قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، إن نتنياهو وكل الأحزاب التي تتحرك حوله، أن تسمي نفسها في مركز الخارطة السياسية، تتعامل معنا كجماهير عربية، ما بين الاقصاء عن العمل السياسي المشروع، وحتى الاقصاء عن وطننا الذي لا وطن لنا سواه.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });وجاء هذا في المؤتمر السنوي الذي يقيمه مركز "مساواة" حول المكانة القانونية للجماهير العربية، بحضور مختصين وسلك دبلوماسي، وشخصيات مجتمعية ومنتخبي جمهور. وافتتح بركة كلمته، بالتوقف عن المجزرتين الارهابيتين التي وقعتا اليوم الجمعة في نيوزيلندا، وقال، لقد استيقظنا صباح اليوم على خبر مفجع، يبدو وكأنه لا علاقة لنا به، مقتل 49 مصليا في مسجدين في نيوزلندا على يد إرهابي، فتح عليهم النيران، وهذه مجزرة تمتد جذورها من نفس الأرض السامة، التي نحذر منها وهي عقلية الاقصاء ورفض الآخر، لا بل وقتله.
عقلية الاقصاء
قال بركة، إن الانعقاد الدوري والمنظم والتطور لمؤتمر المكانة القانونية هو مساهمة نوعية في تنظيم الجماهير العربية الفلسطينية الباقية بوطنها ولا وطن لها سواه. ان التصعيد الاسرائيلي الخطير ضد أبناء شعبنا في غزة اضافة الى جانب كونه نهجا إجراميا خطيرا، يحاول نتنياهو أن يجعله جزءً من حملته الانتخابية، فإنما هو يعبر عن العقلية الإسرائيلية الرسمية المتطرفة، التي تنظر الى الشعب الفلسطيني من فوهة المدافع والقاذفات، وليس كبشر أولا، يستحقون الحياة الآمنة ككل البشر، وكشعب ثانيا لهم الحق في الحرية وتقرير المصير.
إن المكانة التي يخصصها لنا نتنياهو وأحزاب اليمين وحلفاؤه الكهانيين وأحزاب المركز، تتراوح بين الاقصاء خارج شرعية المشاركة في القرار السياسي الى الاقصاء خارج التمثيل السياسي، الى الاقصاء خارج الحق في البيت والأرض، الى الاقصاء خارج الوطن، وصولا الى شرعنة القتل.
كل الإقصاءات المذكورة هي بمثابة اشتقاقات متدرّجة لقانون القومية الذي سنته الكنيست في 19 تموز 2018، والذي يأتي ليصب سياسة الأبرتهايد الاسرائيلي في قالب قانون أساس، يعرّف الدولة دون التطرق بكلمة واحدة لوجود المواطنين العرب في إسرائيل، أو لحقوقهم ويجري التنكر لهم كبشر وكشعب ولأصحاب وطن.
وقال بركة، لقد بات واضحا ان المنظومة السياسية الإسرائيلية لا تشعر بأي حرج في المجاهرة بالعنصرية والفاشية، الامر الذي ظهر جليا في الدعوة الى شطب حق المواطنين العرب وأحزابهم، وشطب الصوت الديمقراطي اليهودي، من المشاركة في الديمقراطية الشكلية في اسرائيل، وذلك بغضّ النظر عن القرار الذي ستصل اليه المحكمة العليا، يضاف الى ذلك تصريحات نتنياهو الاخيرة بان الدولة لا يمكن ان تكون دولة جميع مواطنيها وان الانقسام الفلسطيني هو غاية إسرائيلية معلنة.
ان الواقع الحالي يستدعي تدخل المجتمع الدولي بشكل فعال، لردع الاندفاع الاسرائيلي الرسمي الى الهاوية الفاشية. فالمجتمع الدولي الذي اظهرت قطاعات منه فاعلية مشبوهة لزعزعة الاستقرار في مختلف المناطق في العالم، بما في ذلك في المنطقة العربية، بحجة التحيّز للقيم الديمقراطية، تقف موقف المتفرج من الانحدار الاسرائيلي الى خطاب متطرف، كنّا قد اعتقدنا انه اختفى من ساحة البشرية بسقوط نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.
اننا ندعو المجتمع الدولي، حكومات وأحزاب ومنظمات יلمجتمع المدني وافراد، الى تحمل مسؤوليتها لحماية الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل، ولحماية حقوق الشعب الفلسطيني التي أقرتها الشرعية الدولية.
الى جانب ذلك مطلوب منا توحيد العمل على القضايا المشتركة ولمواجهة رياح العنصرية التي تهب في اسرائيل لحماية وجودنا ولحماية مستقبل ابنائنا على جميع المستويات، على مستوى العمل الشعبي والسياسي والبرلماني والبلدي والأهلي والقضائي والتخطيطي.
الهيئات الوطنية
وقال بركة، ان خيبة الأمل من عدم استمرار العمل ضمن القائمة المشتركة، التي كانت انجازا تاريخيا للأحزاب والقوى التي تخوض غمار العمل البرلماني، يجب ان تقود الى تعزيز مكانة لجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، كإطارين جامعين لكل مكونات شعبنا السياسية والبلدية وذلك الى جانب ضرورة تقليل الضرر من عدم إنجاز القائمة المشتركة، باعتماد لغة حوار حضاري مسؤول ومنافسة شريفة نظيفة من الاساءات والتهجمات، واعتماد ميثاق شرف يرسل إشارة إيجابية الى جماهير شعبنا، وكل ذلك الى جانب التعامل باحترام مع الأوساط التي لا تشارك في الانتخابات لأسباب فكرية.
وقال بركة، قبل ايام مرت الذكرى المئوية لميلاد المفكر والقائد السياسي اميل توما والذي كان لي شرف العمل الى جانبه والتعلم من فكره ومن نهجه الاممي الإنساني ومن وطنيته ومن التزامه العميق بوظيفة المثقف العضوي الذي ينكب على إنتاجه الفكري وعلى التفاعل الكفاحي العملي بين الفكر وبين ساحات النضال.
في ذكرى أميل توما
في سياق مؤتمرنا اليوم نذكر للرفيق القائد اميل توما وقوفه على رأس المبادرة لعقد مؤتمر الجماهير العربية في حزيران ١٩٨٠ الا ان الديموقراطية الإسرائيلية في صيغتها السابقة لم تحتمل انعقاد مؤتمر يهدف الى تنظيم جماهير شعبنا فأصدر رئيس الحكومة ووزير الأمن الاسرائيلي آنذاك، أمرا يحظر فيه انعقاد المؤتمر استنادا الى قوانين الطوارئ الانتدابية.
ان وثيقة مؤتمر الجماهير العربية المسماة التي وقف اميل توما على رأس من قاموا بصياغتها المسماة وثيقة ٦ حزيران ١٩٨٠ما تزال صالحة وبامتياز لتشكل أساسا لتنظيم الجماهير العربية على أساس وطني ومدني مع التمسك بعزة الانتماء: "نحن أهل البلاد، ولا وطن لنا غير هذا الوطن، لم ننكر، ولا يمكننا أن ننكر حتى لو جوبهنا بالموت نفسه، أصلنا العريق: إننا جزء حي وواعي ونشيط من الشعب العربي الفلسطيني. لم نتنازل ولا يمكن أن نتنازل عن حق هذا الشعب في تقرير مصيره وفي الحرية والإستقلال على ترابه الوطني".
وتابع بركة قائلا، إنه بعد حظر المؤتمر بسنوات قليلة قامت لجنة المتابعة لتعمل الى جانب اللجنة القطرية التي قامت في العام ١٩٧٤ والى جانب لجنة الدفاع عن الاراضي والتي قامت في العام ١٩٧٥ والتي قادت الإضراب التاريخي في يوم الارض ١٩٧٦ والذي نحتفل كفاحيا بالذكرى ال٤٣ لاندلاعها بوصفه لانتفاضة الشعبية الديموقراطية الفلسطينية الاولى.
اننا نعكف في السنوات الأخيرة على الارتقاء بعمل لجنة المتابعة من خلال ابداع اطر عمل مشتركة تجمع بين السياسي والعلمي والمهني وهناك العشرات بل المئات من اصحاب الكفاءات العلمية والمهنة التخصصية، التي تساهم بشكل مبدع وتطوعي، في وضع آفاق للممارسة السياسية والاجتماعية الى جانب القيادة السياسية لمجتمعنا. وهذا يظهر في مؤتمر تنظيم القدرات البشرية الذي سيعقد للسنة الثالثة في 15 حزيران 2019، والذي يعمل في إطار ثمانية مجموعات علمية تخصصية وفي المشروع الاستراتيجي لمواجهة العنف في مجتمعنا، والذي يشارك فيه اكثر من مائة من اصحاب التخصصات، وذلك لاعتماده كبرنامج عمل على المستوى العام، وعلى المستوى المحلي، وهذا يظهر ايضا في العمل الدؤوب لمأسسة الحراك على المستوى الدولة، ويظهر في العمل لتنظيم عمل منتهي الجمهور في المدن المختلطة، وفي إقامة الهيئة الوطنية لحماية الاوقاف الاسلامية والمسيحية وغيرها الكثير، وكل ذلك الى جانب العمل في القضايا الوطنية والسياسية السيارة.
وقال بركة، اننا نفهم البناء المجتمعي كعملية دؤوبة وواعية تعي أين تقف اقدامنا بالضبط لكنها ترى بوضوح الى أين هي ذاهبة، هذا الفهم يحتاج الى مسؤولية ومثابرة ونفس طويل والى ضمان ان اللبنة التي نضعها اليوم في طريق البنيان تشكل أساسا ومكملا للبنة القادمة. وشدد قائلا، إن مؤتمر المكانة القانونية وضع لبنات هامة في هذا البنيان..
فالمكانة القانونية لجماهير شعبنا هي ليست ما يخططه لنا الآخرون إنما مكانة شعبنا ومجتمعنا هي ما نصنعه نحن.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio