بعد توقيع اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل في13 آب 2020 والاتفاقية التطبيعية الثانية بين إسرائيل والبحرين في 11 أيلول 2020، أظهر الإعلام الإسرائيلي والأمريكي وكأن معارضة الشعب الفلسطيني لهاتين الاتفاقيتين هو رفض فلسطيني استراتيجي للسلام مع إسرائيل. مع أنّ الوضع هو العكس تماما. فالشعب الفلسطيني قبل كل شعوب العالم يريد السلام والحرية ويريد أن ينهي الصراع مع الإسرائيليين بشكل دائم على أساس إنهاء الاحتلال وتحقيق العدل للشعب الفلسطيني الصامد على أرضه وكذلك لمن هجّر قسرا من وطنه.
الشعب الفلسطيني يريد السلام وليس الاستسلام واستمرار الاحتلال، ويريد الحرية والأمن والاستقرار وليس استمرار الاستعباد والاستعمار الاستيطاني الإحلالي، ولذلك من حق الشعب الفلسطيني أن يعارض أي اتفاقية عربية أو إسلامية مع الإسرائيليين لا تشمل حل عادلاً للفلسطينيين وتضمن استعادة حقوقه المسلوبة. فمن غير المقبول بتاتا القفز فوق القضية الفلسطينية أو تجاهلها لأنها هي القضية المحورية في الشرق الأوسط. ولا يمكن تحقيق السلام بين إسرائيل والشعوب العربية بينما يستمر احتلال الشعب الفلسطيني واستعباده. لن يستقيم الأمر ولن تدوم هكذا حلول ترقيعية. وحتى لو قامت بعض الحكومات العربية مثل الإمارات والبحرين بتوقيع الاتفاقيات مع إسرائيل، فالشعوب العربية سوف تعارض تطبيقها على الأرض ولن تقبل استمرار الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، كما ثبت ذلك بشكل واضح مع مصر والأردن.
إن السعي من أجل السلام عمل محمود، ويجب دعم كل توجه يسعى إلى تحقيق السلام العادل والشامل لجميع الشعوب في منطقة الشرق الأوسط بدون الالتفاف على القضية الفلسطينية. أما توقيع اتفاقيات السلام مع إسرائيل من أجل خلق تحالفات عسكرية وزيادات الاستقطاب والتحضير من أجل مزيد من الحروب فهي مرفوضة قطعا. وإذا أراد الإسرائيليون أن يكونوا في المستقبل جزءاً مقبولاً في المنطقة، عليهم أن يتوقفوا عن التحريض على الحروب والدماء والدمار. فتارة يحرض القادة الإسرائيليون العرب السنة على الإيرانيين الشيعة لشن الحرب على إيران، وتارة يحرضون العرب السنة ضد العثمانيين الاتراك وهكذا. وجميعنا يعلم أن اتفاقيات التطبيع الأخيرة والغزل الخليجي الإسرائيلي ما هو إلا لحشد دول الخليج وتقوية التحالف المعلن ضد إيران. كما لا يخفى على أحد دور ذات التحالف الخليجي الإسرائيلي الأمريكي في محاولة الانقلاب الفاشل على أردوغان.
إن منطقة الشرق الاوسط تعبت من الحروب والمؤامرات الاستعمارية على مدار العقود الماضية، بدءا بالحرب العراقية الايرانية، والحرب الاهلية اللبنانية، والحروب الإسرائيلية على لبنان، والحروب الإسرائيلية المتعاقبة على غزة، والحرب الامريكية المدمرة على العراق، والحرب الخليجية الحالية على اليمن، والاقتتال الليبي الداخلي، والقلاقل وعدم الاستقرار الامني في سوريا والعراق والسودان. يكفينا حروب مدمرة، ولا نريد حربا جديدة ضد إيران او تركيا أو أي دولة في المنطقة، فقط لان إسرائيل لا يعجبها هذه الدولة أو تلك لأنها لا تنصاع لأمرها. لا نريد حروبا جديدة في الشرق الاوسط لأنّ الشعوب العربية هي التي تدفع الثمن في النهاية. كما هو حاصل الان.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });ولا بأس باستراتيجية السلام مع الاسرائيليين، بل يجب أن نسعى كل جهدنا لتحقيق ذلك، ولكن ليس على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة أو على حساب تحقيق السلام بين الدول العربية وكذلك مع الدول الاسلامية التي تعيش في منطقتنا مثل تركيا وإيران. إن سياسة فرّق تسد، واللعب على الخلافات العربية العربية وكذلك العربية الإسلامية وتغذيتها لا يصب في مصلحة شعوب المنطقة ولا لصالح الاستقرار في الشرق الأوسط، لان النتيجة ستكون الدمار والدم والحروب ومزيداً من الفقر والجوع والتشريد واللجوء. والمطلوب هو حل الخلافات الحدودية والسياسية والأمنية بالطرق السلمية والحوار والدبلوماسية حتى نستثمر كل طاقاتنا بما فيها طاقات الخليج وموارده الهائلة في إعادة بناء واعمار الدول العربية التي تدمرت وتحسين حياة شعوبها وتوفير حياة كريمة وآمنة لكل مواطن في الشرق الأوسط.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio