نجمتان من الشرق/ بقلم: نجاح نجم

نجمتان من الشرق وخيوط البدر في الغرب تقطعان خطوات الفجر بالنصف!

وحدي .. في ليوان البيت أجري من الشرق الى الغرب ...

أقيس دروب الفجر بالفتر والديسمتر والسنتمتر والمتر!

مُطْرِقَةً وبيدي مسطرة حديدية لا يتجاوز طولها ..... الثلاثين سنتمتري!

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

مُطْرِقَةً بوجهي وبيدي أقيس الفجر بالسنتمتري...

بمسطرة حديدية طولها ثلاثين سنتمتري!

وَأُكَلمِّ البدر الجميل قائلة:

يا بدر ... في الغرب أنت الآن بالحق يابدر

وتركت لنا بالشرق والي لجّةً البحر والمسار يجري! وله المسار يا بدري!

إلى الغرب تختلس الخطو مُوَليِّا يا بدر

في الخامس إلا ثلث مُجَنِّحا ولك الذهاب والإياب ولك الإهاب ولك الآهاب!

أَذُهول الصيف جعلك لنا إمامًا من الأنام...

يا بدر في الغرب أنت الآن .. من الأمام !

إلى الغرب أنت موليّاً ولك الأنام ...

عيونها معَلَّقه بأطراف من الليل وبطرق الملامْ!

من حولك شجيرات السرو الأخضر الأخضر اليانع...

وإشعاعك الذهبي بل الفضي بات الآن ساطع!

في دائرة الضوء البهي أنت ألآن يا بدر طالع...

وأنت مغرِّباً ونحن لنا من البيت أنت من الشباك طالل والشباك له الطلال!

خيوط الفجر تلفُّك بشباكها كأنَّها بلباس إحرام في الظلام ...

والليل الأسود الأسود الحالك بلا غيم في السماء ينثر لك الإزار

تركت لنا آثار سيرك سيرك بالليل حول البيت..

تركت لنا الصوم الجميل اللطيف الخالي من النوم واللوم في رمضان!

تركت لنا في الشمال الشرقي من بيتي ألف قيتار يشدو للنهار..

نجمتان معلقتان في سماء الصحو الصافي الأبيض الأبيض بلا دثار

إحداهما كبيرة إلى الخلف مثبتة تهلُّ لنا بسنا الصبح كألطلِّ بلا ذنب .. وبلا إستصراخ..

وأخرى صغيرة تشير بإبهام إلى الأم مشرفة بإشراق وبلا بكاء!

أتلك النجمة الكبيرة هي الأم بالحق يا ربيِّ .

وابنتها النجمة الصغيرة معلَّقة بها من الحضن وفي الحضن من التربيِّ وبالقلب!

لها بريق جميل دقيق حاد رائع هادئ وساطع وليس بحائر ..

يخترق ظلمة الليل ويأتي لنا بسنا الصبح والنجم طارق والطرف حارق!

لا ليستا عينين تلكما النجمتين من الدمِّ واللَّحْم والجسد الحِّي العضوي...

إنهَّما عينان للصبح الآتي مع بزوغ نور الشمس!

وإنَّكَ يا صُبْحُ حقًا من صنيع الربِّ خالق البعثَ والنشور ...

وتلكما النجمتان لك سهيل صبوح..!

بحق علاقة الأم بالرَّحم وبالحليب واللبن والابن الطفل ...

إجعلهما لنا ياربُّ بالسعدِّ قدوم خَيْر ..

إجعل لهما ولنا قدوم سعد للبلد وللشعب وبالعيد المبارك سعد خير

بحق علاقة الأم بالرحم وبالأب وبالابن والطفل... طفل النور ...

إجعل لها ولنا قدوم سعد للبلد وللشعب ولكلِّ أبناء الخليقة خضر الطيور!

المعلَّقة بعرش الرَّب ومنذ الأزل حتى النشور!

هو بدر آخر يا نجم يا نجم يا نجم ..

الزهور والورود ما زالت معلَّقة على الأسوار ولها نور وسؤدد نور ولها سورة وبالحب للزهر والورد سؤال الوجود! سؤدد ونور!

زهور وورود تشهد من هنا مرَّ الربيع مرَّة...

ثمَّ وَلِّى راحلا منَّا مع البدر ذاك الربيع!

ما زالت الأحلام معلَّقة فوق الجفون وفي العيون ...

ما زال طلَّ المحيا يأتي لنا بالورد جور وبالعين حور وبالحجم خلود!

لا... لا... ياسمين لا تغضب لا تغضب ... ولا تغضب ...

تلك المنى المعلقة فوق القلوب لها دروب ...

يوم وترحل تأتي وتروح .. تغدو وتروح وبالقدم سعد وصعود...

ترحل وتأتي ومعها لنا وبها لنا عطر الحبور وزهو النول! عطر ونور!

لا ... لا... لا ياسمين لا تغضب ... ولا تغضب ... ولا تغضب ...

لا ترحل! فتلك عقول!

ولنا الشعور يا ورد والورد جور بالورق حَوْلَ .. بلا ضعف !

حسٌّ قوي صاعق رغم الذُّبُول .. له النشور!

له النشور له النشور !

والبعث قول ...

فعل وقول!

بعث ونور !

وله الحضور !

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net