كميل شحادة:
من المعروف للمطلعين أن هناك فلاسفة قارنوا وطابقوا بين مراحل تطور الإنسان كفرد
غاية الإنسان الحقيقية هي التحرر الذاتي وليس تغيير العالم إصلاحه وبناؤه حسب هذا النموذج أو ذاك
الحقيقة يتعدد الوعي ( كظاهر) بتعدد وجهات النظر المختلفة في أزمنة مختلفة وأمكنة مختلفة وفي ظروف مختلفة في ثقافات مختلفة وبيئات مختلفة
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });المقومات فهي عدم الرضا عن النفس مع الوضع القائم المتكرر من ردود فعل داخل المضامين والقوالب السائدة، ثم تأتي الأسباب الإيجابية من رغبة في التغيير ومن استشراف للمقام الذي اصبو اليه داخلي
هذا العنوان أيضًا لا يخلو من عجز عن قول المراد منه... لكن في اطار الممكن من التعبير نحاول التوصيل لما نهدف إليه... لكن أولاً لنسأل: لماذا العجز وما النقص في العنوان ؟ إننا عادة نستخدم كلمات لها دلالات محددة في عالمنا الحسي والمنطقي على حد سواء، فإذا تحدثنا عن شجرة زيتون مثلاً، الجميع وبتلقائية يتمثلها ويتصورها في خياله مباشرة دون أية مؤونه ودون اي إشكال، الجميع يعرف عما نتحدث... كذلك حين نطرح مسألة منطقية حسابية بديهية 2 + 2 مثلاً، أو حين نصف الجبل بالضخامة والذرة بالصغر... إلى هنا الأمر واضح، لكن حين نتحدث عن الوعي فعن أي وعي نتحدث، وأي وعي نحن نقصد؟ فللقط وعي وللطفل وعي وللمراهق وعي وللمتحضر وعي وللهمجي وعي .. للملحد وعي وللمؤمن وعي، لرجل الشارع وعي وللعالم وعي وو..
الحقيقة
الحقيقة يتعدد الوعي ( كظاهر) بتعدد وجهات النظر المختلفة في أزمنة مختلفة وأمكنة مختلفة وفي ظروف مختلفة في ثقافات مختلفة وبيئات مختلفة، وكل ذلك يكاد لا يحصى... وأنا هنا أؤكد أن الإختلافات عموماً هي في ظواهر وتجليات وانعكاسات الوعي فقط، وهي في كل الأحوال أيضاً وجهة نظر، فأنا أرى أن جوهر الوعي هو جوهر الوجود ذاته، حيث لا وجود خارج الوعي، بل لا وجود في النهاية سوى الوعي ذاته، وأقول هي وجهة نظر حتى لا أظهر كمستبد برأيي، رغم قناعتي ويقيني بذلك، ورغم كون هذه الرؤية تمثل تيار ومسلكية قديمة متجددة... بناء على ما أوجز من تقديم حول إشكالية الوعي عموماً، أستطيع أن أحدد ما أقصد من كلمة وعي: هو الوعي الإنساني عموماً، الذي يتمثل لنا في مسار من التطور الطبيعي والإجتماعي، ويتكرر هذا المسار كمثال من خلال دورة الحياة منذ نشوء الحياة الإنسانية... طفولة صبا شباب كهولة شيخوخة هِرم، وفي مختلف مراحل العمر يتطور الوعي كرد فعل على الذات وعلى البيئة الاجتماعية والطبيعية.
مرحلة الانجراف قبل الذوبان والتماهي
من المعروف للمطلعين أن هناك فلاسفة قارنوا وطابقوا بين مراحل تطور الإنسان كفرد، وبين تطور الإنسان كمجتمع، بل كإنسانية بإطلاق، واعتبروا الإنسان الفرد الذي يمر في مرحلة معينة هو تعبير عن مرحلة للبشرية جمعاء، أو لمجتمع معين في مرحلة معينة مشابهه. وقد تكون البشرية اليوم في آخر مراحلها، أو أنها لا تزال في سن المراهقة... لا أدري، فما يهمني هنا مبدئياً وعي الفرد كعضو في مجتمع غير قابل للضبط والإخضاع لقانون اجتماعي خاص ولقيم خاصة بهذا المجتمع أو ذاك، خصوصاً في وقتنا هذا حيث اختلط الحابل بالنابل كما يقال، وأصبحت جميع المجتمعات في منحدر نحو "مكسر ثقافة عالمية " خلاط يطحن الجميع في كوكتيل واحد لا تميز بين وحداته البشرية... طبعاً بقدر ما يعتبر هذا الأمر سلبي للمجتمع الضعيف التابع المتقبل، هو ذاته في أفضل أحواله ربما لدى المجتمعات "القوية" وهذا الوضع لا يعبر عن وحدة وانسجام حقيقي كما قد يتبادر للبعض في مرحلة الانجراف قبل الذوبان والتماهي الكلي... بكل الأحوال تطور الوعي عمليا هو تطور في ردود الفعل على المحرضات والمثيرات ذاتها، التي اشعر أني أقف إزاءها كإنسان عادي عموماً دون تقدم منذ آلاف السنين، وهي طوال الوقت تعود على ّ بالشعور ذاته من ألم وحزن وخيبة وغربة ونقص، رغم كل التغيير الظاهري - وأنا هنا أتخطى بهذا الطرح جميع الفروق والمستويات الاجتماعية المعروفة - علينا أن ننتبه لهذا ، ويكفي أن ننتبه بصورة عميقة حتى نكون قد وضعنا قدمنا على طريق التغيير والتحرير الذاتي الجوهري.
الغاية الحقيقية للإنسان
لأن غاية الإنسان الحقيقية هي التحرر الذاتي وليس تغيير العالم، إصلاحه وبناؤه حسب هذا النموذج أو ذاك . ولا تقاس الحرية بقدر ما نملك من خيارات تجاه أكبر عدد من الأغراض، بل بقدر الاستغناء عن أكبر عدد منها ومن الارتهان لها، مع ضرورة تجاوز الفهم الحرفي لهذا الأمر، إذ ان الزهد بالمقابل ليس "ألا تملك شيء ، بل ألا يملكك شيء" .. إن تكرار النظر والتأمل والتحقيق في تفكيرنا، في سلوكه وفي قلقه، في تنقله من غرض لآخر، في اشتراطاته بتلك الأغراض وفي ربطه للمشاعر وإشراطها معه، يجعل الوعي يرتفع ويتحرر بصورة تلقائية، وعلى قدر التركيز والتأمل التجاوزي الجاد فينا نبدأ بتكوين نواة عادة ورد جديدين على أنفسنا وعلى محيطنا... إن تكرار الفعل هو الطريقة التي تكونت من خلالها الغرائز والطباع في مستوى بدائي، فلنلاحظ مثل هذا في الواقع من تكرار عمل التدخين وشرب الخمور كيف يتحول عادة وادمان، ثم سلوك "طبيعي" كذلك نلاحظ في مستوى مختلف، التعود على المطالعة وعلى الحاسوب وسوى ذلك.
التأثير بين المادي والمعنوي
إذ ان الفعل الذي يستحيل جراء تكراره طبعا ثابتاً، لا يحدث فقط على الصعيد البيلوجي، بل أيضاً الأمر نفسه يحدث على الصعيد العقلي والنفسي، وذلك في وقت متلازم وفي دورة متعاكسة من تبادل التأثير بين المادي والمعنوي... هكذا رسخت بعض عاداتنا وتقاليدنا الدينية والإجتماعية عبر التكرار مدى مئات وآلاف السنين... إن بداية التغيير في عادات واستجابات معينة، هو تبني أفكار ومفاهيم مختلفة عن السابقة والجاهزة، حيث بداية تغيير النفسي والبيولوجي هو الفكري والذهني، على أن فعل التغيير يحتاج لمقومات والى فكرة مركزية دافعة تستقطب النشاط الفكري والذهني كله (كمثال منشود) ولأني لا اقدم هنا مجرد تقنية فنية للتغيير في الوعي، فإني أطرح ذاتنا الجوهرية كفكرة مركزية بطبيعة الحال، باعتبارها حرية.
عدم الرضا
أما المقومات فهي عدم الرضا عن النفس مع الوضع القائم المتكرر من ردود فعل داخل المضامين والقوالب السائدة، ثم تأتي الأسباب الإيجابية من رغبة في التغيير ومن استشراف للمقام الذي اصبو اليه داخلي، فالفكرة المركزية إذن هي حريتي غير المنفصلة والمغايرة لجوهر ذاتي كإنسان... ولأن طلب الحرية في مواجهة ومجابهة مختلف الارتهانات والاشتراطات والتقييدات، فهو ينسجم وطلب الكرامة والخير والاكتفاء والامتلاء والاستقلال، كقانون وضعي، تسعى في ضوئه المجتمعات والدول أيضا ليس فقط كمطلب فردي ذاتي، إذ هو ينطوي على القيم والنتائج ذاتها. غير أن المجتمعات عموماً والدول تسعى لذلك من خلال التملك والقوة والتسلط، وهي بهذا تعيش في جدلية التضاد بين هدم وبناء ذاتي في الإطارات القبلية القديمة والمتوحشة ذاتها وإن لبست ثوب حضاري .
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio