يستمر التخبط ويرافقه توزيع التنازلات من قبل متخذي القرار بالدولة بجميع مواقعهم. وهذه أفضل بيئة لينتشر فيها ذلك الفيروس الخفي، حيث تدخل السياسة في محاربته ولكنه يأبى إلا أن يثبت للسياسيين بأنه أدهى منهم، وأقوى من مصالحهم ومآربهم.
ليس الكورونا هو القوي ولكننا نحن الضعفاء بعدم التزامنا ونحن الضعفاء بعدم قدرتنا لتغيير نهج حياتنا، ونحن الضعفاء بعدم جهوزيتنا لتقرير مصيرنا، أصبحنا ننتظر التعليمات بل نطالب بها، أمسينا نراقب بلهفة الفروض والقيود الإجبارية التي سوف تُتخذ بحقنا "للحفاظ" على حياتنا وما أن تُسن تلك القيود نضربها بعرض الحائط ممطرين عليها شتى الأعذار والحجج الواهية والتي تعود بالإشارة الى ضعفنا والإضاءة على عجزنا بتحمل مسؤولية صحتنا وحياتنا.
إن التخبط باتخاذ القرار أصبح كمسلسل ترفيهي يتابعه الناس، وكأنّ هناك مخرجٌ ما يهمه أن يعتكف الجميع إلى قنواتهم الإخبارية وأن يترصد ما قد يُنشر، أن يُجادل فيما نُشر وأن يتكهن فيما قد يُنشر حول بطل المسلسل ألا وهو فيروس الكورونا.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });حتى أنه بان جلياً لنا كخبراء وكمطلعين بأن أغلبية الناس حادوا عن الموضوع أو المواضيع الأساس في حياتهم وأخذوا بتداول ما يرتيئه ذلك المخرج وما يراه مناسباً لكل لحظة بلحظتها.
منذ أشهر ونحن نسمع عن "إغلاق" البلدات كحل للتخلص من هذا الوباء المرعب، حلقاتٍ وحلقات شاهدنا بهذا الصدد، آراء وتحليلات عديدة سمعناها إلى درجة الإنصات، كر وفر في ميادين حكومية وفي ساحات بلدية، وما هي النتيجة؟
النتيجة هي: أكثر من 1000 ميت جراء الكورونا، أكثر من 2000 إصابة يومية، عشرات آلاف "معرفون" كمحجورين، رعب الإغلاق يخيم على المواطنين، مدارس مغلقة وتجمعات خطيرة منتشرة في أنحاء الدولة محملة بغيومٍ من الكورونا وبؤر فعّالة، نابضة وموزعة للمرض.
قد أفلح القائد الصارم والذي اتخذ قرارات حاسمة من اول الأزمة، على المستويين العالمي والمحلي، وقد خاب القائد المتردد بحسم مواقفه بالحفاظ على رعيته، بل وقد جاء بالويل عليهم جراء تردده إن كان ضعفاً منه أو لربما عن سبق إصرار وتعنت.
بنظري، ليست هناك أي مقارنة بين العيش والمعيشة، وليس هناك مجال للتدريج، فمستحيل أن تسبق المعيشة العيش.
وهذا ما يحاول فعله بعض الساسة، وهذا ما سقط في شركه الكثير من المواطنون.
الحفاظ على صحة سليمة أولاً وبالتالي الحفاظ على بيئة سليمة ومعيشة بكرامة هم أساسيات هذا الكوكب ومن يحاول الانحراف يمنه أو يسره فحتماً في قلبه زيغ، وعلى صاحب كل قلبٍ سليم ان يتدارك أموره بيديه وأن يحدد ما هي أولوياته بالحياة محافظاً أولا وأخيرا على أساسيات الحياة لا أن نتغافل ونتهرب من المسؤولية عن طريق إقناع أنفسنا "بالمسموح والممنوع" قانونياً.
فالمواطن الصالح، المتنور، المثقف، المؤمن، المتعلم، العامل الأمين، الأب والأم المهتمين لا ينتظرون سن القوانين للحفاظ على حياتنا بل هم من يبادر إلى فرض النظام والأمن والاستقرار ودحر الوباء إلى غير رجعة.
الاغلاقات التي تفرضها الحكومة بمركباتها المتفككة ليست هي ما تضمن لنا سلامتنا ولا رفاهيتنا، الاغلاقات المفروضة ليست فعالة ما لم نملك بداخلنا الإلتزام النفسي وما لم نملك زمام أمورنا بأيدينا.
نحن من نفرض على النفس سلامتها ما أردنا للعيش الآمن والكريم سبيلا.
خالد حسن،مدير وحدة تطوير المصالح التجارية في المنتدى الإقتصادي العربي، مدير وحدة التطوير الإقتصادي واستنفاد الموارد في المجلس المحلي طلعة عارة
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio