"اخترنا ان نقول ثورة على الخوف، لأنّ صمت المجتمع مُخيف، لأنّ تكريس ثقافة التحرش مٌخيف، ولأن سنوات من التذنيب والتبرير خلقت هذا الخوف". هكذا جاء في بيان جمعية السّوار الأخير. فبعد الضّجة التي أثارتها شهادات لنساء تعرّضن لتحرّشات جنسية والتي نشرتها جمعية السّوار بهدف مناهضة ثقافة التحرّش والكشف عن وجوهها المتعدّدة وإتاحة قراءة قصص النّساء أمام الجميع، وبالذّات بعد أن كان لشخصيات اجتماعية واعتبارية في مجتمعنا العربي حضور داخل هذه القصص والذي نسبت لهم شبهات حول ضلوعهم ببعض التّحرشات.
أكّدت جمعية السّوار في بيان لها حول الأسئلة المتكررة عن هوية المتحرشين، فقالت: "الأسئلة الاستنكارية ذاتها: "معقول هذا الشخص متحرّش" أو "مستحيل، هذا انسان وطني، كل حياته خدم بلده". من قال أنّ المتحرّش غير وطني ولا يحب بلده؟ أبدًا، المتحرّش أحيانًا يحب فلسطين ويعمل من أجلها ويتفانى من اجل قضايا شعبه لدرجة أنه عبر منبره يتكلّم باسم الجماهير. وتابعت الجمعية: "العزيزات والأعزاء، المتحرّش قد يكون أي شخص بيننا، وخاصة من بين أولئك الذين يمتلكون السلطة. على الأقل، هذا ما تبينه القصص التي تصل إلى جمعية السوار بشكل مستمر، فهنالك عضو البرلمان والمدير العام والناشط السياسي والاجتماعي والكاتب والناقد والفنان والشاعر مرهف الحسّ الذي لا يكل من كتابة "قصائد الغزل" وتسليمها للقاصرات" بحسب بيان للجمعية.
هذا البيان جاء بعد نشر قصّة من القصص الـ16 والتي اتّهم من خلالها عدد من الذكور وبينهم النائب السّابق في الكنيست وعضو حزب التجمع د.جمال زحالقة بالتّحرّش بشابة قبل 20 سنة حيث قامت جمعية السوار بنشر القصة كما وصلتها:
وكان للنائب زحالقة رد بهذا الخصوص فكتب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي استغرابه لهذا الادّعاء الذي يتّهمه بالتحرّش وتابع مُصرّحًا عن دعمه لكل امرأة تتعرّض للتحرّش بألا تسكت عن حقّها.
وكان لكل العرب حديث مع مديرة جمعية "السوار" السيدة لمياء نعامنة، حول قضيّة التّحرّشات الجنسية حيث أكّدت بأنّه: "لا يوجد أي أمر شخصي مع الشخصيات الاجتماعية والاعتبارية التي تمّ ذكرها ضمن المتحرّشين في القصص إنّما ما فعلناه هو نقل الصّورة كما وصلتنا بهدف كسر حاجز الصّمت والخروج من دائرة الخوف، نحن صدّقنا الشهادات ونصدّقها وسنصدّقها" كما قالت.
هذا وتُثبت الابحاث والدراسات المحلية والعالمية، ان التحرش الجنسي ظاهرة مجتمعية مربوطة بالاستضعاف، وبعلاقات القوة والتمييز المبني على النوع الاجتماعي، والمكانة الاجتماعية، من هذا المنطلق تشكّل حالات الاعتداءات من قبل الذكور على الاناث النسبة الاعلى عالميا، لكن بالمقابل لا تنفي وجود حالات اعتداء بين جميع الفئات.
وأكّدت السيدة لمياء قائلة: "نتحدث عن افة وجريمة موجودة في مجتمعنا وباق المجتمعات، وتمارَس بين مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية. ناتجة عن اعتبار جسد المرأة/ الاخر مستباحا ويمكن التمتع به من خلال استعمال القوة، النفوذ او السلطة. قد يأخذ التحرش الجنسي شكل اللفظ النظرة او الملامسة وفرض العلاقة الجنسية، فيه اذلال، اهانة، تحقير واجتياز لحدود الجسد الواضحة وحرمته.
وأضافت نعامنة انه: "من المهم والضروري محاربة هذه الظاهرة من قبل المؤسسات المسؤولة، والاعتراف بها وعدم إنكارها، ورفع الوعي لهذه الظاهرة، والتعامل في المدارس مع موضوع العنف الجنسي، ورفع الوعي بشكل مناسب". وتطرقت نعامنة: "بحالة وجود معلم متحرش يجب إخراجه من المدرسة وعدم التستر عليه واكمال عمله، بالإضافة الى ذلك إذا وجد موظف متحرش بمجلس محلي يجب اخراجه من العمل، وليس معاقبة التي تم التحرش بها".
واكملت نعامنة بالحديث عن اهمية كسر الصمت والتوجه لطلب المساعدة، الدعم والعلاج، وبالمقابل كشف المعتدي لخوض مسار محاسبته ومعاقبته". وعن الجهات التي تقدّم مساعدة للمتعرضات للعنف الجنسي تقول:" هناك الكثير من الجمعيات التي من الممكن أن نتوجه لها ،منها جمعية "السوار" التي توفر خط دعم 048533044 يعمل على مدار 24 ساعة، بحيث يوفر الخط الدعم والمساعدة المناسبة للمتوجهة بسرية تامة، مرافقة المتعرضة في حالة احتياجها للعلاج لعيادة او مستشفى، وبالإضافة لذلك المساعدة بتوفير مرافقة نفسية.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio