الطيرة| وفاة المربي ابراهيم عراقي متأثرًا بكورونا - الإبن سامح: الفراق صعب.. أرجوكم لا تستهتروا

الإبن المحامي سامح عراقي:

والدي اتصل وقال بانه بخير وبعد ساعات فارق الحياة،  ووالدتي ايضا اصيبت بالفيروس ولم تشارك في الجنازة

سلامتي وسلامتكم هي مسؤوليتنا.. أرجوكم توقفوا عن الاستهتار والتزموا بالتعليمات

مربي الأجيال المعروف من سكان الطيرة نجيب عراقي (84 عامً) توفي يوم امس متأثرا باصابته بالكورونا، حيث نقل الى المستشفى قبل اسبوع ولاحقا اصيبت زوجته عائشة، وكانا في المشفى بجانب بعضهما البعض، ليفارق الزوج الحياة بينما الزوجة استيقظت ولم تعلم بوفاته الا في اليوم الثاني.

المرحوم كان قد اتصل بالعائلة ساعات قبل وفاته وقال لهم "انا بالف خير وقريباً سأعود اليكم، واريد ان اطمئن على صحتكم"، وبعد ساعات تلقت العائلة خبر وفاته.

المحامي سامح عراقي ابن المرحوم

المحامي سامح عراقي ابن المرحوم تحدث عن  حزن والم العائلة وقال:" ليس معتاد في وقت الفراق والحزن بان نخرج الى وسائل الإعلام، ولكن في هذه الحالة قبلت على نفسي بأن اخرج الى الناس في هذه الأوقات الصعبة التي نمر بها عندما فقدنا والدي العزيز، واعتقد بانه واجبنا تقديم رسالة الى ابناء شعبنا واهلي في الطيرة، بان الفراق صعب، وخصوصا عندما يكون بسبب الكورونا وظروف الدفن التي منعتنا من توديع والدنا، يجعلني ذلك بان اتوجه الى اهلنا الرجاء ثم الرجاء بان نأخذ المسؤولية على عاتقنا، وان نتوقف عن الإستهتار ، وكأن قضية الكورونا مؤامرة او مزحة او نزهة، فالقضية ضخمة، وانا من خلال تواجدي في المستشفى كمراقق لوالدي ووالدتي شاهدت حالات وفاة متعددة من كبار السن واجيال صغيرة، وهناك العشرات ممن فارقوا احبائهم بسبب هذا الوباء".

ثم قال:"علينا ان نأخذ المسؤولية وعلينا التوقف عن اقامة الأعراس والتجمعات خلال الشهر القريب من اجل وقف سلسلة العدوى المنتشرة، والا سوف يكون المصاب كبير وسنفقد المئات من الأقارب والأصدقاء، ويجب بان يكون واضحا لنا بان سلامة الجميع هي مسؤولية الجميع".

وتابع:"جنازة والدي تمت بأعداد محدودة واقتصرت على عدد من الأقارب وبدون بيت اجر، هذا ليس لأننا لا نريد استقبال الناس في بيت والدي العامر، بل تذكرنا ما قاله والدي "حافظوا على انفسكم واهل البلدة"، وانا اعرف بان والدي الذي خرج الألاف في جهاز التربية والتعليم عشق الطيرة وتطوع لها".

ثم قال:"يوم الجمعة الأخير سقط والدي في البيت، ولم نكن ندرك بانه اصيب بالكورونا كونه كان حريصا جدا ونفذ التعليمات بحذافيرها، لكم للأسف بان الوالدة قد اصيبت، وفي الأيام الأخيرة كان وضعه متوسطا، ويوم امي تفاعل بعد ان حصل على ادوية وطرأ تحسن في صحته، حتى انه اتصل بشقيقتي ايمان وتحدث معها واخبرها بانه بصحة جيدة، واطمئن على صحتنا، وبعد ساعات تلقينا خبر وفاته".

"لم نودّع الوالد"

وعن اجواء الجنازة قال:" لم نحصل على الفرصة لتوديع والدنا ولا حتى القاء نظرة اخيرة ولا لمس، فقد خرج من المستشفى للمقبرة والجنازة تمت بشكل سريع وهذا يزيد من وجع من يفقد عزيزا عليه، لهذا السبب اقول بان الموت في فترة الكورونا هو  مؤلم جدا، فرجاء بان نحمي انفسنا وغيرنا من هذا الوباء، كما اننا فضّلنا عدم اخبار والدتي فورا عن وفاة والدي، فقد استيقظت وسألت عنه دون ان تعلم بانه رحل عنا، وبعد الجنازة تم ابلاغها ونتمنى لها الشفاء العاجل".

في نهاية حديثه قال:"على الرغم من انني احمّل انفسنا المسؤولية الكبيرة، لكن اعتقد أن ما رأيناه في الأسابيع الأخيرة من تقاعس في اتخاذ قرارات سريعة حول افتتاح سنة دراسية او عدم افتتاحها واعتبارات سياسة مرتبطة في الحكومة والحريديم، الا اننا نتحدث عن وباء مستشرس وهذا يدعوننا الى توجيه اصبع الإتهام للحكومة التي لم تصنع ما يجب ان تصنعه، ويجب عليها ممارسة صلاحياتها واعطاء اوامر للشرطة بان تستثمر طاقات اكبر لخلق الردع في قرانا ومدننا العربية وفرض منع تجول عام لأيام لوقف العدوى، والحكومة يجب ان تقوم بواجبها اتجاه الجماهير العربية".