لقد اجمع في الماضي القريب العديد من الباحثين والمحللين في الشأن الإسرائيلي أن استقطابا اجتماعيا عميقا يسود الكيان الإسرائيلي, حيث أن صراعات قوية واسعة النطاق وجذرية تضرب أقطاب هذا المجتمع من اشكيناز وشرقيين, متدينين وعلمانيين, روس وأثيوبيين وعرب ويهودا.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });ويعتبر هذا الاستقطاب بنيويا يحد من قدرات هذه الدولة ويحجمها كدولة تعيش على المنح والمساعدات الدولية إذا كان ذالك من أمريكا وأوربا والأرباح المباشرة التي تجنيها من الضرائب المفروضة على المناطق الفلسطينية المحتلة.
أما الرئيس الإسرائيلي روبي ريفلين فانه يحاول أن يظهر هذا الاستقطاب كأنه تعايش بين أسباط بني إسرائيل المختلفة محاولا تجميل صورة هذه الاختلافات الجوهرية.
ويعتبر الإعلان عن انتخابات جديدة في خضم هذه الأيام وللمرة الثالثة خلال عام بمثابة ضربة قوية للنظام السياسي الإسرائيلي والذي اعتمد على نظم ومعايير ديمقراطية بعض الشيء, توارثها الساسة الإسرائيليين منذ أن أقامة بن جوريون حكومته الأولى في أيار 1948.
وما نراه هذه الأيام من عدم توافق سياسي من وفشل إقامة ائتلاف حكومي والذي بداء يطفو على السطح ويتمثل بخلافات جوهرية شديدة الاستقطاب بين كافة أطراف اللعبة السياسية.
فلا احد يعرف ما هو مدى الخلافات العقائدية بين كافة المعسكرات والعناصر المختلفة على الساحة ولا احد يفصح عن معتقداته المتعلقة بالحلول برامج السياسية مع الفلسطيني على سبيل المثال, فحزب ازرق ابيض ليس بعيدا بأفكاره عن حزب الليكود ويمكن أن يكون قد يختلف عنه سياسيا لكنه لا يفصح عن تلك الأفكار وخارطة طريقه الحقيقية للحل وكذلك بالنسبة لاصطفاف الأحزاب المتدينة مع نتانياهو والتي شلت أي إمكانية للتقدم باتجاه أي ائتلاف مع أحزاب أخرى من الوسط كذلك الأمر بالنسبة لليبرمان والذي كبل وقوقعة نفسه بهدف واحد وهو إسقاط نتانياهو.
وما نراه وما نلحظه في هذا الجمود السياسي الذي يمكن أن يستمر طويلا هو استقطاب سياسي شديد يضاف إلى الاستقطاب الاجتماعي الطبقي والذي بدوره يشل اللعبة السياسية الإسرائيلية لمدة طويلة ويمكن أن يؤثر على المدى البعيد على اتخاذ أي قرار استراتيجي يتعلق بقرار حل القضية الفلسطينية فإذا كان حل القضية الفلسطينية في السابق يتعلق بالحلبة الدولية وبضغط من المجتمع الدولي على إسرائيل فان عوامل الاستقطاب السياسي وانهيار النظام السياسي الإسرائيلي يعتبر عاملا ماخرا للحل يعقد الأمور أكثر وأكثر بحيث تصبح إسرائيل رويدا رويدا دولة ذات نظام سياسي فاشل يشابه الدول العربية المحيطة به كلبنان العراق سوريا الجزائر والسودان وكل هذه الدول يسودها أيضا استقطاب سياسي لا يساعد الكثير على إيجاد إجماع سياسي ينظم دوائر الحكم أجهزته وقراراته.
* خالد خليفة - صحفي ومحلل سياسيّ
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio