يا عصافير الجليل - احمد صالح طه

يا أحبائي!!!!ويا ملح الجليلأنا قد تعبت !!فاسمحوا لي بغطاء ٍمن الترابلم يكن عُمري طويلا ًبل انه يوم ٌعصي ٌكانت نهايته الغيابفي بروتي عند الشروقأنا ولدت !!!!ويومي في المنفىبلا إذن والدتي !!!وقد عُدت مع المغيبإلى الغيابيا عصافير الجليلغنّي أشعاري علىلحن الشباب حينكنت مثل طوفان ٍ قوييقلب الدنيا ظهرا على عقبلا تهاجري يا عصافيريفانك إن هاجرت!!سيسلبوا منك ألهويهوتفقدي أجنحة قويهولا تطيري حيث شئت فلن تعودي إلا كما عدتبلا روح ٍمكفن بالحنينوالحلم مكتوب ٌبخط الربّيرافقني على وسط الجبينفاشهدي لي يا سنينوافرحي يا بروة الجذرالذي أنبتني غصنا أبيايانعا من الجنين !!! يا بلابل بروتي لا تحزني غني على سجع النسيمفي إيقاعات الكرومهناك في خصر الجبالوسبّلي شعر الغزالورافقيه حيث يعدومطاردا خلف التلالوكحّلي كل العيونفي وجه عكا والسواحلوالشاغور!!!وقرى البطوف ميدانالصمود في الجليلوداعبي طول السنابل في الحقولوسابقي فرسان الخيولواقنصي الظلم لتفريق الفلولأنا عائد ٌ!!!يا بروثيفكفكفي سيل الدموعوأوقدي نار الشموعثم صلّي للإله واحمديهفي خشوع!!!واقبلي مني التحيّةوعلّقيها قلادة ًباسم القضيةإنني أحقق الحلم أعود للديار الابديهعدت بحمد الله!!!!رغم الشوق ورغم الخنقورغم القيد ورغم حرمانيورغم أصفادي المُحكمةفي الأيادي!!!أنادي وأنادييا بلادي يا بلادياحضنيني في دفئ حضنكواغمريني بالحنان كما غمرتك في حنيني !!!وأرضعيني من حليبكمرّة أخرى أرضعينيإنني ما زلت احنّ لذلكالثدي الذي منه كونني جنينياحضنيني لا تخافي إننياملكها تلك ألهويه!!!لن يسلبوها مرّة أخرىلأني في دولة الخلدواملك سلطتها القويةوأنا باق ٍهنا على ضفة النهرأناجي القدس من هذي الأعاليوأدير شؤون عاصمتي الابديهاعذريني بروتي!!!يكفيك حملك بالجنينفإنني ملك الوطن!!ملك حيفا ثم عكاملك جبال الكر مل ثم يافا  ملك ترابك يا وطن!!!لا فرق عندي أين أكونلأنني باق ٍهنا !!!في قلب قلبك يا وطن لا تسألوني عن حياتي بصعوبة أنا ولدت !!وتعسّرت ولادتي من هؤلاءلا تسألوني أين ادفنلأنكم قد تعرفون!!!رفضهم لوصيتي من هؤلاءالظالمين!!!وبروثي قد حوّلوها زريبةلكل أنواع الدواب!!لم يرضوا بان أحيى أنا تلك الحياةلكنني قد عشتها يحلوها ومرها رغم انف الرافضينالقابضين على الترابوأنا القابض على بحريوقافيتي وشعري ثم حقي في الحياةفاليوم املك أرضا لها حدودولا يدخلها دون إذنيأي إنسان غريب أو قريب تحرسها تلك النواصي العالياتعن الشمال وعن اليمين