د.شكري الهزَيل في مقاله:
العكر وما ادراكم ما العكر وما يدور في فلك هذا المصطلح من مفاهيم وامثال من بينها المياه العكرة وغير الصافية والصيد في المياه العكرة ومن بينها مثل فلسطيني عربي يقول" ما حدا بيقول عن زيته عكر"
المفارقه هنا هي إستحالة إقناع العرب بشعار" الواقع كما هو وهو الواقع نفسه الغير مقتنع به كما يبدو غسان بن جدو نفسه وبما أن العرب مبدعون في إجتراح المصطلحات والتسميات
على الطرف الاخر او على طرف اخر من المعادلة ضاع شعار الرأي والرأي الآخر في غابة الاحداث وغابة الشعارات الفارغة وغابة الغايات في نفس اكثر من يعقوب واكثر من نظام
document.BridIframeBurst=true;
قبل عدة أعوام وما إن بدأ الحراك العربي يأخذ مساره ويتدحرج من بلد عربي الى آخر حتى أخذ الإعلام العربي وخاصة الفضائي مكانه وسط الأحداث لنقل الأمور وسيرالأحداث كما تشاء هذه الفضائية او تلك التابعة لهذا النظام او ذاك فصارت الأمور ليس كما تمنتها الشعوب وجاءت النتائج مخيبة للآمال وتطلعات هذه الشعوب التي أخرجت الى الملا مقولة "الشعب يريد إسقاط النظام" من جهة وأظهرت للعالم قوة الشعوب في ميادين التحرير والكرامة من جهة ثانية وبالتالي أدخل الحراك العربي الكثير من المصطلحات الى القواميس السياسية العالمية ومن بينها وأبرزها كانت تسميه الحراكات والثورات العربية بـ"الربيع العربي" ومن بينها ايضا اسماء الميادين التي احتضنت اولى شرارات الحراكات العربية وأشهرها شهرة عالميا هو ميدان التحرير في القاهرة الذي اسقط اعلى أشكال الطغاة في العالم العربي والعالم ككل وما جرى فيما بعد هو تفاصيل لقصة او قصص اخرى لها مقومات ومعطيات ما زالت تخلخل الواقع المصري والعربي ككل حتى يومنا هذا!!
العكر وما ادراكم ما العكر وما يدور في فلك هذا المصطلح من مفاهيم وامثال من بينها المياه العكرة والغير صافية والصيد في المياه العكرة ومن بينها مثل فلسطيني عربي يقول" ما حدا بيقول عن زيته عكر" والحقيقة انه في طيات كل هذه المفاهيم والامثال تكمن معطيات تعكير مسار الثورات العربية ومحاولة الكثيرون من الصيد في الماء العكر واستغلال الأوضاع وتوظيف مجرياتها لصالح هذا النظام العربي او ذاك من خلال فضائيات الاعلام العكر الذي لعب دورا كبيرا في تعكير أجواء الثورات وتضليل مسارها الى حد أن إحدى الفضائيات العربية تيمنَّت بالميادين واطلقت على ذاتها اسم " الميادين" وأخرى كانت جزيرة العوض قبل الاحداث وتحولت الى جزيرة تجزير وتجيير الاحداث لصالح النظام الممول لهذه الفضائية ومن ثم وخلال ثلاثة اعوام تسلقت الكثير من الفضائيات ووسائل الاعلام العربية على ظهر الاحداث وقامت بتعكير صفاها الى حد تزييف الواقع كما هو حاصل مع بعض الفضائيات المصرية في الوقت الراهن...الميادين الفضائية التي خرجت الينا في خضم ومن رحم الاحداث طلعت علينا بشعار" الواقع كما هو" وإذ به واقع اعلامي بائس ومنحاز الى النظامين السوري والايراني وحزب الله الى حد تزييف الواقع وتحويره وتجييره في عملية تأييد الانظمة في حربها ضد الشعوب وبما اننا نؤمن بحرية الكلمة وحرية الاعلام نقول صراحة انه لا مشكلة مع الصراحة والتصريح بهذه الصراحة انك مع هذا النظام او ذاك الاتجاه، لكن أن تلعب على حبال الكذب وحبال الشعارات وتتلاعب بالحكي وانت مكشوف وعاري لهذه الدرجة فهذه فضيحة وإهانة مدوية لممارسي هذه الالاعيب الإعلامية الذين يسددون في المحصلة افظع الإهانات والضربات لأنفسهم من خلال طرح شعار" الواقع كماهو" كغطاء لممارسة " البغاء" والتضليل الاعلامي بهدف التغطية على ممارسة ماهو عكس هذا الشعار وهو التأييد الكامل للنظام والتغييب الشامل لواقع وحقيقة ماهو حاصل في سوريا وجارتها لبنان..واقع امَّر من مُر!!
المفارقه هنا هي إستحالة إقناع العرب بشعار" الواقع كما هو وهو الواقع نفسه الغير مقتنع به كما يبدو غسان بن جدو نفسه وبما أن العرب مبدعون في إجتراح المصطلحات والتسميات يبدو ان هنالك برنامج اذاعي يبثه راديو محلي لبناني اسم او عنوان البرنامج "إقنعني"، حيث طرحت مقدمة البرنامج سؤال على ضيف الحلقة وهو غسان بن جدو حول شعار قناة الميادين "الواقع كماهو" والذي اجاب بدوره على السؤال بالقول "قضية نقل الواقع كما هو يعني أننا لا نزوّر الواقع ولا نكذب على الواقع، لكن ليس بالضرورة أن نذكر الواقع كله كما هو. تعلّق المقدّمة الجواب: هذا لعب على الحكي يعني. يجيب بن جدو: هذا طبيعي"... طبيعي ان يكذب بن جدو على الناس بكل هذه الصراحة والوقاحة الاعلامية...كلام بن جدو بعظمة لسانه وليس من اختراعنا...هنا هو الواقع كماهو وهو واقع يمثل وجهة نظر النظام السوري ويحجب وجهة نظر الشعب السوري بمعنى بسيط ومبسط "الميادين" تُفَّصل الواقع على مقاسها وتلعب وتتلاعب بالشعارات بإعتبار الأمر "طبيعي" وهذا يعني اللعب على حبال الكذب واللعب على احرف الحكي والكلام من أجل دعم النظام..بين الشعار والواقع لايوجد صلة ولا قرابة ولامصداقية..إعلام عكر ومفضوح الى حد إعتبار الميادين وحلفاءها بأن ما يقوم به حزب الله في سوريا "مقاومة".. عجيب...يا حيف ويا خسارة: هل المشاهدين الكرام متخلفون وجهلة لهذه الدرجة وهذا المستوى الاعلامي الذي يستهتر بالعقول ويطرح لها الواقع بالمقلوب..!!
على الطرف الاخر او على طرف اخر من المعادلة ضاع شعار الرأي والرأي الآخر في غابة الاحداث وغابة الشعارات الفارغة وغابة الغايات في نفس اكثر من يعقوب واكثر من نظام..طال عمره يختبئ وراء دبابة امريكية وقناتة الفضائية تحظى بحراسة قبه حديدية أمريكية وطال عمره هذا " الوالد" جاء الى الحكم بإنقلاب على والده ومن ثم سلم الحكم شكليا لولده فصار الحكم على هذه الشاكلة المشوهة "اميريا ديموقراطيا" من خلال تطبيق مبدأ تبادل وتداول السلطة بين الأب والابن مع الحفاظ على كل شيء في كل شيء،، الأمير الوالد يجلس في كرسي خلف الامير الشاب ويُسير الامور كما يشاء.. واجهه وإطارها لا اكثر ولم يتغير شيئا في سياسة بلاط اراد إخضاع العالم العربي لسلطته من خلال سلطة قبيلة وفضائية والذي جرى ببساطة هو أن سلاح المال والاعلام فتك بالثورات العربية ودمرها على راس مفجريها وراس الشعوب العربية من ليبيا الى سوريا والان يلعب بالنار في اتجاه مصر وما يهمنا في هذا الامر هو أن هذا البلاط الاميري قد طوع واشترى عقول طابور كامل من الاعلاميين والمفبركين"المفكرين" العرب وقام بتوظيفهم اعلاميا في مسارات اعلامية مختلفة شكليا لتصب جميعها في المحصلة لصالح الدعاية الاعلامية والسياسية التي تخدم النظام القطري..تبدو الامور الظاهرية وكأن فضائية الجزيرة تطبق شعار الرأي والرأي الآخر، لكنها في الحقيقة بعيدة كل البعد عن هذا الشعار وتبدو رغم ضخامة الإمكانيات بائسة إعلاميا وعاجزة عن اثبات مصداقية هذا الشعار في ممارسة العمل الاعلامي.. كانت تصفق بيدين والان بالكاد بيد واحدة كاملة لانها بتَّرت الحقيقة من جذورها وزرعت بدلها الكذب والتضليل والاعلام العكر.. سطوة النظام المالية والسياسية جعلت من جزيرة "العوض" مجرد منظومة مبرمجة للفبركة والتضليل وبذلك فقدت الجزيرة الكثير من قوة دفعها ومصداقيتها لتصب في النهاية في صف اتجاه سياسي واحد... الرأي والرأي الآخر كان وما زال شعار خاوي من كل معنى وفحوى.
رغم أن المؤسسة الاعلامية المصرية تُعتبر من أعرق وأضخم المؤسسات الإعلامية العربية إلا انها وبسرعة البرق إنحدرت الى مستوى حضيضي يخدم نظام شبه عسكري وشبه مدني من جهة ويقوم بتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام من جهه ثانية وبالتالي ماجرى في مصر واضح انه ثوره مضادة صاحبتها وتصاحبها في هذا الأوان ثورة إعلامية مضادة على كل ماهو ومن هو معارض لنظام الحكم في مصر..وكأنك يا ابو زيد ماغزيت فلا ثورة إستمرت ولا ديموقراطية بزغت والاعلام المصري الحالي يعكس في طياته حالة تضليلية ضمن منظومة تشويهية واضحة هدفها ليس القضاء على حركة" الاخوان المسلمين" فحسب لابل القضاء على كل من يعارض النظام او له صله ايديولوجية بالاخوان الى حد أن تطال أيادي التشويه تجريم حركة حماس الفلسطينية وإعتبارها "منظمة" إرهابية وهذا ما لم تقم به دولة عربية او مسلمة من قبل ومن قام بهذا " اعتبار حماس حركة إرهابية" هما أمريكا واسرائيل ومصر الان تنضم اليهما...مكانك عد وخلفا دور....تناول الاعلام المصري لقضية استمرار اغلاق معبر رفح وهدم الانفاق دون طرح بديل لها يدل على الانحدار السياسي والاخلاقي لهذا الاعلام!.. ايضا الاعلام الفلسطيني الرسمي هو اعلام مسح جوخ والقاب وصار اعمى بالكامل عن ماهو حاصل للشعب الفلسطيني وهو مشغول بالكامل ب سيادة " الرئيس والوزير" والمهاترات بين عباس ودحلان!!
الاعلام السعودي او بالاحرى شبكة ومنظومة اعلام النظام الحاكم قامت وتقوم بقلب الحقائق وتضليل الرأي العام وتسويق النظام على انه نظام ديموقراطي وإنساني وذلك بالرغم من كونه اكثر الأنظمة العربية ظلامية ورجعية وهو النظام الذي قاد الثورات المضادة ضد الثورات والحراكات العربية التي تطالب بالحرية والديموقراطية..النظام ووسائل اعلامه قاما بتعكير وتلويث مسار واهداف الثورات العربية وساهم ويساهم في تاجيج الحروب الأهلية المدمرة كما هو الحال في سوريا والعراق،، لكن أغرب مافي الأمر وهو الأمر الذي يثير السخرية هو أن يلجأ النظام السعودي الى إعتبار وادراج اسماء بعض المنظمات على "قائمة الارهاب" وهو النظام الاكثر ارهابا في العالم وبالرغم من هذا تقوم وسائل اعلامه نقاش الامر وطرحه وكأن النظام نظام ديموقراطي وليس نظام دكتاتوري قمعي ودموي...اللي إختشوا ماتوا..نظام ارهابي يقوم بتعريف الارهاب وتصنيف بعض المنظمات كإرهابية...صار امريكا الجزيرة العربية...اعلام النظامان السعودي والسوري وجهان لعملة واحدة:كلاهما يتحدث عن "الارهاب" من وجهة نظره وحسب مصالحه ويتناسيان انظمة الحكم الارهابية والفاشية..عن اعلام النظام الطائفي في بغداد حدث بلا حرج فهو اعلام يتحدث دوما عن الارهاب في العراق حتى يبرر ارهاب النظام وقمعه ضد المناطق السنية...بعبع الارهاب صار المصوغ الاول لقمع المعارضات في العالم العربي !!
بلاد المغرب العربي وعلى رأسها الاعلام الجزائري لاتخرج عن القاعدة العامة ..مدح ومسح جوخ للرئيس من الصباح حتى المساء..الرئيس يرشح نفسه للإنتخابات بدون أن يعلم أحدا بحالته الصحية وأهليته لمنصب الرئاسة... الرئيس واعلامه في واد والشعب في واد اخر...تعكير صفاء ذهن الشعب..!!
بشكل عام لايوجد اعلام عربي صافي ونقي لابل ماهو موجود اعلام عكر واعلام انظمة وجهات واحزاب..اعلام جهوي وحزبي وبلاط ونظام يستحوذ على كامل وسائل الاعلام العربية من المحيط الى الخليج ويطرح الشعار ويفعل عكسه.. الإعلام العَّكِر: لا الواقع كماهو ولا الرأي والرأي الاخر امر حاصل..كذب في وضح النهار وعلى الاثير مباشرة هدفه تعكير صفاء الاذهان وتشويه الحقائق والتحايل على الواقع!!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio