الحائط قبل الحريق
في شهر كانون الثاني من هذا العام، أقيمت مُبادرة قيّمة جدًّا في مدينة شفاعمرو أشرفت عليها مديرة حضانة حكايات المربّية ساهرة نصرالله بعنوان: "اذا كنت بحاجة لمعطف يدفيك، فهذا المعطف لك واذا عندك معطف يدفي غيرك فاعط من قلبك". مكان حائط المعاطف كان الحائط الجنوبي لحضانة حكايات بالقرب من مفرق كنيسة الارثوذكس، وكان يهدف لوضع معاطف بحالة جيّدة من قبل أي شخص يحب أن يتبرّع بها مقابل أن يأخذها أي مُحتاج، ولاقت هذه المُبادرة الإنسانية إقبالا واسعًا من قبل النّاس لما تحمله من معان إنسانية ورسائل عطاء ومحبّة.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });وكان لموقع العرب وصحيفة كل العرب حديث مع المربّية ساهرة نصرالله التي قالت: "الحائط متواجد قرب الحضانة وقريب من المنازل، يوم الحريق وفي ساعات المساء، انبثقت رائحة قويّة للحريق والدّخان فهرع أهل الحيّ إلى المكان وتفاجؤوا بأنّ الدخان والرّائحة كانا جرّاء حريق اندلع في حائط المعاطف، وعمل أهل الحيّ بعدها على إخماده وسط ذهول كبير، وفضّلوا عدم إخبارنا في تلك الليلة وانتظروا إلى نهار اليوم التالي".
الحائط ما بعد الحريق
وتابعت قائلة: "بعد أن أخبرونا بالحريق صًُدمنا بالخبر جدًّا ولم ندر ماذا نقول إذ أنّ الرّسالة من وراء تواجد هذا الحائط كانت إنسانية للغاية، فما هو الامر الذي من شأنه أن يجعل أشخاصًا يُقدمون على إحراق حائط للعمل الخيري وفّر أكثر من 170 معطفًا لكل محتاج مرّ من هناك، بالفعل امر لا يصدّقه عقل". وأكملت نصرالله حديثها: "قبل أيّام لاحظنا وجود فرشة قرب الحائط، وبعد الحريق لاحظنا بأنّها حُرقت هناك كما وانبثقت رائحة بنزين ما يؤكّد تعمّد إحراق الحائط ولم يكن حادثًا عابرًا غير مفتعل".
السيدة ساهرة نصرالله
وأكملت السيدة ساهرة قائلة: "بعد الحريق تلقّينا اتّصالات دعم واستنكار لما حدث، كمّ هائل من المُحبّين والدّاعمين عبّروا عن استعدادهم لإعادة تجديد الحائط وكان الأمر بمثابة حافز لنا بأن نُكمل في هذه المُبادرة الإنسانية، ونحن نؤكّد بأنّنا لن ننثني عن أي فعل إنساني وبأنّنا سنعيد تجديد هذا الحائط. ولكن بما أنّه كان مُخصّصًا للمعاطف ونحن في فصل الرّبيع فسنعمل على إعادة الحائط في شهر تشرين الثاني من هذا العام ليكون جاهزًا للشتاء القادم ويوفّر المعاطف لكل محتاج فهذا عمل رغم صغره إلا أنّه أفاد الكثير من الأشخاص لأنّه حمل الكثير من رسائل المحبّة والعطاء والإنسانية".
وأنهت حديثها: "الحب أقوى من الشّر، والخير أقوى من الشّر، وندائي هذا لكل مواطن شفاعمري وحتّى كل مواطن خارج شفاعمرو، أن يضع يديه بأيدينا لإعادة بناء هذا العمل الإنساني في شفاعمرو وخارجها، ولكل من تعمّد الحريق أقول لهم بأنّ هذا الأمر مؤسف وعليهم أن يحكّموا ضمائرهم وأن يراجعوا أنفسهم، ورغما عن أي سبب نتيجة غيرة أو حسد أدّى بهم إلى التفكير في الحريق أقول لهم بأنّ شفاعمرو بألف خير وجميعنا سنقف بوجه النّوايا السّيئة ونحن مستمرّون لأننا أبناء الأمل".
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio