رجا اغبارية في مقاله:
قبل أن تتبنى حركة ابناء البلد موقف المقاطعة وتحويله تدريجياً الى مشروع سياسي كان الناس يصوتون للكنيست بشكل عادي ودون ان يكون هناك جدل سياسي حقيقي
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });هل يعقل أن الثابت الوحيد لدى كل اقطاب القائمة المشتركة هي اسرائيل وشرعية وجودها والمواطنة "المتساوية" او "الكاملة" فيها بكل ما لذلك من واجبات مواطنة في دولة اليهود؟
يشبع الجمهور وطنية وفلسطنة عبر عملية تسطيح ديماغوجية رخيصة للهروب من المواجهة الفكرية والسياسية لبرنامجه المدني الاسرائيلي المبدئي من وجود هذه الدولة الكولونيالية الذي يخوض انتخابات الكنيست على اساسه
موضوع النضال البرلماني سهل ومفهوم ضمناً لدى كل الشعوب والدول القومية الطبيعية. فالجميع يشارك بهذه الانتخابات باستثناء الحالات الاحتجاجية لدى بعض القطاعات المتضررة. لكن عندما يتعلق الامر بصراعات قومية وبدولة احتلال او ببرلمانات احتلال يتعقد الموضوع وتتعدد الاجتهادات ويرتبط الموقف بالحق الشرعي التاريخي والجغرافيا السياسية وموازين القوى والآيديولوجيات التي تقف خلفها، تماماً كما الاهداف التي تشتق من كل هذه الرزمة ... ثم بعد ذلك تأتي مسألة النجاعة وتحقيق القضايا المطلبية للجماهير المعنية التي ترزح تحت نير الاحتلال....
تجربة حركة التحرر الوطني الجزائرية وحزب الشين فين وحركة الباسك وحركة ابناء البلد وحركة الارض تعكس كثير من الاشتباكات الفكرية والسياسية لدى هذه التيارات أثناء مسيرتها، الامر الذي رماها في دهاليز مسارات التجربة والخطأ والانشقاق حول هذا الموضوع. ولم ننكر ذلك، بل اعترفنا بأخطائنا التاريخية في هذا الموضوع، واعدنا تقييم المسألة في الاتجاهين: من المقاطعة الى التصويت عام 1996م في ظروف الانهيار ل م.ت.ف واعترافها باسرائيل والتعاقد معها في اتفاق اوسلو المشؤوم في العقد الاخير من القرن الماضي، الذي شهد انهياراً للاتحاد السوفياتي وضرب البعد القومي العربي في العراق... هنا اخفضنا سقف برنامجنا التكتيكي واقمنا حزب المرحلة المهزومة كما اطلقنا عليه رسمياً في حينه وخضنا كل التجربة المأساوية المعروفة، ليس رغبة عند احد بل تجاوباً متسرعاً لمعطيات كان سقفها انهيار الاتحاد السوفياتي العظيم.
ثم اعدنا النظر باعادة النظر السابقة بعد انفجار الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي تلاها انتصار صمود المقاومة اللبنانية وانتصار صمود المقاومة في قطاع غزة. هذا النهج المقاوم الذي تأكد في الاسبوعين الماضيين في قرية الغجر. وعندما اقول في المناظرة نحن نقف على هذه الارضية البرنامجية الفلسطينية والعربية التحررية والمقاومة الشاملة وليس لجماهير الـ48 وحدها، لأنها جزء من كل، ينبري لك من يدعي انه يرقص في الدائرتين ويزاود عليك برنامجاً ونضالاً مخفياً برنامجه الذي يخوض على اساسه انتخابات الكنيست الصهيوني لدولة اليهود! ألا وهو برنامج الانخراط والاندماج في اسرائيل.
وللحق والتاريخ اسجل أنّ هناك كوادر كثيرة جداً من حركة ابناء البلد لم تلتزم بهذه القراءات الرسمية للحركة وتغيير التكتيكات الآنية حيث حافظت هذه الكوادر على الموقف الجذري والتاريخي الذي قامت عليه الحركة... وقد اصبح هذا الموقف مثبتأً وراسخاً واساساً لإعادة توحيد وبناء الحركة منذ ثلاث سنوات ونيّف.. اقول قولي هذا لأسجل حقيقة تاريخية صنعتها حركة ابناء البلد دون سواها كمشروع سياسي، ألا وهو مشروع مقاطعة انتخابات الكنيست الصهيوني. فقبل أن تتبنى حركة ابناء البلد موقف المقاطعة وتحويله تدريجياً الى مشروع سياسي كان الناس يصوتون للكنيست بشكل عادي ودون ان يكون هناك جدل سياسي حقيقي كما هو بعدما تبنته حركة ابناء البلد وعملت على ترويجه والتثقيف عليه وممارسته.
من من اهلنا لم يصوت في الخمسينات والستينات وحتى السبعينات. اللهم الا بعض الاوساط القومية الي كانت محسوبة على حركة الارض، خصيصاً بعد عام 1965م. هذا الموضوع طرحته حركة ابناء البلد تمامأ كما طرحت مشروع الفلسطنة مقابل الأسرلة في سبعينات القرن الماضي حيث تتوج برفع العلم الفلسطيني في ايام الارض ودفع ثمن الاعتقال والسجن لكوادر الحركة وغيرها من اعتداءات ذوي القربى.. فالعلم الفلسطيني اصبح اليوم، العلم المتفق عليه بين جميع الاحزاب ووحيداً... ومشروع مقاطعة انتخابات الكنيست الصهيوني اصبح يمثل اغلبية جماهير الشعب في الـ15 سنة الاخيرة بعيداً عن تزوير ارادتها، وموحداً لكل القوى التي اعادت النظر بتجربتها الكنيستية او المجموعات الشبابية التي تعلمت من تجربة غيرها واعتمدت المشروع الجذري الذي نتحد من خلاله في اطار "اللجنة الشعبية لمقاطعة انتخابات الكنيست الصهيوني" لدولة اليهود الكولونيالية العنصرية. وقد تحول مشروع مقاطعة الانتخابات للكنيست الى ند حقيقي في حضوره الشعبي والاعلامي. لكن قادة الند المدني الاسرائيلي يستخفون بالتجارب التاريخية ويرفضون الاستجابة لمطلبنا ومطلب " ارادة الشعب " الذي يتحدثون باسمه جزافاً ويزورون ارادته دون أي وجل، ويرفضون اعادة النظر بنهجهم وبرنامجهم ولو مرة واحدة رغم تجربة النجاعة المطلبية الفاشلة على مدار 67 عاماً! فنحن لا نخجل ان نسجل حقيقة علمية مفادها ان مقاطعة انتخابات الكنيست جرى اعادة النظر بها والانشقاق بسببها، بكلا الاتجاهين من قبل حركة ابناء البلد. بل لقد قام معظم من يحمل هذا المشروع، سواء كوادر منظمة او جماهير مؤيدة او جماهير مقاطعة لا علاقة لها بأبناء البلد او سواها من قوى المقاطعة، بالذهاب الى صناديق اقتراع الكنيست ولو مرة واحدة في حياته. هؤلاء الناس منظمون او افراد راجعوا انفسهم وتجربتهم الفردية والجمعية ورست قناعاتهم الى الموقف الجذري الذي يقاطع هذه المؤسسة الصهيونية ويسحب فعلياً الشرعية عنها بغض النظر عن المنطلق مبدئياً كان ام تكتيكياً.
ها نحن لا نخشى العلم والوقائع التاريخية لتطورنا وتطور جماهيرنا... فهل للطرف الآخر المغمور بفرحة تجاوز نسبة الحسم تحت مظلة الشراكة المصلحية على اساس البرنامج المدني الاسرائيلي الخالي من الآيديولوجيا والتمايزات الفكرية التي تفرض نفسها في المعارك الانتخابية العادية، ان يعيد النظر ولو مرة واحدة في نهجه وقناعاته البرنامجية – اسرائيلية! اللهم الا لمواجهة موقف المقاطعة الذي يجري ضربه والتحايل عليه بكل الوسائل غير المشروعة للنيل منه وابرازه كموقف خاطىء، دون تكبد عناء المواجهة العلمية والفكرية الجريئة من جانب قادة الموقف المدني الاسرائيلي. بل سمعنا قراراً للتو بوقف التناظر !!!!! فهل يعقل ان الثابت الوحيد لدى كل اقطاب القائمة المشتركة هي اسرائيل وشرعية وجودها والمواطنة "المتساوية" او "الكاملة" فيها بكل ما لذلك من واجبات مواطنة في دولة اليهود (كالخدمة المدنية ومن ثم التجنيد الاجباري للجيش الصهيوني)، مع جماهير اليهود الصهاينة الكولونياليين الذين اقاموا دولتهم على انقاض شعبنا وارضنا ومصادرة حقه في تقرير المصير وتشريده وملاحقته وقتله اينما تواجد!!!
يقف شعر الرأس في مناظرة يقوم فيها قائد في "القائمة المشتركة" بخلط المبدئي مع ضرورات العيش في ظروف احتلال، مثل العمل والتعليم ومستوى الحياة.... واتذكر كيف يقوم العامل الفلسطيني في الضفة بسبب ضرورات العيش، ببناء المستوطنات التي تنوي اقتلاعه من ارضه ويطالب صاحبنا القائد اياه بحق تقرير المصير لذلك الفلسطيني الذي يبني المستوطنات عبر عملية فصل تبدو ميكانيكية بين ذاك العامل الفلسطيني والعامل الفلسطيني داخل" الخط الاخضر" الذي بنى تل-ابيب على انقاض يافا والشيخ مؤنس...... اقول ذلك لأنه يشبع الجمهور وطنية وفلسطنة عبر عملية تسطيح ديماغوجية رخيصة للهروب من المواجهة الفكرية والسياسية لبرنامجه المدني الاسرائيلي المبدئي من وجود هذه الدولة الكولونيالية الذي يخوض انتخابات الكنيست على اساسه. لا اريد ان استعرض المزايدات التي تقذف نحو موقف المقاطعة ومن يقف خلفها من خلال شخصنة لقناعة القائمين عليها وتعبيرهم عن صوت نحو 60% من جماهير شعبنا التي تقاطع هذه الانتخابات فعلياً على مدار الـ15 سنة الاخيرة اذا لم نأخذ بالحسبان عملية التزوير غير الاخلاقية لتي يتعرضون لها في كل انتخابات وتحت سمع وبصر المسؤولين!
وعندما نقول ان برنامج حركة ابناء البلد يشتبك فكرياً وسياسياً مع كافة البرامج التي تخوض الانتخابات الكنيستية على اساس الموقف من دولة اليهود التي لا تستطيعون دخول برلمانها الا اذا اعترفتم بها كدولة يهودية، ونحن لا نريد أن نقوم بذلك ولا نريد أن نمنحها الشرعية، لأننا نعتبرها دولة كولونيالية وعنصرية وتشكل خطرًا على وجود الشعب الفلسطيني ودول المنطقة قاطبة... ينبري لنا قائد آخر ليعرف دولة اسرائيل كما نعرفها نحن ولذلك هو يذهب للكنيست كي "يعريها" ؟!!! الشعب دائماً هو المقرر.
الكاتب هو عضو الأمانة العامة لحركة ابناء البلد
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio