تقول حكاية شعبيّة أنّ أرملة بدويّة لها طفل مفطوم ولا تملك إلا دجاجة، تطعم بيضتها اليوميّة لطفلها، وذات يوم سرق أحدهم البيضة، فاشتكت المرأة لشيخ القبيلة، فقال لمن حوله: ابحثوا عمّن سرق البيضة، لكنّهم ضحكوا في سرّهم ولم يحرّكوا ساكنا، وبعد أسبوع سُرقت دجاجة الأرملة، فاشتكت لشيخ القبيلة، فقال لمن حوله:
ابحثوا عن سارق البيضة، لكنّهم لم يحرّكوا ساكنا ظنّا منهم بأنّ شيخهم خَرِفٌ، وبعدها سُرقت ماعز وفرس والشّيخ يقول: ابحثوا عن سارق البيضة، وعندما قُتل رجل من أبناء العشيرة قال الشّيخ: ابحثوا عمّن سرق البيضة. قبض رجال العشيرة على قاتل الرّجل، وبعد التّحقيق معه اعترف بأنّه هو من قام بالجرائم السّابقة من سرقة البيضة وما بعدها. وهنا عرف أبناء الشّيخ وأتباعه حكمة الشّيخ، فالسّكوت على جريمة بسيطة قاد إلى جرائم كبيرة. وبما أنّ الشّيء بالشّيء يقاس، فكم مرّة سُرقت بيضتنا وماعزنا وفرسنا وسيفنا وقُتل رجالنا دون أن نبحث عن سارق البيضة؟ وهل لو كان شيوخ قبيلتنا مثل شيخ
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });عشيرة تلك المرأة سنصل إلى ما وصلنا إليه؟
فمتى سرقوا بيضتنا الفلسطينيّة العربيّة؟ هل سرقوها بوعد بلفور أم بتسهيل الهجرات اليهوديّة، أم بحروب المهازل؟ لكنّ السّرقة الماحقة جاءت بوعد ترامب، وتصفيق شيوخ عشائرنا العربيّة له ولها. والأخطر من كلّ هذا أن يطالب أحد شيوخ العشائر العربيّة "بعدم ضمّ الأراضي الفلسطينيّة، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل "صفعة نتنياهو-ترامب"؛ كي نستطيع الإستمرار في التّطبيع"! أيّ أنّه يطالب بتكريس الاحتلال. فهل يرى شيوخ القبائل العربيّة أنّ مشيخاتهم ستبقى ما دام احتلال فلسطين باقيا؟
وهل يعي العربان أنّ سكوتهم عن سرقة البيضة الفلسطينيّة سيقود إلى ضياعهم شيوخا ودولا ووطنا وشعوبا كانت عربيّة ولن تبقى؟
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio