الحالمون بالوزارات هم بالفعل وبكل معنى الكلمة حالمون. فالحلم كما ورد في موسوعة ويكيبيديا: هي سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم, وتختلف الأحلام في مدى تماسكها ومنطقيتها، وتوجد كثير من النظريات التي تفسر حدوث الأحلام، فيقول سيجموند فرويد أن الأحلام هي وسيلة تلجأ إليها النفس لأشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون أشباعها صعبا في الواقع.
ولكي لا نكون من الحالمين فإننا نعود بكم الى الواقع. والواقع ان البعض من اعضاء الكنسيت العرب قد فاته بعضا من الواقع واختلط عليه الحابل بالنابل في فهمه للمجتمع الاسرائيلي من جهة، وفي فهمه للصورة التي يرى بهذا هذا المجتمع الاسرائيلي، مجتمعنا الفلسطيني في الداخل عموما، والقوائم والأحزاب العربية على وجه الخصوص.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });
ومن جهة أخرى فقد تخطى هؤلاء الحالمون رغبة المجتمع الفلسطيني في الداخل باتجاه التأثير على السياسة الإسرائيلي بخطوات، مما قد يحتمله هذا المجتمع، علما بأنني لا انكر وجود رغبة جامحة تقبع في مكان ما داخل أفراده، ولكنها لم تنضج بعد إلى مستوى الحالمين بالوزارات. بما يحمله ذلك من تناقضات أخلاقية ووطنية، ويكفي أن نطرح في هذا السياق غارة اسرائيلية على سوريا أو لبنان أو رشقة صاروخية على غزة... هل من الممكن أن يشارك أعضاء فلسطنينيون في هكذا حكومة ؟
إن المجتمع الإسرائيلي اليميني، وهو غالبية المجتمعة الإسرائيلي يرفض وبكل وضوح فكرة التحالف بين معسكر ما يسمى باليسار الإسرائيلي والقائمة المشتركة فقط لكونها قائمة عربية وهو طرح عنصري صارخ ولكنه يعكس صورة هذا المجتمع على حقيقته.
أما مجتمع يسار "الخمص فول" فهو أقلية اشكنازية عاجزة منافقة لها متطلعاتها وأهدافها وضوابطها وخبثها السياسي غير المحنك غالبا في اجتذاب جمهور اسرائيلي واسع، لأنه مجتمع متعال وعنصري بغيض تجاه اليهود الشرقيين والعرب في ذات الوقت، وهذا الجزء من المجتمع الإسرائيلي لا يكترث حقيقة للمجتمع الفلسطيني في الداخل ولا يابه به، بل أنه منهمك في استعاده امجاده المتبخره على فتيل الانفلات الديمغرافي لليهود من أصول عربية. الذين وبفضل نسبة الاخصاب العالية لديهم اصبحوا يشكلون اكثر من نصف المجتمع الاسرائيلي. ومع أن مصالح هذا المجتمع " الخمص فولي" تتناغم مع مصالح الحالمين بالوزارات. لكن هناك عنصر يتناساه هؤلاء. وهو أن إسرائيل متورطة في حرب متواصلة مع شعوب عربية مختلفة. وإسرائيل متورطة في قضية احتلال شعب وبلد آخر هو "بالصدفة" الشعب الفلسطيني.... شعبنا. فكيف بالضبط ستدعمون حكومة كهذه ؟؟؟
فيا أيها الحالمون رويدكم. ترجلوا عن "مرسيديسات" الوزارة وخففوا النار عن طبخات احلامكم. فأنكم لا تعلمون أنكم في نهاية الأمر في نظر "الخمص فولييون" مجرد فزاعة لتحقيق طموحاتهم الفعلية في تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتناوب مع الليكود برئاستهم في المرحلة الاولى. وأن طرح الدخول في حكومة اسرائيلية لا يعدو كونه مناورة سياسية حالمة تشبه ما قام به سابقا عزمي بشارة عن ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة والتي حتى هي انتهت بانسحابه لصالح فوز المنقذ الوطني للعرب "إيهود براك".
ويسأل سائل، فليكن! ولماذا لا ندعمهم حتى ولو كان هدفهم كذلك؟ ففي النهاية مصلحتنا هناك ... أن نسقط نتنياهو بأي ثمن... وهذا ساذج إلى حد بعيد ... وكأن ابو مازن هو من سيصبح رئيسا لوزراء اسرائيل ... وكانه ليس ليس قائد اركان جيش احتلال سابق لا بل مجموعة من قادة الجيش والمخابرات. وكأن ما سيصيب يسار "الخمص" بعد شهر من ذلك في الشارع الإسرائيلي سيجعل التغيير في دولة كهذه ممكنا أبداً.
وهنا يرح السؤال الواقعي: اذا كان وجودنا في الحكومة الإسرائيلية يعتبر معجزة لن تتحقق. فما الفائدة من وجودنا في الكنيست؟؟ إنها دوامة حقيقية. تستحق البحث جيدا. جيدا جدا.
وحتى يجد هذا النقاش حلا في ايها الحالمون افيقوا فأن الوزارات لن تشفي صغركم، بل ستفضح عوراتكم وتجعلكم على ما مواقفكم نادمين.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio