بعد عام ونصف داخل أروقة المُستشفيات خرجت الفتاة غرام مزلبط من المغار بقلب اصطناعي تجره داخل حقيبة على أمل إيجاد مُتبرّع لقلب حقيقي يخفق بين ضلوعها في أقرب وقت ممكن. غرام ابنة الـ17 عامًا، دخلت إلى المُستشفى بعد إصابتها بفيروس أثر بشكل كبير على قلبها.
يوم خروجها من المستشفى (الصّور بلُطف من العائلة)
كان لموقع العرب حديث حصري مع والدها غطّاس مزلبط الذي قال: "غرام ابنتي بالأساس تُعاني من مشاكل والتهابات مُزمنة في الرئتين منذ صغرها، وقبل عام ونصف أثناء تواجدها برحلة مدرسية أصيبت بفيروس خطير أثر بشكل كبير على قلبها وعمله، عندما عادت من الرحلة أغمي عليها عندها أخذناها بسرعة إلى المستشفى ووضعوا لها جهازًا يُريح قلبها ويُساعد على ضخ الدّم والاوكسجين ومن مستشفى بوريا إلى نهاريا فرمبام، كانت أشهر صعبة للغاية ومن رمبام بعد مكوثنا لفترة شهر ونصف حولوها لمستشفى في القدس بعد توقّف بعض الأعضاء عن العمل منها إحدى يديها وإحدى رجليها وهناك باشر الأطبّاء في مسار إعادة التأهيل مع غرام، خضعت لتدريبات مُكثّفة لمدة 8 ساعات يوميا، وبعد أشهرفي القُدس وقبل أيّام من التُحرير من المستشفى تدهور وضع غرام وضعف قلبها بشكل كبير كما كان في السّابق وأكثر".
وأضاف الوالد: "بعد تدهور الوضع، وضعف قلب غرام، أحيلت إلى هداسا من أجل وضع جهاز يدعم وظائف القلب وتحسّبًا من توقّفه عن العمل وبعدها أحيلت إلى مستشفى رمبام ومكثنا معها 10 أيّام هناك في غرفة العلاج المُكثّف وحاول الأطباء قدر الإمكان أن يساعدوها للبقاء على قيد الحياة، وفي النّهاية أحالوها إلى مُستشفى تل هشومير "شيبا" وأكّدوا لنا بأنّ الحل الوحيد هو زراعة قلب، أحيلت غرام إلى مُستشفى تل هشومير بعدها أجرت عمليّة صعبة وتركيب جهاز قلب اصطناعي كبير جدًّا، تمّ توصيله مع القلب هذا الجهاز الذي يعمل مكان غرف قلب الانسان الطبيعي والذي يضخّ الدّماء إلى باقي الجسم".
وتابع مزلبط: "5 أشهر صعبة أمضيناها مع غرام في تل هشومير وهي تعيش على القلب الاصطناعي، منتظرين بصيص أمل من متبرّع لقلب يمنح لغرام حياة طبيعية مثل باقي بنات جيلها، وحتّى اليوم لم نجد ولكن في الفترة الأخيرة قال لنا الأطباء بأنّ هناك جهازًا جديدًا "برلين هارت" وهو قلب اصطناعي من صناعة ألمانية ولكنّ حجمه صغير جدًّا يُحمل في حقيبة صغيرة يوصل إلى القلب، هذا القلب منحها فُرصة للخروج من المُستشفى وحضور زفاف شقيقها". منذ يومين عُدنا إلى المنزل من أجل الزفاف ولم نعد لوحدنا كانت غرام معنا، عادت إلى حيّها بعد غياب طويل واشتياق كبير، ورغم صعوبة الموقف وكمّيّة الأدوية التي يجب أن تواظب على اخذها وجروح العمليات وصعوبة التّركيز في المشي إلا أنّ غرام قويّة وستتغلّب على كُل الصّعاب على أمل أن نجد القلب قريبًا وتتم الزراعة لها في أسرع وقت مُمكن".
عن نفسية غرام قال الوالد: "غرام سعيدة جدًّا، لأنها استطاعت أن تتواجد في زفاف شقيقها، منذ أن دخلت المستشفى وحياتنا انقلبت رأسًا على عقب أوقفنا أنا ووالدتها أشغالنا كُلها في سبيل التواجد معها، في المرات القليلة التي كُنت أعود فيها إلى المنزل كنت أصوّر لها المنزل والحيّ وكانت في كُل مرّة تتفاجأ وتُعبّر لي عن مدى اشتياقها لهذه التّفاصيل، سعادتها الأكبر اليوم أنها بعد يومين ستحتفل بيوم ميلادها الـ17 بين أصدقائها وعائلتها التي تُحبها وفي منزلها".
عن صعوبات المرحلة قال غطّاس مزلبط: "هذه المرحلة من حياتنا كانت الأصعب، ونحن لا نتمناها لأحد على الإطلاق، لكنّا مُتفائلين ونأمل أن يكون كُل شيء على ما يُرام، هذا عدا عن تأكيد الأطباء لنا بأنّ هذا القلب الاصطناعي داخل الحقيبة من الممكن أن يبقى معها لمدّة عام دون أن يتسبب لها بمشاكل، لكنّا نأمل أن نجد المُتبرّع قبل هذا الموعد". نُحاول قدر الإمكان أن نُقدّم لغرام الأجواء المُريحة والإيجابية لتتخطّى كُل ما تمر به، وكلّنا أمل بشفائها وعودتها إلى حياتها الطّبيعية من جديد".
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio