رحاب بريك ألقت مجموعة من أشعارها الأمر الذي لاقى إستحسان وإعجاب الحضور
الناقد والكاتب علي هيبي والذي راجع وقدم للكتاب:
أن تقرأ كتابات الكاتبة رحاب بريك معنى ذلك أن تعيش في مخيّلتك أحاسيس تحوم في أجوائها أفكار ذات نقاء ولكنّ هذا النّقاء قد يشوبه أرق من المشاغبات التي لا يمكن أن تعتبر شذوذًا عن مألوف المجتمع
ليس في الأدب شذوذ وليس في الأدب يقين الواقع الاجتماعيّ والسّياسيّ والثّقافيّ والأخلاقيّ هو الذي يشذّ لظروف قاهرة أو موضوعيّة أحيانًا لفساد الزمان أو لحالة بؤس أو يأس أو ظلم، وواجب الأدب هنا
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });
أقيمت في قاعة الكنيسة الأرثوذكسية في بلدة كفرياسيف الليلة الماضية أمسية أدبية إحتفالا بالإصدار الجديد "جواهر المشاعر" للكاتبة رحاب بريك إبنة الرامة والتي تسكن مع أفراد العائلة من الزوج والأبناء في عين الاسد. وأقيم الإحتفال برعاية الكنيسة الأرثوذكسية وجمعية "اخوتي انتم" وصندوق العون الدرزي بحضور المحتفى بها رحاب بريك وأفراد عائلتها وبمشاركة حشد كبير من المدعوين من شخصيات سياسية وأدباء ورجال مجتمع ورجال دين، ومثقفين وقد تولى عرافة الأمسية الشاعر نزيه حسون.
هذا، وألقيت خلال الأمسية مجموعة من المداخلات التي ثمنت عاليا الجهد الكبير الذي بذلته الشاعرة رحاب بريك لإصدار كتابها الجديد وهو الإصدار الثاني بعنوان "جواهر المشاعر" في حين كان الإصدار الأول تحت عنوان "جذور ثابتة"، فقد قدم كلمة البلد المضيف قدس الأب عطالله مخولي والذي أشاد بالعمل الأدبي الذي أصدرته الكاتبة. أما المربي حاتم حسون فألقى كلمة صندوق العون الدرزي والذي أكد أن "كتاب الشعر الذي أصدرته الكاتبة في القاهرة قد لاقى رواجا وإقبالا كبيراً في عاصمة العالم العربي القاهرة والذي يجعل كل منا يفتخر بذلك العمل الأدبي الخلاق". فيما أشاد الدكتور منير توما بالعمل الأدبي للكاتبة بريك وقال إن "العمل الإبداعي للكاتبة كان عبارة عما جال في خاطرها ومخيلتها الخصبة وفكرها الثاقب وهو أمر يشير الى حدة نظرتها للأمور وأفكارها الخلاقة في نقل الصورة للقارئ".
العيش في مخيّلتك
كما وتحدثت الكاتبة هيام أبو الزلف وأمين زاهر باسم جمعية الصدق والشاعر تركي عامر وأكرم داوود رئيس المجلس الملي الأرثوذكسي فيما كانت كلمة مسك الختام للكاتبة المحتفى بها، رحاب بريك والتي رحبت بكل من شاركها هذه اللحظات الرائعة وعمل على أمسية التكريم هذه وألقت مجموعة من أشعارها، الأمر الذي لاقى إستحسان وإعجاب الحضور.
أما الناقد والكاتب علي هيبي فقال: "أن تقرأ كتابات الكاتبة رحاب بريك، معنى ذلك أن تعيش في مخيّلتك أحاسيس تحوم في أجوائها أفكار ذات نقاء، ولكنّ هذا النّقاء قد يشوبه أرق من المشاغبات التي لا يمكن أن تعتبر شذوذًا عن مألوف المجتمع والواقع بقدر ما تُريك كم أنّ الواقع خارج عن صدقه الحقيقيّ وجماله الفنيّ. فليس في الأدب شذوذ، وليس في الأدب يقين، الواقع الاجتماعيّ والسّياسيّ والثّقافيّ والأخلاقيّ هو الذي يشذّ لظروف قاهرة أو موضوعيّة، أحيانًا لفساد الزمان أو لحالة بؤس أو يأس أو ظلم، وواجب الأدب هنا، وهنا بالذّات أن يكشف الحقّ ويحرّض على نصرته ويعرّي الزّيف ويزيل بقايا المساحيق التي لم تستطع محوها الدّموع".
الإنتماء وعالم الفن
وأضاف قائلا: "فإن كان على الأديب واجب الإنتماء، فلا شكّ أنّ له حقًّا في الشكِّ والمشاغبة على الإعوجاج والتّزوير، والشّذوذ عن المألوف والمزوّر. الشّذوذ هو الموقف النّبيل والشكُّ هو محرّك التّغيير في هكذا أحيان. فما هو وضع البشريّة دون خروج المسيح "عليه السّلام" عن مألوف عصره؟ وكيف يكون التّاريخ دون خروج محمّد "صلعم" عن مألوفات الجزيرة العربيّة البالية؟". وتابع: "وقد صاغ كثير من العظماء أجزاء من عقولنا، وكثير منهم كوّنوا من مكوّنات وجداننا ومعتقداتنا بل عواطفنا حتّى غدونا نعتبرهم مراجع تشكّل تشكيلات تحليقنا في عالم الفنّ والأدب، وتساهم في مبنى أسسنا العلميّة. هولاء هم الخالدون الذين عُذّبوا وشُرّدوا وقُتلوا وهُجّروا وعانَوْا، أمّا القتلة الذين لا نذكر اليوم اسمًا من أسمائهم فقد عاشوا وتنعّموا وانغمسوا في ترف الدّنيا، ولكن مَن يذكرهم الآن؟". وأردف قائلا: "كتابات رحاب بريك تنسجم في هذا السّياق ومعه، ففي خواطرها الكثير من معاني الأخلاقيّات والسّلوكيّات التي لا تعكس رؤيتها اللاّمعة فحسب، بل تجعل من تلك الرّؤية إيمانًا بموقف أخلاقيّ وإجتماعيّ يبيّن ما في وجدانها من ثوران وعنفوان ضدّ كلّ ما هو سلبيّ ومنحرف عن السّياق الأصيل للمُثل العليا والقيم السّامية، فالحبّ عندها ليس مجرّد شعور عاطفيّ بل هو حالة إنسانيّة شاملة يجب أن تشكّل أرضيّة أساسيّة للسلوك الإنسانيّ في العلاقات الإجتماعيّة والسّياسيّة، الحبّ عندها ثورة على الزّيف والكذب. وحين تتحدّث عن الغدر، فالغدر هو الحالة المشوّهة والمناقضة للحبّ، فهو حالة قد تؤذي المغدور، وهذا خَطِر، ولكنّها تودي بالغادر إلى مهاوي الرّذيلة والضّلال، وهذا أخطر".
إستقامة القلم
وقال أيضا: "ومن اللافت للنّظر وما يجدر ذكره أنّ رحاب تكتب بجرأة لا نلمسها عند كثيرات يدارين المجتمع وعاداته، ويراعين بنعومة القلم والموقف المسلّمات الراكدة في قعر واقعنا، ولكنّها تطفو في كثير من الأحيان على شكل أكاذيب نتقبّلها ظاهرًا ونرفضها باطنًا. لا مسلّمات عند رحاب تُراعى ولا عادات تُدارى، كلّ ما في المجتمع وما في الوجود قابل للتّغيّر وخاضع لثورة نقاء الفكر وصدق الموقف وإستقامة القلم الذي يكتب دون إملاء ودون شروط مسبقة أو قيود قد تأتي من تحت تارة أو من فوق طورًا. هذا ما لامسته في نقاء فكر رحاب وصدق موقفها وإستقامة قلمها. قد يعتقد القارئ في الوهلة الأولى أنّ الكاتبة قد كتبت مجموعة متفرّقة من الشّذرات المتناثرة كالجُزُر المتباعدة في محيط مترامي الأطراف، ولكنّ الأمر ليس كذلك، فالقارئ المتمعّن ذو العين النّاقدة والعقل الثّاقب لا بدّ أن يلمح بل يلمس خيطًا من النّور الدّافق والذي يزداد تدفّقًا بالإستمرار، هذا الخيط يجمع كلّ تلك الجزر فكرًا ومعنًى حتّى إن بدت متناثرة في الشّكل والمبنى، إنّ تلك الجزر تشكّل دولة واحدة، ورغم ما فيها من بؤس وسواد وشرّ، فإنّها تنشد السّعادة والحريّة والخير والحبّ، وذلك يتأتّى من خلال ما نشأت عليه الكاتبة في مجتمعنا العربيّ الأصيل، وما استطاعت الكاتبة من صقل شخصيّتها وقلمها وفق رؤية خاصّة بها وظروف عايشتها".
الصبية والعنوسة
وقال الناقد والأديب الدكتور بطرس دلة: "كتبت الأخت رحاب بريك قصة صبية وقعت في العنوسة وكانت تشرب قهوتها في كل صباح بحيث يهيأ لها أن حبيب القلب يسكن معها فتسكب فنجاني قهوة واحدا لها والآخر له. وبعدما تشرب فنجانها ولا يشرب الحبيب الوهمي فنجانه تعاتبه بلطف وتشرب الفنجان الثاني بدلا منه وكأنه هو الذي يشرب الفنجان. إنها – أي الكاتبة – إنما تتحدث بلسان كل فتاة فاتها سن الزواج فباتت تعاني الوحدانية والعنوسة والمجتمع لا يرحم لذلك تكثر مضايقاتها ومحاولات إجراء علاقات غير نزيهة معها بشتى الحجج والويل إنة إرتكبت أية فضيحة، حيث إن عادة القتل حفاظا على شرف العائلة ما زالت منتشرة في قرانا!! وتمعن الكاتبة في وصف مشاعر بطلتها عندما تشرب فنجان حبيب القلب الذي لم يأت فتقول: "تأخذ فنجان حبيب روحها وتشربه ببطىء". وأضاف قائلا: "مع كل قطرة كانت تنساب في حلقها، كانت تحس بمرارة وجعها وكانت تنساب مع إنسياب القهوة فوق وجنتيها دموع الألم فتمتزج شفافية دموعها الطاهرة بدموع نفسها الابية، داخل فنجان قهوته لتختلط بسواد بنّها... تمتزج شفا فية حبها الخيالي، العذري، مع سواد حظها، ألمها ومصيرها الأسود". والقضية لا تتوقف عند العانسات فقط بل تتعداها الى النساء الأرامل والى الأزواج الرجال الذين لا معين لهم والذين ذاقوا حلاوة حياة الزوجية وإنقطعوا عنها لأسباب مختلفة. وفي المخيلة المثل العربي القائل: أعزب دهر ولا أرمل شهر!! فهل سيأتي الربيع العربي ويحل هذه المشاكل يوما ما ؟؟!!
قصص وخواطر
وأردف قائلا: "على هذا النمط الحزين تسير معظم القصص والخواطر في هذه المجموعة. إنها – أي الكاتبة- تكتب بشكل رومانسي عاطفي كي تثير حب الإستطلاع لدى قرائها وتكسب ثقتهم بما تكتب وكذلك دعمهم لمواقفها في مثل هذه الحالات.
عروس وقربان : نحن تعتقد اننا أناس حضاريون وعندما نذبح الدجاجة او العنز او الثور في المسلخ نكون حضاريين. فما الفرق إذن بين سكين اللحام وأنياب الوحوش المفترسة طالما النتيجة في الحالين هي سفك الدماء؟ وهل السكين او الخنجر او الرمح والسيف أكثر حضارة من الأنياب ؟؟؟!! وتصل الكاتبة الى أكثر من ذروة في قصصها التي تتحدث فيها عن الفقر والجوع والمسكنة والحاجة الى الغير. فتذكر الكثير من الأمثلة ومنها قصة "بدّي فستان أحمر" حيث تعرض أمامنا صورة عائلة فقيرة وقد إقترب العيد وعلى الوالدين شراء الملابس الجديدة ليوم العيد وهدية العيد وخروف العيد وليس مع الأب او الأم ما يسد الرمق. بعد تأزيم الموقف وفشل الأهل في توفير ما تحتاجه العائلة تقترح الكاتبة حلا غير طبيعي ولا منطقي حيث يطرق الجار باب البيت ويختفي بعد أن يضع كيسا من النقود لسد إحتياجات العائلة الفقيرة ".واختتم قائلا: "لا أعتقد أن هذا الحل قد ينطبق على كل الحالات. كان على الكاتبة أن تبحث عن حل منطقي تكون فيه عبرة لعائلات أخرى تعاني من العوز وشظف العيش، هكذا في كل القصص تبدو النماذج إنسانية واقعية وقاسية. وتمعن المؤلفة في إظهار المعاناة الإنسانية لهذه الشريحة الفقيرة من المجتمع. في بداية المجموعة نقرأ خاطرة جميلة حيث تقول فيها: وبالرغم من أنحناء ظهره رأيته...يزرع شجيرات الزيتون... تيقنت حينها، بأنه لن يموت أبداً... نعتقد أن رحاب بريك قد نجحت ايما نجاح في إثارة حب الإستطلاع فينا وقد جندت كل طاقاتها لإقناعنا بعدالة موقفها وقضاياها بلغة جميلة في بعض المواقع ولكن بفنية قليلة. لك الحياة ايتها الأديبة المبدعة!! ".
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio