المكتبة العامة وابتدائية كوكب أبو الهيجاء تستقبلان أدباء وشعراء

مصطفى عبد الفتاح مدير المكتبة العامة كوكب أبو الهيجاء:

لأماكننا ذاكرة تؤكد وجودنا ونحن نملك هذا الحضور التاريخي من خلال أماكننا وقرانا ومزاراتنا

نحن نعتز بكتابنا وأدبائنا وشعرائنا المحليين الذين يشكلون رافدا من روافد ثقافتنا وإرثنا الحضاري والإنساني الذي يصب ويغذي الأدب والثقافة المحلية والعالمية

ضمن برنامج تشجيع الكتابة الإبداعيّة لدى الصغار، وبالتنسيق مع مجمع اللغة العربيّة في حيفا، استضافت المكتبة العامّة في كوكب والمدرسة الإبتدائيّة الشاعر نايف سليم، والكتّاب اسمهان خلايلة، نمر نمر وعبد الخالق اْسدي، وذلك في محاضرات مختلفة موضوعها "ذاكرة المكان في الأدب المحلي". وقال الكاتب نمر نمر: "من جهتي أخذت عيّنة من مواقع قرية كوكب اّبو الهيجاء، وهي مقام المجاهد حسام الدّين أبو الهيجاء، المرشقة، بير الكسار، جبل الدّيدبة، المُغُر، الطّواريق، المرج، الزّيتون، الخراريب (جمع خرّوبة)، الكروم، صنيبعة، الزّعترة، المقثاة، النّجاصة وغيرها، ثم قارنتها مع نظيراتها في مختلف قرانا في طول وعرض وطننا، لنؤكّد اْنّ توارد الخواطر والأفكار بين أجدادنا وأهلنا كان متناسقا وعلى السّليقة، طبقاً لتضاريس وطبيعة المكان".

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

يذكر أنه في نهاية اللقاء عُقِد اجتماع عام مع الطلاب المربّين والمربّيات، تخلله قراءات إبداعية من الطلاب اْنفسهم، أشرفت على ذلك من قبل مَجمع اللغة العربية الكاتبة أسمهان خلايلة. بالإضافة لمديرة المدرسة عبير اْبو الهيجا ومدير المكتبة العامّة مصطفى عبد الفتّاح، اللذان شكرا وكرّما الأدباء الضيوف الذين عبّروا بدورهم عن "إعجابهم بمستوى الطلاب والحركة العلميّة والأدبية النّشطة"، مؤكّدين على "أهمّيّة مواصلة هذه اللقاءات في مختلف مدارسنا ومؤسّساتنا".

حضور تاريخي

"لأماكننا ذاكرة تؤكد وجودنا، نحن نملك هذا الحضور التاريخي من خلال أماكننا وقرانا ومزاراتنا، ونحن نعتز بكتابنا وأدبائنا وشعرائنا المحليين الذين يشكلون رافدا من روافد ثقافتنا وإرثنا الحضاري والإنساني الذي يصب ويغذي الأدب والثقافة المحلية والعالمية" هذا ما أكده مصطفى عبد الفتاح مدير المكتبة العامة كوكب أبو الهيجاء، أمام طلاب من صفوف الخامس والسادس الإبتدائي أثناء استضافة مجموعة من الكتاب والشعراء ضمن برنامج "الكتابة الإبداعية" الذي نظمته ورعته المكتبة العامة والمدرسة الإبتدائية في القرية، وقد أثنى عبد الفتاح على التعاون والتعاضد بين المدرسة الممثلة بمديرتها المربية عبير ابو الهيجاء، وطاقم اللغة العربية في المدرسة الممثل بالمعلمة ليلى محمد وطاقم المعلمين والمربين. كما وشكر الضيوف الكتّاب والشعراء على مساهمتهم في اللقاء المباشر مع الطلاب وفي صفوفهم، وأكّدوا على "العلاقة الحميمة والوثيقة بين الأجيال المبدعة في مجتمعنا، وتعريف الأبناء بأدبائنا وكتابنا".

إبداعات كتابية

وبعد ترحيب عبد الفتاح قام بقراءة قصيدة للشاعر أحمد صالح طه ابن القرية، والتي أرسلها خصيصا لتحية هذا اليوم معتذرا عن حضوره لأسباب مرضية، ثم رحبت مديرة المدرسة عبير أبو الهيجاء في كلمتها "الأدباء الذين شاركوا في لقاءات الطلاب، حيث حاوروهم وألقوا مداخلاتهم وقدموا إرشاداتهم للكتاب الصغار"، وشكرتهم على "تلبية الدعوة ومساهمتهم في إنجاح وتشجيع الإبداع لدى الأبناء وتطوير القدرات الإبداعية لديهم". وأشارت أبو الهيجاء إلى "استعداد المدرسة لمواصلة هذا النشاط الإبداعي لرعاية المواهب الواعدة في الشعر والأدب". وألقى الطلاب المشاركون في دورة الإبداع الكتابي، التي نفذتها خلال العام الدراسي الكاتبة أسمهان خلايلة مع مركّزة اللغة العربية المربية ليلى محمد، إبداعاتهم على مسامع الحضور من طلاب مدرستهم والكتّاب الضيوف والمعلمين والحضور وقرءوا بعض الأشعار لشعراء فلسطين، وقد لاقت القراءات استحسان وإصغاء الجميع. وأشار الكاتب نمر نمر إلى "استعداد الكتّاب الدائم لمواصلة المشوار مع الطاقات الإبداعية الواعدة". ثم ألقى الشاعر نايف سليم قصيدة من شعره، مشيرا إلى "أهمية إتاحة الفرصة لجميع الطلاب لإخراج إبداعهم الكامن".

جانب من المشاركين بالفعاليات

وعي وثقافة

أما المربي عبد الخالق أسدي فقد وصف انطباعه عن هذه القرية "الهادئة الواعية، والتي تنضخ فيها الثقافة، ممتدحا وعي أهلها"، ولم ينس الإشارة الى "تسمية القرية على أسم أحد الشيوخ أصحاب الكرامات". ثم شكرت الكاتبة أسمهان خلايلة "معلمات اللغة العربية اللواتي أبدين الإستعداد للتعاون من أجل إثراء هذا البرنامج ودورة الكتابة الإبداعية لتقديم الأفضل لأجيالنا الصاعدة". اختتم اللقاء بتقديم الهدايا الرمزية وشهادات التقدير للضيوف بأسم المجلس المحلي والمدرسة الإبتدائية والمكتبة العامة. وكان مسك الختام وكلمة الشكر من تقدمة الأستاذ حسين أبو الهيجاء، حيث شكر الضيوف وأثنى على جهدهم ودورهم الأدبي والثقافي، وأعرب عن "أهمية هذه اللقاءات لتوثيق وتنسيق العلاقة بين مبدعينا وطلابنا داعيا إلى مواصلة المشوار".

يوم الكتابة الإبداعية

منذ ساعات الصباح الباكر قام الطلاب المشاركون في الدورة بتعليق نبذة عن حياة كل كاتب وأديب وشاعر من المشاركين في فعاليات اليوم، وقاموا بتعليق أسماء الكتاب والشعراء على صدورهم لاستقبالهم بحفاوة بالغة. وكان استقبالا جميلا ومؤثرا جدا، وقد عبّر عنه الكاتب نمر نمر أصدق تعبير عندما قرأ الطلاب على مسامع زملائهم نبذة عن حياة الضيوف. ومن بعدها توزع الكتاب والشعراء برفقة مضيفيهم على الصفوف ليلقى كل واحد منهم بعضا من انتاجه الأدبي ونبذة عن حياته وما سمح له الوقت من الحديث عن أهمية المكان ودوره في ترسيخ وتثبيت الذاكرة الجماعية عند الشعوب، وبعدها انتقل الضيوف الى القاعة الرياضية التي جمعت الطلاب وكل من شارك في الدورة.