*التمثيل في الكراجات وعلى السيارات
* هل المسرح "مكانك عد"؟
*حيفا- "تفانين"- استضاف الإعلامي نادر أبو تامر هذا الأسبوع مجموعة من الفنانين المسرحيين للتحدث حول مسيرة المسرح في البلاد خلال العقود الماضية، وقد تحدث على الخط الهاتفي إلى الفنان المسرحي لطف نويصر فأخذ المستمعين في رحلة شاملة إلى بدايات المسرح في البلاد وتحديدا من خلال مسيرته التي تعود إلى أواخر الستينات مشيرا إلى مشقات وجمال تلك المرحلة التي كان المسرح فيها بكرا تمامًا. ونوه لطف في حديثه إلى نادر أبو تامر إلى أن والده في البداية كان يعارض الفكرة لكن بعدما شاهده في أوّل مسرحية وافق على أن يتابع مسيرته الفنية المسرحية.
كما استضاف نادر أبو تامر الفنان المسرحي والمخرج عادل أبو ريا مدير مسرح "الجوال" الذي أطلق عليه لقب سيزيف المسرح المحلي مشيرا إلى أن المسرح كان بالفعل قد دخل إلى بعض القرى والمدن العربية حتى قبل وصول التيار الكهربائي إليها، وتطرق إلى المحطات المبكرة من مشواره الفني المسرحي مشيرا إلى انه كان قد درس الهندسة الميكانيكية في معهد الهندسيين التخنيون في حيفا ومن ثم تحول إلى الفن المسرحي الذي يجري في عروقه وتطرق إلى الجائزة التي حصل عليها في الآونة الأخيرة مكافأة لمسيرة مسرح الجوال والتمثيل لدى ذوي القدرات الخاصة، وتحدث عن العلاقة التي ربطته بالفنان المسرحي أديب جهشان من خلال المسرح الناهض عبر دورة مسرحية أقامها في سخنين. وقال عادل أبو ريا إنه ما كان على استعداد لأخذ عنوان "باب الحارة" لإطلاقه على احد الأعمال الفنية التي يخرجها ضمن مسرح الجوال.
وتطرق البرنامج الخاص بالمسيرة المسرحية إلى أن الظروف كانت صعبة إلى درجة أن الديكور كان الممثلون يذهبون إلى الأحراش ومن هناك يحطبون مع التأكيد بأنه لم تكن إضاءة.ناديا لولو واليس أو سارة وفريال خشيبون.
وقال ضيف استوديو نادر أبو تامر، الفنان المسرحي أسامة مصري، إلى أن الفن عندهم متواجد في الجينات وبالوراثة حيث كان والده راويا ومحدثا والى انه أخذ هذه الصفات عن والده مشيرا إلى تأثره بالفنانة فريال خشيبون مع التأكيد على أن عائلتهم تزاول الفن مثل أخيه ميسرة وأخته. وأكد أسامة على أن حيفا كانت عاصمة المسرح حتى قبل قيام الدولية بحيث أنها لم تخل في حياتها من النشاط المسرحي. وأشار إلى أن المسرح قطع شوطا طويلا.
وقال مروان عوكل إنه كان قد بدأ عام 1966 في مدينة شفاعمرو في أيام المسرح الناهض إلى جانب لطف نويصر وآخرين ويبدو أنه التصق تمامًا بالمسرح مشيرا إلى أن بدايته تعود إلى المخرج أنطوان صالح الذي كان يختاره للتمثيل حين كان يدرس في الناصرة، وقال إنه كان إنسانا ومرحا وكان شخصية بارزة بحيث تمَّ اختياره للتمثيل وانضم إلى المسرح الناهض لاحقا بصورة محترفة. وقال إن المسرح ما زال في "مكانك عد" خصوصا بسبب عدم حضور الجمهور لمشاهدة المسرحيات. منوها إلى أن الجمهور في الستينات والسبعينات كانت قاعات تتسع لأكثر من ألف مشاهد تمتلئ بالمشاهدين بينما اليوم فإن الجمهور لا يأتسي إلى المسرح حتى ولو كانت العروض مجانية.وتحدث أسامة مصري عن أنه في بعض الفترات تمَّ التمثيل على السيارات التي كان يتمّ إعدادها لتكون ملائمة لمنصة مسرحية، مع التأكيد بأن بعض العروض كانوا قد قدموها بين الشجر وفي كراجات السيارات وبأقل الوسائل.وأشار عادل إلى التعتيل وحمل المواد من قبل الممثلين بمتعة كبيرة منوها إلى أن المقدرات في سخنين عام 1973 كانت ضحلة وفقيرة حيث كان الفنانون قد مارسوا هذا الفن على ضوء اللوكس بينما كانت المقدرات البشرية، في المقابل، ممتازة، وقال عادل إنه بدأ منذ الطفولة المبكرة حيث كان يعشق مسلسل أبو طافش التلفزيوني إلى درجة أنهم أطلقوا عليه لقب "أبو طافش". وأكد المشاركون في برنامج نادر أبو تامر إلى انه وعلى الرغم من المشاكل التي يعاني منها المسرح إلا أنه ليس في طريقه إلى الزوال، منوهين إلى أن باب الحارة تعتبر حالة نادرة في مسيرة المسرح المحلي، مع التأكيد على أن "فاردة" تنطلق في القرى العربية في الطريق لحضور باب الحارة وهي ظاهرة غير مألوفة.وتطرق أسامة إلى مشواره واللوحات التي كان يبيعها والطوابع والنكات منوها إلى مواضيع النصوص المسرحية وندرتها والى المسرح المتنقل والى المشاركة النسوية في المسرح المحلي والى الإخراج المسرحي ملخصا مختلف المحطات في المسرح منوها إلى أن دراسة التمثيل بصورة مهنية باتت ظاهرة شائعة ومتعارف عليها.