قبل أيام قام رئيس الحكومة الإسرائيلية أيهود اولمرت، بتكليف الوزير بلا وزارة، رئيس جهاز الأمن العام السابق ("الشاباك")، عامي ايالون تحديدا بملف "الخدمة المدنية\الوطنية". يثير هذا الموضوع، الذي يثير الاشمئزاز والتقيؤ حين يتم عرضه على شبابنا وكأنه الحل الوحيد أمامهم للاندماج في مجتمع يرفضهم أصلاً لكنه في الوقت نفسه يستفز فينا اليقظة والتحدي لمواجهته والتعامل معه بجدية وليس بغوغائية أو مزاجية شعبية.. ولكن في كل مرة يتناول فيها (الناقد) نبيل عودة متطرقا إلى موضوع الخدمة المدنية أو ما يمكن تشبيه بـ(العمالة بمفاهيم عصرية)، فإنه يقوم بشن هجوم لاذع على رفض القيادات العربية في إسرائيل، ولذلك لمجرد رفضها لمشروع فرض الخدمة المدينة الذي تريد أن تفرضه حكومة اولمرت وباراك على شبابنا بالقوة، وذلك مقابل حصولهم على حقوقهم المدنية والمساواة.وفي مقاله الأخير يستميت في الدفاع عن مشروع الخدمة المدنية(العمالة للصالح العام)، بوصفه العصا السحرية التي ستنقذ شبابنا(من التدهور والخ...)، وفي المقابل يصف معارضة الجماهير العربية بأغلبيتها لهذا المشروع المدمر بزوبعة ومجرد ضجيج..وان خطاب الأحزاب العربية هو خطاب غوغائي لمجرد تعبيرهم عن رفض هذا المشروع الإسرائيلي العبثي.ويقوم بوضع المبررات لتعين الوزير ايالون مشبها هذا التعين بتغير موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي في أواسط التسعينيات يتسحاك رابين الذي غيّر سياسته وتحول إلى شريك الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في عملية "السلام"..كلا يا سيد نبيل، فمشروع الخدمة المدنية الذي تروج له هو مشروع سلطوي بحت، يهدف إلى الإسقاط بشبابنا في وكر المخابرات والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ومعارضتنا له هي من منطلق المسؤولية الوطنية تجاه الأجيال القادمة، وليس زوبعة صراخ إنما مطلب حق في وجه سلطان جائر..إنه سلطان يواصل منذ 60 عاماً سياسته الهادفة إلى محو حاضرنا ومستقبلنا العربي والفلسطيني، من خلال ممارساته العنصرية ضدنا كأقلية قومية تشبثت بوطنها رغما عن انف الحركة الصهيونية وقادتها.إن معارضتنا لهذا المشروع التخريبي ليست عشوائية، بل هي نتاج موقف وطني يدرك بحسه الوطني وضميره الإنساني مستفيدا من التجربة المريرة التي ذاق ويذوق مرها إخواننا الدروز وبعض أبناء القرى العربية البدوية التي فرضت عليها الخدمة في "جيش الاحتلال". تجربة تؤكد صحة موقفنا وقناعتنا وفهمنا لطبيعة المؤسسة الإسرائيلية، فمصير بيوتهم وقراهم وأرضيهم هو نفس مصيرنا فكلنا عرضة وفريسة لأوامر وعمليات الهدم والملاحقة ومصادرة الأراضي، "لصالح" المشاريع القومية الإسرائيلية، التي تأبى إلا أن تقوم على أرضنا، مسلمين كنا أم مسيحيين، أم دروز، لا فرق بين من ألزم بالخدمة ومن تطوع لها ومن رفضها.السؤال المركزي المطروح على الأجندة اليومية، هو ما هي الجدوى والهدف من وراء هذا للمشروع (المحكوم عليه أصلا بالفشل)، وفرضه على شبابنا العرب..أننا كأقلية فلسطينية تعاني التمييز وسياسات الفصل العنصري من قبل المؤسسة الحاكمة لن نقبل بان يكون أولادنا خداماً لدى ليبرمان وأمثاله من اليمين الإسرائيلي المتطرف الهادف إلى تهجيرنا من وطننا..والسؤال المطروح على عودة، هو هل عملك كمستشار لدى مديرية "الخدمة المدنية" يعني بالضرورة أن نوافقك الرأي في أطروحاتك التي تنبع من المصلحة الشخصية الضيقة؟وهل إذا كنت أنت غير راضٍ عن بعض القيادات العربية يعني أن كل المجتمع العربي في إسرائيل يجب أن يناصب هذه القيادات العداء؟.هل يريد من عودة أن نسلم أنفسنا لشخص مهاجر مثل ليبرمان الذي يسعى إلى طردنا من وطننا؟ ويتباهى انه قدم الدعم لهذا المشروع المدمر؟يا سيد عودة أننا مجتمع رغم الاختلافات بيننا وبين قياداتنا في كثير من الأمور، وهذا أمر طبيعي، لن نسمح لك وولا لمن يقفوا معك في تحويلنا إلى حقل تجارب لتمرير مصالحكم الشخصية.وعلى أي أساس تريد منا الدولة أن نقوم بتقديم خدمة مدنية؟هل لأنها تقوم بتوفير الميزانيات لي كابن باقة مثل ابن كفار سابا؟ أم لأنها توفر لنا جميع الظروف للعيش بحياة كريمة؟وإلا كيف تفسر بقاء قرانا ومدننا تتربع على عرش البطالة والفقر المتفشي في أوساط العائلات العربية في إسرائيل؟....أن طرحك الزائف والغوغائي في تحريضه على القيادات العربية، ونظرتك للأمور من المنظور الشخصي لقضايانا كأقلية قومية هي التي ستؤدي بنا إلى الهلاك، من خلال خلق جيل انهزامي لا يوجد لديه ماض ولا حاضر ولا مستقبل؟وأخيرا نحن لسنا بحاجة إلى نصائحك يا عودة. جربنا سياسات الدولة الإسرائيلية منذ 60 عاماً، والواضح تماماً للعيان أنها تتعمد استكتاب بعض الأشخاص للترويج لهذا المشروع.في سياق عملية شرعنه محاولات اليمين الإسرائيلي الداعية إلى تصفية قياداتنا العربية، هذه القيادات، التي تطالب بتحصيل حقوقنا المدنية والمساواة في تلقي الخدمات والحصول على الميزانيات اللازمة لتطوير قرانا ومدننا العربية...إن الضجة التي تثيرها أنت ومن معك واستماتتك في مهاجمة للقيادات العربية سيكون مصيرها الفشل كما المشروع الذي تروجون له، وأننا كشعب استطاع التشبث بوطنه وأرضه، ونجح في إسقاط كل المخططات الإسرائيلية السابقة لن نعجز مرة أخرى عن وأد هذا المشروع، وهذه المخططات وإلقائها في مزبلة التاريخ...نحن لا يشرفنا أن نتعاون مع أمثال ليبرمان واورليف وأيتام الذين يجاهرون علانا بضرورة التخلص منا في كل فرصة ممكنة.. نحن شعب يريد العيش بحرية ويسعى إلى تحصيل حقوقه المدينة وسقف طموحاته السماء، شاءت السياسية الإسرائيلية أم لم تشأ، ولنا الحق في العيش بكرامة مرفوعين الرأس.ومشكلتنا ليست في التسمية، فنحن نعرف جميعا انه تعددت الأسباب والسياسات الإسرائيلية واحدة، لا ولن تتغير والعاقل هو من يميز بين الرفض المبني على أساس مدروس ومجرب، وليس من يضع مصلحته الشخصية كوكيل لترويج مخططات حكومية بائسة لن يكون مصيرها إلا الفشل، هذه الأمور بديهية لا تحتاج إلى مفكر أو مثقف ليفهمها...
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio