حازم عوض في مقاله:
إن وقعت الكارثة بحق أولائك النازحين كضحية للسياسة التركية، ستكون أنقرة في موقف أقوى وليس العكس
بدأ رفض تركيا إدخال آلاف النازحين من ريف حلب الشمالي، غريباً بداية الأمر، ومستهجناً حتى من الفصائل المسلحة المحسوبة عليها في حلب ذاتها
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });بدأ مشهد النازحين من ريف حلب الشمالي على الحدود التركية يأخذ طابعاً لطالما سعت إلى تحقيقه تركيا بشكل شرعي وسط رفض دولي لإقامة منطقة تسميها "آمنة" تحول بشكل أو بآخر من سيطرة الأكراد هناك، وتستخدم كورقة رابحة تضمن حصتها من الجغرافيا السورية.
بدأ رفض تركيا إدخال آلاف النازحين من ريف حلب الشمالي، غريباً بداية الأمر، ومستهجناً حتى من الفصائل المسلحة المحسوبة عليها في حلب ذاتها، لكن، وبعد ادخال أنقرة ماوصفته بـ"مساعدات انسانية" إلى هؤلاء، بدأت الصورة تتوضح أكثر، خاصة وأن الخيام التي نصبت قد توحي بأن مدة المكوث هناك قد تطول أكثر مما يتوقعون.
محافظ ولاية كلس التركية عمر خشرم، أعلنها صراحةً بصيغة اعتبرها "انسانية"، وقال إن "سلطات بلاده تجهز لإقامة مخيمات جديدة وتوسيع القديمة منها لاستقبال اللاجئين فيها"، مشيرا إلى "استعدادات لاستقبال موجات أخرى منهم"، وسط تكثيف تركي أمني لمنع تسلل أي شخص إلى تركيا، بعد أن كانت الحدود مفتوحة وغير مضبوطة لتسلل من يريد وبالاتجاهين.
حزب الارادة الشعبية المعارض في سورية، دق ناقوس الخطر، وحذر من "كارثة انسانية ومجازر" قد ترتكب بحق هؤلاء النازحين عبر جر الجماعات المسلحة إلى تصعيد العمل العسكري وجذب المعارك إلى تلك المنطقة.
وفي حديث جانبي مع أمين حزب الارادة الشعبية المعارض، علاء عرفات، توقع الأخير، أن سبب تركيا منع النازحين دخول أراضيها، هو ضعف أوراق لعبها في سورية، عدى تلك التي تتعلق باللاجيئن السوريين، والتي يمكن أن تضغط بها على الاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة. وهنا، كان لابد لها أن تفاقم أزمة نازحي ريف حلب الشمالي.
عرفات قال في حديثه إن تركيا تريد ضمان حصتها في سورية، وهذا مايثير المخاوف فعلاً، من استخدام آلاف النازحين العالقين على حدودها "كدروع بشرية" بعد دفع الجماعات المسلحة هناك للتصعيد باتجاه هجوم عكسي في محاولة لاسترجاع القرى والمدن التي أعاد الجيش السوري السيطرة عليها، أو فك الحصار عنها.
أمين آخر في حزب الارادة الشعبية الذي يضم أكثر من أمين، عاد ليؤكد ذات كلام عرفات في حديث له على اذاعة "ميلودي" في سورية، حيث قال مهند دليقان إن "الأخلاقيات التركية" لن تمنع أنقرة من استخدام آلاف النازحين من شمال حلب والعالقين على الحدود التركية بعد رفض ادخالهم إلى اراضيها، "كدروع بشرية للتأثير على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من باب انساني".
وأردف "احتمال حدوث مجازر بحقهم قائم، ونحن نطالب المجتمع الدولي بالضغط على تركيا ومنعها من اضافة مأساة جديدة بحق السوريين".
دليقان ربط توقيت رفض تركيا ادخال النازحين من شمال حلب، مع اعلان السعودية نيتها ارسال قوات برية إلى سورية، متهماً أنقرة بممارسة دور ما في عرقلة "جنيف3"، وقال إن "تصرف تركيا كان متوقعاً بعد تعليق مؤتمر جنيف3، فهي تحاول اليوم أن تقول أننا موجودون ولا نريد حل الأزمة السورية دون حصة".
إن وقعت الكارثة بحق أولائك النازحين كضحية للسياسة التركية، ستكون أنقرة في موقف أقوى وليس العكس، فحدوث مجزرة شمال سورية بحق مدنيين، سيعزز مطالبها بمنطقة "عازلة" تقام على الجزء الجغرافي الذي لطالما سعت للسيطرة عليه منذ بداية الحرب في البلاد.
حازم عوض – كاتب وصحفي فلسطيني - سوري
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio