تعاني من الإهمال على مدار عشرات السنين فعلى المسؤولين التنبه إلى ذلك وتدارك الأمر والشروع في بناء الظروف المواتية لتنمية التعايش وبناء الثقة».يشار إلى أن منتدى الإسكان في اللد –السبيل هو منتدى من تأسيس مشروع المدن المختلطة التابع لشتيل منظمة للتغير الاجتماعي، يعمل المنتدى حاليا بشكل مستقل وهو يتابع قضايا التخطيط ومشاكل السكن والهدم في الأحياء العربية في مدينة اللد.