تساقطت اوراق الشجر ، وحملت الزهور حقائب الوانها وسافرت من حولي ، وتوقف قلب السماء واعلن اضرابه عن النبض مجدداً ، فما تناولته صحيفة فرنسية في الفترة الاخيرة حول إحصائية دلت على ارتفاع عدد مؤيدي " بن لادن" و " الظواهري " كان امراً مثيراً للاشمئزاز ، فلمَ قد يحب المرء مجرماً وسفاك دماء ؟أليسوا هؤلاء من قاموا بتفجيرات تنزانيا وكينيا مما اسفر عن مقتل 224 قتيلاً وجرح ما فوق 4000شخص ؟ أليسوا هؤلاء من قاموا بقتل 3000 شخص بالهجوم الذي تم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون ؟وغيرها...وغيرها قد يعجب الفرد منا بفنان ما او بروح ابداعية وهبها الرب لشخص صادفناه في مسيرة حياتنا العابقة بالمفاجآت ، ولكن ما هو الدافع عند هؤلاء ، أفي التخطيط لعمليات القاعدة الاجرامية؟ ام لكيفية تمزيق القلوب؟ فمن هو هذا الذي يرتدي عباءة الإرهاب ويمشط لحية الكذب والتمثيل ؟ من هو هذا الذي يزعم الدفاع عن الاسلام وهو لا يمت إليه بصلة؟ فمتى كان الاسلام يدعو الى قتل الابرياء ؟كثيرون هم الذين يتزينون بالشعارات الدينية ويتقلدونها إكسسوارات مزيفة ليصلوا الى أهدافهم ، وليغطوا على جرائمهم ..فهل نحن اغبياء لهذا الحد ؟ ام ستصل بنا السذاجة لنصرة شعارات القاعدة الارهابية كالجهاد والقتال في سبيل الله ؟ ثم من اعطاهم الحق بقتل النفوس البريئة ..وهي التي ما كانت يوما ملكاً سوى لخالقها؟ عن أي جهاد واي دفاع يتحدثون؟ وما هذه الترهات والتفاهات التي لا يصدقها حتى الحمار؟ وما دخل الاسلام بكل هذا؟ وهو يبعد عنه ملايين السنوات الضوئية ؟ وحده العقلاني المنطقي الذي يدرك حقائق هذا الرجل الإرهابي وتنظيمه الخطير ، فما هي حقيقة هذا الرجل وتنظيمه؟ لن تصدقوا اذا ما قلت لكم ان هذا المجرم لا ينتمي للاسلام بصلة ولا يعرف شيئا عن الاخلاق الانسانية ، ولكنها هي الحقيقة ..فهو وهابي راديكالي متشدد مثله مثل ابيه الذي كان وهابيا صرفاً ، وقد ورث عن ابيه ما فوق المائتين وخمسين مليون دولار وقد حاول استثمار هذه الاموال بالعديد من المشاريع ، فهل معنى الجهاد يتلخص بقتل المواطن البريء؟ امرأة كانت ام رضيع؟ وأي ديانة في الدنيا بكل اطيافها ومذاهبها تدعو للقتل والدمار وهدم البيوت وتفتيت الاعصاب؟ وما هذه العقيدة السماوية المقدسة؟بن لادن حارب الروس في افغانستان وحاول تثبيت العقيدة الوهابية المتشددة بالسعودية ولم يفلح بفرض لبس العباءة المناسبة التي تخوله ناشرا لهيمنته وسيطرته هناك ولكنه ما كان ليعلن هذه الحرب المسماة " جهاداً" ضد النصارى واليهود الا بسبب تجميد امواله ! وما هي هذه الحروب سوى حروباً على السلطة والسيطرة يزرعها الكبار ويعرضون الافراد لغسيل دماغ فكري وعقائدي حتى يصلوا الى مآربهم المسمومة ! فكيف تصل الوقاحة بهذا الانسان لأن يتحدث هو والظواهري عن الدين والديانة وما هما سوى مجرمين وتجار ارواح بشرية ! وما دخل الابرياء بتأثر هذا الارهابي بفكر محمد قطب وعبد الله عزام الجهادي ؟ فهل هذا الشيخ واتباعه اعلم من رسول الله ؟ فالرسول نفسه قد اوصى باحترام اهل الذمة ...فمن هو " أسامة بن لادن " حتى يحلل ويحرم ويقتل ويقرر ؟ ويبحث عن دين واحد في السعودية؟لا وليس هذا فحسب ، بل ويتاجر مثله مثل العديدين بالقضية الفلسطينية فانا اذكر ذاك الشريط الذي تحدث به قبل فترة عن الجهاد لتحرير فلسطين ، وطبعاً فهو لا يملك سوى هذه السياسة الهمجية وسفك الدماء هنا وهناك.. إنه لأمر مؤسف حقاً ان يجد مثل هؤلاء المتخلفين اتباعاً ومؤيدين ، متناسين وجاهلين ان التوحد بين القطبية الراديكالية والوهابية المتشددة هو ما ولد بدوره تنظيم القاعدة، واني لأشدد ان القاعدة هي تنظيم وهابي خطر مثله كالعديد من التنظيمات الخطرة التي عرفها التاريخ كالنازية مثلا ، وطبعاً فان فكره لا يتعدى كونه فكرا تدميراً متخلفاً ويرفع اسم الدين على جبينه ليغطي على جرائمه النكراء وعلى زعيمه" بن لادن "، فاذا رجعنا الى الوراء قليلاً لاكتشفنا ان شيوخ الوهابية استخدموا فتاوى " ابن تيمية" والتي تمحورت حول كيفية التعامل مع الغزاة من اجل نشر أيدلوجية التكفير والجهاد ، حتى يتسنى لهم فرض سيطرتهم وأفكارهم المتشددة الحمقاء ، انطلاقا من ازمة نفسية بينهم وبين انفسهم المريضة. إن خطورة القاعدة الوهابية الارهابية تكمن في تسخير الدين لخدمة اغراضها ومصالحها الدنيئة ، ومن هنا نلاحظ كيف ان مثل هذه التنظيمات تعمل على تكفير الآخر ولا تعترف بديانات او افكار غيرها ، وليس هذا وحسب ، بل وتعتمد على العنف والتطرف واستباحة الحرمات وتحريم عمل المرأة وحرمانها من قيادة السيارة ، لا وبل تعتبر الديمقراطية ديناً يقف بوجه الاسلام ..فما هذه المهزلة؟ المشكلة ليست " بن لادن" او " الظواهري"اللذان يلعبان على الوتر الشعوري العقائدي الحساس بل ان المشكلة تكمن في نشر فكر ٍ خطير وفي تصديق الناس له لمجرد انه يرفع شعارات الدين او لمجرد انه استطاع الاعتداء على الولايات المتحدة ، وهذه ليست بالشجاعة او الانتصار ، فقتل المواطن الاعزل اكبر جريمة خطيرة يستكرها التاريخ ! فكيف يرى الآلاف من البشر هذه الرجعية تقدماً ، وكيف يكون هؤلاء المجرمون ابطالاً ؟كل حرب ضد المعاني الانسانية هي مبتذلة ومعنى الارهاب يتلخص بكل عمل ضد البشرية والوطن ، فهلا تبصرون؟ هلا تبصرون ؟
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio