لقد اغضبني جدا ما حدث في بلدي قلنسوة من عنف لم يسبق له مثيل في تاريخ البلدة تتوج في اجبار مرشح متقدم من الانسحاب من معركة الانتخابات تحت التهديد بالسلاح وحرق قسم من الطابق العلوي من بناية البلدية
ها قد وضعت "الحرب" الانتخابية اوزارها والتي جرت في 76 سلطة محلية العربية وتم انتخاب او اعادة انتخاب 48 رئيسا في الجولة الاولى و28 اخرين في الجولة الثانية من الانتخابات. كذلك تم انتخاب مرشحين جدد في غالبية سلطاتنا المحلية. مبروك لمن فاز وحظا اوفر لمن لم يفز في الجولات القادمة.
الكثير قيل وسيقال عن هذه المعركة وخصوصياتها لكن لا بد من تلخيص اولي لما شاهدناه من حالة فلتان وعنف لم نعطه حقه من التحليل.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });فقد كانت هذه الانتخابات اعنف واشرس معركة انتخابات محلية في تاريخ البلاد فبالاضافة لانتخابنا للرؤساء والاعضاء نجحنا في ترك كميات من الكراهية والحقد والتي ستلازمنا في السنوات القادمة.
مجتمعنا يزداد شرذمة وليس تعددية كما يدعي البعض. اوساط واسعة في مجتمعنا لا تتقبل الاخر ومنها من هو بعيد عن تقبل الديمقراطية كمبدأ.
لقد اغضبني جدا ما حدث في بلدي قلنسوة من عنف لم يسبق له مثيل في تاريخ البلدة تتوج في اجبار مرشح متقدم من الانسحاب من معركة الانتخابات تحت التهديد بالسلاح وحرق قسم من الطابق العلوي من بناية البلدية مرورا بالقاء القنابل على بيت احد الناشطين لإحدى القوائم الانتخابية. الامر الذي اثر سلبيا على مجرى الانتخابات وادى الى الهبوط في نسبة المقترعين الى 70% بعد ان كانت 83% في العام 2013.
راينا الكثير الكثير في هذه الانتخابات: من تدخل وزراء في الحكومة الاسرائيلية علنا لصالح مرشحين معينين الى استعمال المال السياسي وضراء الذمم, من استعمال العنف والارهاب ضد بعض المرشحين الى استعمال بعض المرشحين انفسهم العنف الكلامي والتحريض. والنتيجة انه ومن بين 76 بلدا جرت فيها الانتخابات راينا حالات من استعمال العنف في 28 بلدة.
هناك عدة اسباب لاحتدام المعركة الانتخابية المحلية اكثر من معارك محلية سابقة
1- شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك الذي تحول الى ساحة شتائم مسبات واتهامات واشاعات بدل ان تكون هذه الاداة ساحة لنقاش موضوعي ومثقف. والانكى من ذلك ان البعض قد استعمل الاسماء المستعارة ومعها نشر الاكاذيب والاتهامات ضد مرشحين منافسين.
2- غياب الخطاب الحزبي والسياسي وفي غالبية البلدات غياب الاحزاب نفسها عن الساحة وان وجدت فقد انجرت وراء خطابات وتكتيكات عائلية.
3- تحسن الوضع الاقتصادي لغالبية المجالس والبلديات العربية مقارنة مع دورات انتخابية سابقة الامر الذي زاد من التنافس بين العائلات والقوائم المختلفة على موارد قليلة مقارنة بالسلطات المحلية اليهودية. وفي غياب مناطق صناعية في غالبية البلدات العربية اصبحت سلطاتنا المحلية المشغل الاكبر. الامر الخطير ان عائلات اجرام تحاول ان تحول بعض السلطات الى ركيزة لعملها ونشاطها الاقتصادي.
4- التنافس على مواقع في داخل البلدة وخاصة ان هناك ازمات وقضايا مركبة في معظم سلطاتنا المحلية مثل قضايا الارض والتخطيط هدم البيوت وازمة السكن لم تفلح القيادات المحلية بحلها.
5- معركة الانتخابات وللأسف كانت عنيفة ايضا في غياب سلطة القانون الرادعة وتقصير الشرطة الواضح في القيام بواجبها. ناهيك عن انتشار السلاح الذي يعزز الثقة عند البعض انهم يستطيعون حل قضاياهم بأنفسهم وانهم اقوى مع السلاح. والمؤسف ان عقلية اللجوء الى القوة والعنف واستعمال السلاح موجوده ليست فقط في بعض اوساط الشباب الطائش والمشحون وانما عند بعض المرشحين والزعامات في بلداتنا.
في غياب التحدي السياسي (العمل مقابل الحكومة او الغالبية اليهودية باحزابها) يبقى التحدي الاجتماعي المحلي ومن المهم تحقيق الانتصار على "العدو" ابن العائلة الاخرى. هذا ما جرى في بلداتنا. وعندما واجهت جماهيرنا تحديا سياسيا واضحا كما جرى في غالبية المدن المختلطة راينا ان العنف يكاد ان يكون معدوما. هذا التحدي المهم ايضا ادى او وحدة العرب في غالبية هذه المدن. فقد راينا ان "معارك" الانتخابات فيها كانت اكثر حضارية؟ مع العلم ان نسبة الاجرام والقتل فيها (ليس في فترة الانتخابات) هي الاكبر بين المواطنين العرب في البلاد؟
ان الانجازات للمواطنين العرب في اللد والرملة ويافا وغيرها قد جاءت على ارضية تسييس المعركة ووضوح الرؤية والمطالب في هذه البلدات.
كذلك فقد اسفرت نتائج الانتخابات عن مضاعفة عدد العضوات من النساء المتمثلات في في المجالس البلدية العربية. هذا الامر مشجع وخاصة انه ينعكس ايجابيا على مستوى العنف في بلداتنا. فقد راينا ان منسوب العنف قد انخفض في غالبية البلدات التي خاضت بها النساء معارك انتخابية ان كان ذلك في قوائم نسائية او في قوائم مختلطة.
ولكي نحارب العنف هناك حاجة ملحة الى التربية على الروح الديمقراطية وتقبل الاخر من جيل صغير والى رد الاعتبار للأحزاب والحركات السياسية وخوضها الانتخابات المحلية في كل بلداتنا والى تسييس المعركة ومطالبة الشرطة بأخذ دور فاعل في المحافظة على النظام في بلداتنا وخاصة في فترة الانتخابات.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio