يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:
هل للقاع نهاية في الوقت الذي ما زال فيه الخطر ماثلا في وجه مجتمعنا؟
في قاع مدننا وبلداتنا جرائم وعنف وشجارات وبلطجة وعمليات اطلاق نار وشوارع تتحول في الليل الدامس الى حلبة للسباقات وطيش شباب
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });عذرا يوسف ادريس ورغم روايتك الرائعة فأنا لا أريد أن يتحول مجتمعنا الى "قاع المجتمع" ومدننا الى "قاع المدينة" وشوارعنا الى "شوارع النار"
أحيانا أشعر أن مجتمعنا يعاني من "الشيزوفرينيا" وهو مرض انفصام الشخصية وانفصام الذهن فأحيانا نرفع رؤوسنا عاليا بانجازات مجتمعنا وأبنائه وبأخلاقه الحميدة وأحيانا أخرى ندفن رؤوسنا في الرمال من شدة خجلنا من مجتمعنا
عنف و"ثقافة" السلاح الناري و"ثقافة" السلاح الأبيض واعتداءات على معلمين ومعلمات وتطاول على كبار السن وجرائم قتل بدم بارد وسرقة بيوت مسنين ومسنات وتصرفات غير أخلاقية وحالة من انعدام الضمير والذمم الواسعة وشرب الكحول حتى الثمالة كلها عوارض موت اجتماعي بطيء
ليس سرا أن مدننا العربية مليئة بمظاهر الانفلات والتسيب وكصحفيين وكوسائل اعلام لها دور بارز في التأثير ايجابيا على مجتمعنا نحاول أن نقدم دورا ارشاديا توعويا وما من شك أننا نصطدم بمجتمع لا يقرأ ولكننا سنواصل الكتابة واستنكار العنف بجميع اشكاله والجريمة والبلطجية وحرب الشوارع وكل هذه المظاهر التي تزيد من شدة أمراض مجتمعنا
علينا ان نلتزم بالتربية والقوانين الاجتماعية وعلينا "محاربة" الخروج عن العادات الايجابية وعلى الصحافة أن تأخذ دورا مركزيا في نقل معاناة الناس الذين خسروا اولادهم وافراد عائلاتهم جراء طيش الآخرين وعلينا أن نمنح شبابنا المسؤولية والمنصة ولا يهم إذا كانت قدراتهم متفاوتة وعلينا ان نبث روح الأمل فيهم ونعاملهم بالتساوي في المدارس والنوادي وفي الشارع وعلى كل مسؤول وأب وأم الوقوف على كبيرة وصغيرة في حياة شبابنا
لا أدري لماذا قفز الى ذهني اسم "قاع المدينة" وهي قصة شهيرة جدا للكاتب المصري الكبير يوسف ادريس، عندما مررت بالشارع الرئيسي لمدينة الناصرة في إحدى الليالي مؤخرا، ورأيت مجموعة من الشباب المتجمعين حول سيارة قام سائقها بحركات خطرة جدا وجنونية غير مكترث بالسيارات الأخرى وغير مبال بسلامة المارة، ضاربا بعرض الحائط الخطر الذي يشكله على حياة المسافرين الآخرين الذين يستقلون السيارات الأخرى المارة في الطريق (رجال كبار في السن ونساء وشباب وأطفال). وبعد عرضه "المثير" ملأت رائحة اطارات السيارة "الكاوتشوك" الشارع، وخرج الناس الساكنين على أطرافه الى الشرفات لفحص ما حدث بعد صوت فرملة العجلات – بلغتنا العامية المفاركة- وكان الحال مشابها في المحلات المفتوحة والتي خرج كل من فيها ليتفقد ما جرى. السيارة أصبحت لعبة بالنسبة للكثير من شبابنا، وهي لعبة الموت تقتل أرواح الشباب وتحرق قلب الآباء والأمهات.
الخجل من المجتمع
ليس سرا أن مدننا العربية مليئة بمظاهر الانفلات والتسيب، وكصحفيين وكوسائل اعلام لها دور بارز في التأثير ايجابيا على مجتمعنا، نحاول أن نقدم دورا ارشاديا توعويا، وما من شك أننا نصطدم بمجتمع لا يقرأ، ولكننا سنواصل الكتابة واستنكار العنف بجميع اشكاله والجريمة والبلطجية وحرب الشوارع وكل هذه المظاهر التي تزيد من شدة أمراض مجتمعنا. أحيانا أشعر أن مجتمعنا يعاني من "الشيزوفرينيا" وهو مرض انفصام الشخصية وانفصام الذهن. فأحيانا نرفع رؤوسنا عاليا بانجازات مجتمعنا وأبنائه وبأخلاقه الحميدة، وأحيانا أخرى ندفن رؤوسنا في الرمال من شدة خجلنا من مجتمعنا.
انعدام الضمير والذمم الأخلاقية
عنف و"ثقافة" السلاح الناري و"ثقافة" السلاح الأبيض واعتداءات على معلمين ومعلمات، وتطاول على كبار السن وجرائم قتل بدم بارد، سرقة بيوت مسنين ومسنات وتصرفات غير أخلاقية وحالة من انعدام الضمير والذمم الواسعة وشرب الكحول حتى الثمالة، كلها عوارض موت اجتماعي بطيء. نحن لا نملك عصا سحرية لإحداث التغيير، ولكننا نتوقع أن يبدأ التغيير من شبابنا من أولئك الذين يحلمون بذرة طيبة صالحة ليزرعونها في قلوب الآخرين. كثيرة كانت الحركات السياسية الشبابية من أجل التغيير، ولكنها لم تكن أبدا حركات شبابية من أجل التغيير الاجتماعي. هذا التساهل والصمت وقبول الواقع على ما هو عليه وإلقاء اللوم على الشرطة والقيادات، ما هي الا محاولة للهروب من المسؤولية. علينا ان نتحمل المسؤولية جميعا ودون استثناء. علينا ان نلتزم بالتربية والقوانين الاجتماعية، وعلينا "محاربة" الخروج عن العادات الايجابية، وعلى الصحافة أن تأخذ دورا مركزيا في نقل معاناة الناس الذين خسروا اولادهم وافراد عائلاتهم جراء طيش الآخرين، وعلينا أن نمنح شبابنا المسؤولية والمنصة ولا يهم إذا كانت قدراتهم متفاوتة وعلينا الا نحجمهم والا نكسر شوكتهم، وعلينا ان نبث روح الأمل فيهم ونعاملهم بالتساو في المدارس والنوادي والشارع، وعلى كل مسؤول وأب وأم الوقوف على كل كبيرة وصغيرة في حياة شبابنا ومراقبتهم ومساءلتهم ومحاسبتهم وإلا لازداد الوضع تدهورا.
عدم الشعور بالإنتماء للمجتمع
يخيل لي أحيانا أن قسما كبيرا من شبابنا لا يشعرون بالانتماء لمجتمعهم. ألا يكفينا ما حل بمجتمعنا وأبنائه من ويلات؟ ولذلك هنالك حاجة ملحة لاعادة انتماء شبابنا الى مجتمعنا للحفاظ على مشهده العام ولكي يكون مشهدا يرفع الرؤوس لا كاسرا للقلوب والنفوس والعيون. عذرا يوسف ادريس ورغم روايتك الرائعة والتي التهمت سطورها حينما قرأتها، فأنا لا أريد أن يتحول مجتمعنا الى "قاع المجتمع" ومدننا الى "قاع المدينة" وشوارعنا الى "شوارع النار"، لأنه ورغم كلماتي هذه هنالك في قاع مدننا وبلداتنا جرائم وعنف وشجارات وبلطجة وعمليات اطلاق نار وشوارع تتحول في الليل الدامس الى حلبة للسباقات وطيش شباب. فهل للقاع نهاية في الوقت الذي ما زال فيه الخطر ماثلا في وجه مجتمعنا؟.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio