الغرباء لن يبنوا هنا: غضب عارم في كفركما الشركسية بعد فوز عائلة عربية بمناقصة للبناء في البلدة

حمل المتظاهرون ايضا أعلام الشعب الشركسي ولافتات تقول: "من أجل مستقبل أطفالنا ، دعونا نبقي كفر كما شركسية"

جرت امس الاربعاء، تظاهرة حاشدة لاهالي بلدة كفركما الشركسية، في منطقة طبريا، بعد فوز عائلة عربية من المنطقة، بمناقصة للبناء على قطعة ارض تابعة للبلدة. وحمل المتظاهرون العديد من الشعارات المنددة بسكن الغرباء بالقرب منهم ومؤكدين على رفضهم لذلك ومحافظتهم على عاداتهم وتقاليدهم. وحمل المتظاهرون ايضا أعلام الشعب الشركسي ولافتات تقول: "من أجل مستقبل أطفالنا ، دعونا نبقي كفر كما شركسية".

 

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

رئيس المجلس المحلي في كفركما، زكريا نابسو، اصدر بيانًا إلى السكان كتب فيه أنه تواصل مع أقارب العائلة الذين فازوا بالمناقصة وأوضح لهم أنه "يجب التحلي بالمسؤولية وعدم السماح للغرباء بالبناء في الاراض المخصصة لسكان البلدة". ووعد بأنه سيعمل على منعهم من البناء.

وأضاف رئيس المجلس في بيانه أنه يرغب في "التأكيد على ما هو واضح في هذا الوقت والتأكيد عليه - كفركما هي بلدة شركسية ذات طابع خاص يتعين علينا جميعًا حمايتها، وكما فعلنا في الماضي، وتسويق الاراض بها فقط لصالح الشباب من البلدة". وأضاف أنه ينبغي الحفاظ على ضبط النفس وأنه ينبغي حل النزاعات بطريقة لائقة.

وقال أحد السكان المحليين: "لن نسمح لأي شخص ليس شراكسيًا بالعيش هنا ولن يتمكن من الاندماج في مجتمعنا".

وعقبت دائرة اراضي اسرائيل على الموضوع: "تم إجراء المناقصة المذكورة وفقًا لجميع القواعد المستخدمة. تم إجراء جميع إجراءات المناقصة بشكل قانوني وأشرفت عليها لجنة عامة يرأسها قاض متقاعد وأعضاؤها محاسبون ومحامون ليسوا موظفين في الوزارة. أقيمت المناقصة وا بدون حضور في مكاتب الهيئة. تعمل دائرة الأراضي الإسرائيلية وفقًا لقرار وقرارات مجلس أراضي إسرائيل ، وبناءً على ذلك ، فإن المناقصة مفتوحة لجميع سكان الدولة الذين يستوفون المعايير المحددة للمناقصة ".

يذكر ان كفر كما هي بلدة تقع في منطقة الجليل الأوسط، وقد تم إعادة تأسسيها في العهد العثماني عام 1867 من قبل المهاجرين الشركس، ثم أصبحت تحت الحكم الإسرائيلي إثر حرب 1948 وبالتالي جزءاً من دولة إسرائيل. وتتميز هذه البلدة بأن جميع سكانها من المسلمين (الشركس) ، ويتحدث أهلها عدة لغات هي الشركسية والعربية والعبرية والإنجليزية، حيث أن هذه اللغات الأربع تدرس في مدارس البلدة. كما وتتميز هذه البلدة بأن العادات الشركسية الضاربة في القدم الخابزة؛ هي التي تحكم حياة السكان وهي التي تنظم حياتهم المعيشيّة. يبلغ عدد سكان القرية 3500 نسمة ومساحة أراضيها 10 كم مربع 2.

هاجر سكان البلدة من الشركس إليها في فترة حكم الدولة العثمانية للمنطقة العربيّة، نظراً للحروب الشرسة التي قادتها روسيا القيصرية على موطن الشركس، وارتكابها أفظع المجازر بحق السكان الآمنين، ولقد تمت الهجرة الشركسية إلى مختلف مناطق الدولة العثمانية، حيث عمل الأتراك على تهجير الشركس إلى المناطق التي كانت تعاني من المشاكل الأمنية للاستفادة من مقومات الشراكسة كمحاربين أقوياء وللمساعدة في إحلال الأمن في هذه المناطق الملتهبة.حيث أنشئت قريه كفر كما في عام 1878م.و في مطلع الستينات من القرن العشرين اكتشفت العديد من المواقع الأثرية والمتمثلة بكنيسه بيزنطيه يعود تاريخ بناءها إلى القرن السادس الميلادي. أنشئت القرية كجزء من مجموعة كبيرة من القرى الشركسية التي أقيمت في منطقة الشرق الأوسط في عدة دول ومنها إسرائيل, الأردن, وسوريا(بشكل مركّز في هضبة الجولان).