منذُ مساءٍ طاعنٍ في عهرهِ , عرفتهُ فتىً كنهرٍ ضائعٍ في أبدِ الصحراءِ كانَ هادئاً وناعسَ العينينِ والمسحةِ كابنِ النبلاءِ , مائعاً جمالهُ مُهذَّبٌ , مشذَّبٌ , وصوتهُ مُقصَّبُ الصباحِ والمساءْ نظرتهُ / بسمتهُ , مصيدتانِ للَّتي ما رجعت يوماً إلى أحلامها البيضاءِ أو جنتِّها الخضراءْ نموذجاً مُطوَّراً عرفتهُ , لكلِّ ما الذئبِ من قساوةٍ لكلِّ ما في الثعلبِ الأحمرِ من دهاءْ مُحتالُ عصرِ النتِّ والبورصةِ والعولمةِ الهشَّةِ والفضاءْ يمزجُ عبقرِّيةِ الخداعِ والزيفِ بعبقرِّيةِ الذكاءْ لكنني مستغربٌ لوهلةٍ , كيفَ استطاعَ ذئبهُ استدراجَ آلافَ الظبِّياتِ .... استطاعَ نَسرهُ استدراجَ آلافَ اليماماتِ ؟ كأنَّما كلامهُ المُصَّفى مثلَ طُعمٍ نافذٍ في الغيبِ في صنَّارةِ القضاءْ كيفَ استطاعَ ذلكَ الفتى الوسيمُ الناعسُ العينينِ والمهّذَّبُ الجمالِ والكلامِ - لن أفهمَ بعدَ اليومِ نفسي , آهِ , لن أسخرَ منها أبداً – كيفَ استطاعَ فارسُ الأحلامِ أن يعودَ من غيبةِ روبنْ هودَ من أشعارِ رولانَ , ومن أحزانِ سرفانتسَ , لا أفهمُ ...لا كيفَ استطاعَ ابنُ عصرِ النتِّ والبورصةِ والمرِّيخِ قتلَ واغتصابَ كلِّ ما في الشارعِ الخامسِ من نساءْ ؟!
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio