كميل شحادة:
اية فكرة مسبقة يدين لها الانسان تتعارض والتطور باتجاه ما هو (أكمل)
على الانسان ان يحقق ويناقش مع نفسه في اغوار متطلبات حياته ووجوده وحقيقة وجوده في ذاتها ومعنى هذا الوجود
علاج اسباب الوضع المراوح للانسان المتمثلة في تخلفه الاخلاقي والروحي يجب ان تسبق او على الاقل تتماشى وتتساوق وتطور ادواته وانظمته الخارجية
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });آلية التفكير لدى اصحاب الوظائف العلمية الرياضية وسواها اضف الى ذلك التركيبة "الايغوئستيت "والنرجسية – وهي حالة منتشرة - تجعل صاحبها لا يرى سوى شخصه في كل ما يفكر ويشعر ويعمل
المفاتيح الذهبية الكثيرة لا تفتح اقفال ليس فيها ثقوب وانما ذلك يجدي اؤلئك الذين سقط العالم من عينهم ومعه انفسهم الحقيرة الصغيرة فشرعوا يفتشون عن حقيقة وجودهم في غير مكان
إن نضوج الفاكهة مثلا – كما تُعلمنا الطبيعة – يتم عبر مسار تطور وتفتح وتحول في مادتها ، من الحموضة الى الحلاوة . وهذا يعني بمصطلحات العقل من السلبي الى الايجابي من وضع غير مستساغ للذوق والاكل الى وضع مستساغ .. لكن بالنسبة للانسان ، ماهو النضوج ، في اي اتجاه يكون وكيف يتم ؟ السؤال يعني الانسان كفرد وكجماعة. هل تطور الانسان عبر التاريخ – في الاتجاه الذي يسير فيه - يعبّر عن تطور في النضوج؟ هل انتقال الانسان من استعمال أدوات بدائية في عمله، في عيشته، في حياته ،الى أدوات متطورة ، هو تطور وتقدم ونضوج في الحياة نفسها ..؟ هل تنقل المرء من وظيفة الى وظيفة اعلى ، من منصب الى منصب اكبر، من شهادة الى شهادة اوسع ، هو تنقل من مستوى الى مستوى انضج في وعيه وفي كينونته وفي انسانيته وفي حياته ووجوده ،في حقيقتة الوجودية ؟
التطور في انظمة الحكم
لا شك أن مثل هذا التطور في انظمة الحكم وفي انظمة العمل والتقنية وفي ادوات الحكم والتعليم والعمل هو تعبير عن تطور في الفكر يتجسد في التغير من أشكال علاقات الى أشكال اخرى اكثر سهولة وراحة وفاعلية وانتاج. لكن كل ذلك لا يعطي الاجابة عن السؤال كما يبدو وكما يتأكد . والسبب في ذلك انه لا توجد غاية مثلى للتطور يسعى باتجاهها الانسان بصورة واعية مسبقا مقصودة بإرادة ورغبة وطموح. وانما توجد غايات كثيرة فردية، فئوية، طبقية، قطاعية وما تشاء يشوهها ويفسدها التنافس والصراع في كل الاحوال معظمها لا يعبر عن تطور في مسار النضوج لتحقيق غاية مثلى يشترك في طلبها الجميع . وهنا يتبادر الى الوعي : ان اية فكرة مسبقة يدين لها الانسان تتعارض والتطور باتجاه ما هو (أكمل) اذ لو وضع انسان القرون الوسطى مثلا ، غايته المثلى النهائية – افتراضًا – في انشاء وبناء كتدرائيات ضخمة ، لما حصل على ما حصل علية انسان عصر التنوير ثم الحداثة وما بعدها ، مما لا يحصى من منشآت واخترعات واكتشافات، تفوق جميع الكتدرائيات اهمية وابداع ، تخدم الانسان في حاجاته الواقعية.
نتطور في خارجنا
لكننا هنا ايضا لا نزال في "الخارج" نتطور في خارجنا في ادواتنا في طرق عيشنا في انماط سلوكنا وانظمتنا. واذا طابقنا بين مراحل وجود الانسان المختلفة عبر التاريخ ، لنقارن بينها على اساس فكرة (الكمال) الذي نسعى اليه ، لوجدنا ان الانسان لا يختلف – جوهريا - فيها جميعا . فهو لا يزال – بيولوجيا – يمر في حالاته نفسها من الولادة حتى الموت. لا يزال يكد ويمرض ويتعب في سبيل عيشه ولا يزال اخلاقيا يخضع لنزوات وشهوات واطماع ، تسبب الصراعات والحروب والخراب والدمار ، لدرجة يمكن تصور الحيوان فيها اعقل واحكم واسعد حالا من الانسان .
والنتيجة التي نصل اليها هنا ، ان علاج اسباب الوضع المراوح للانسان ،المتمثلة في تخلفه الاخلاقي والروحي يجب ان تسبق او على الاقل تتماشى وتتساوق وتطور ادواته وانظمته الخارجية . على ان نجاحه – افتراضا – في علاج اسباب مراوحته في التخلف الاخلاقي والروحي ، لن يجعل منه في النهاية اكثر من " نمل او نحل" اجتماعي . ولكي لا يصل آليا الى الحياة القطعانية شبه الآلية هذه ، على الانسان ان يحقق ويناقش مع نفسه ، في اغوار متطلبات حياته ووجوده ،حقيقة وجوده في ذاتها ومعنى هذا الوجود ، ولا يكتفي ( بالاشباع المعنوي الاخلاقي السلوكي المثالي) فهذا الاشباع الاناني الشخصي " الاعلى" ليس الغاية كما اراد ، أو اعتقد حكماء الواجب الاخلاقي كعمنوئيل كانط والمثاليين الاخلاقيين،الذين تطرفوا ضد الروح ذاته وضد الجسد ..اذن قبل الانهماك في التأليف التنظيري الايديلوجي التأريخي الضخم "كرأس المال" وسواه من الحجم الاصغر والاكبر ، وقبل انشاء الانظمة ، وقبل بناء قاعات المحاضرات . يجب السعي الداخلي للكشف عن حقيقة الذات ،كضرورة معرفة طبيعة النبتة قبل زرعها كما اتفق .. ان غاية وجود الانسان تتخطى الوجود الاجتماعي والارضي .. الا ان التحرر من الاخلاق الفاسدة ، كالحسد والطمع والحقد والشهوة المفرطة ،أمر حتمي لا بد منه ، كأساس ومنطلق للكشف عن حقيقة الوجود المطلقة للانسان، حيث ان الروح فيه هي ذات الروح ، ازلية ابدية لا يحيط بها زمان ومكان ولا يمكن ان يحتويها فكر وتفكير وتشخيص .. ولذلك فان الغاية الحقيقية في حياته وفي وجوده ،يجب ان ترتقي لجوهر هذا الوجود ويكون النضج في التطور الداخلي ، بمبلغ السعي ، باتجاه هذا الكشف والتحقق.
وجود الروح المطلق
اما اثبات وجود الروح المطلق فينا غير القابل للتعريف والتوصيف والتحديد يأتي من داخل الروح ذاته بكشفه عن ذاته، عندما يتم نضوج الوعي بالتخلص والتحرر من حمأة الانا والانت الظاهريتين . والانا الفردي هو الذي يخلق الانا الآخر، كمرآة تعكس فيها بصورة تلقائية مرآة اخرى واخرى ، بفعل نور لا ينبع منها ،بل ينتشر في كل مكان وليس له مكان . هو الروح الواحد المطلق .. ان تحقيق الوعي المطلق لا يتم الا بلحظة إبطال الوعي الفردي والعكس صحيح ،رغم انه هو وحده قائم عند التحقيق في الحالين ،كنور الشمس في الشمس وفي القمر.
أقفال غير مثقوبة :
ان آلية التفكير لدى اصحاب الوظائف العلمية الرياضية وسواها اضف الى ذلك التركيبة "الايغوئستيت "والنرجسية – وهي حالة منتشرة - تجعل صاحبها لا يرى سوى شخصه في كل ما يفكر ويشعر ويعمل حتى يحس كشخص انه مركز يستقطب العقول والقلوب والمخلوقات ..ان مثل هذا الانسان "الإيغوسنتري" قد يكون قاض ، وزير ، شاعر ، مفكر ، كمبيوتر رائع فعال حريف منتج ناجح يعمل بيرفكت بصورة مثالية متطابقة مع البرنامج الذي يعمل وفقه كما يطلب مدير العمل ،أو المنهج المعيشي والوظيفي الذي يكرس له وعيه واعصابه وطاقته وماله . لكن مثل هذا الانسان لا يمكن ان ينتبه لاشتراطات وعيه وقيوده وبالتالي لا تنبع في وعيه فكرة التحرر فلا يشعر ولا ينتبه الى انه مغلق داخل سجن نفسه. ولا تجدي معه محاضرة في البوذية والفيدنتية وفي حكمة التوحيد التجاوزية، وفي الصوفية العرفانية الانعتاقية ،وسواها ،كحكمة الزن والتاوية .. ان المفاتيح الذهبية الكثيرة لا تفتح اقفال ليس فيها ثقوب وانما ذلك يجدي اؤلئك الذين سقط العالم من عينهم ومعه انفسهم الحقيرة الصغيرة فشرعوا يفتشون عن حقيقة وجودهم في غير مكان.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio