بدعوة من جمعية "إبداع"، رابطة الفنانين التشكيليين العرب ووزارة العلوم والثقافة والرياضة ومجلس كفرياسيف المحلي في كفرياسيف، تم بعد ظهر السبت الماضي افتتاح معرض للوحات الشاعر الفنان دكتور سليم مخولي في صالة العرض الحديثة لجمعية "إبداع" في كفرياسيف بحضور جمهور غفير ومميز من أهالي كفرياسيف وخارجها من عشاق الفن مما يؤكد الاهتمام والوعي لدى جمهورنا وأهميته في حياتنا ونهضتنا الثقافية.
لوحات المعرض توثيق حي بالألوان المائية لأحياء قديمة في كفرياسيف، شوارع وأزقة وبيوت بعضها هدم ولم يبق له أثر، تظهر ما كانت عليه البلدة عندما كانت شوارعها مرصوفة بحجارة الصوان ومجرى الماء في وسطها، تجسّد أصالة الماضي وعراقته كما يعيش حيًا في ذاكرة أهل كفرياسيف ومن سار أيام طفولته وشبابه على طرقاتها.
أدار اللقاء السيد رفول بولس مدير المركز الثقافي في كفرياسيف الذي أشاد بتعدد المواهب عند الدكتور سليم مخولي "هذا الفارس الذي أبى أن يترجل"، وما زال مستمرا في عطائه في حقل الأدب والفنون الجميلة علاوة على خدمته أهل بلده كطبيب.
ثم تكلم السيد عوني توما رئيس المجلس المحلي في كفرياسيف الذي هنّأ الجار منذ القدم، الدكتور سليم على هذا المعرض الجميل وعلى ما يقوم به من نشاط لخدمة بلده ومجتمعه، كما أشاد بالتعاون البناء بين المجلس وجمعية إبداع.
ثم تكلم السيد موفق خوري نائب مدير عام وزارة العلوم والثقافة والرياضة وهنأ الدكتور سليم على إبداعه الرائع في لوحاته، مؤكدا مقدرة الفنان الذي شاهد له معارض سابقا، كما أنه يعرفه كشاعر واكبه في إصداراته، ويعرف كفرياسيف وأهلها الطيبين وأهمية كفرياسيف ثقافيا وفنيا بين القرى منذ القدم.
ثم تكلم السيد إيليا بعيني مدير جمعية "إبداع"، قال: كفنان أهنئ زميلي الدكتور سليم على ما أبدع من هذه اللوحات، إن معرفتي له على مدى عشرات السنين فهو من مؤسسي جمعية إبداع، ثم شكر السيدين عوني توما وموفق خوري على دعمهما للجمعية.
وكانت كلمة من الجمهور من السيد أحمد حمدو زميل الدكتور سليم منذ الدراسة الابتدائية وألقى زجلية رائعة ذكر فيها كفرياسيف وابنها المعطاء في فنه الدكتور سليم. وتكلمت السيدة ملكه جريس أم سليم صديقة جمعية "إبداع" التي واكبت نشاط وفن الدكتور سليم.
الكلمة الأخيرة كانت للدكتور سليم الذي شكر كل من عمل وساعد في إنجاح المعرض، كما شكر السيدين موفق خوري وعوني توما على الدعم المادي والمعنوي للجمعية، وشكر جمهور الحضور المشجع للفن الذي منه نستمد طاقتنا. وذكر اهتمامه ومدى حبه للأحياء القديمة في كفرياسيف، بلاط الشوارع التي زفتوها ظنا أن هذا أفضل، البيوت والجدران القديمة التي تظهر في اللوحات ففيها قصص حياة أهلها تملأ ذاكرتهم، ليس هي نوسطالجيا فقط وإنما هي جذورنا نتشبث بها في هذا الوطن، وهي الركيزة من أصالة الماضي إلى المستقبل.
وفي حديث مع عضو الهيئة الإدارية لإبداع - الفنان سلام منير ذياب: عبر عن دهشته من قوة وعدد أعمال الدكتور سليم وبالذات المكونة من الألوان المائية.. والتي ربما تكون الشاهد الوحيد لبيوت ومناطق قد هدمت في بلدة كفر ياسيف، كما أن الجلسة العربية في وسط صالة العرض أضافت الكثير للعرض وتقرب الزائر من تاريخ البلدة وعاداتها العربية.
كانت تعابير السرور بادية على وجوه الحضور، والبعض يردد: أعدتنا إلى أيام الشباب والطفولة يا دكتور سليم، نمشي في شوارع كفرياسيف وأزقتها، بأحلامنا وآمالنا بما سيأتي، مع الأهل والجيران، يرحم أيام زمان..
وأخيرا وجه ذياب دعوته لجميع معلمي الفنون في كفرياسيف والمنطقة لزيارته المعرض سويتا مع الطلاب للتعرف على ثقافة، معالم وتاريخ بلادنا العريقة.