حالات القتل المتعددة الأساليب والأهداف، تمارس في كثير من الأحيان في وضح النهار ولا شيء يهم المجرم. فالقاتل يقتل ويظل مجهول الهوية، " واللي مات الله يرحمه" كثيرون يقولون، ان الذين يرتكبون أعمال القتل ينتمون لعصابات المخدرات او عصابات الخاوة. قد يكون ذلك صحيحاً. لكن المشكلة أن الذين يقتلون هم من أولادنا أبناء المجتمع العربي. القاتل لم ير النور قاتلاً ولم تلده أمه حاملاً صفة قاتل، بل ترعرع في حضانات، وتعلم في مدارس وتربى ضمن إسرة، وعاش في محيط ملتزم.
فكيف يصبح إذاً قاتلا؟
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });المعلومات تقول أن أكثر من 110 قتلى سقطوا العام الماضي نتيجة العنف والقتل، أي بما معدله جريمتا قتل إسبوعياً. حالات القتل تحدث والكل يتفرج ويشاهد عن بعد. نسمع أزيز الرصاص ونتلفت حولنا يمنة ويسرة ونقول:" الله يستر". وفي اليوم التالي نسمع شيخ مسجد يعلن عن وفاة شاب عبر مكبرات الصوت. عندها تتحرك المشاعر والأحاسيس ونقول بأنفسنا: "يا حرام بعدو شب". وهكذا عشنا أسابيع الغام الماضي وما قبله. لكن ما تميز به عام 2020 هو النسبة الكبيرة لضحايا الإجرام قياساً بالأعوام السابقة.
على الرغم من أن العرب في إسرائيل يشكلون حوالي 21% من السكان، إلا أنهم شكلوا 71% من ضحايا جرائم قتل ارتكبت في إسرائيل ف عام 2019. الشيء المضحك بل والمستهجن، أن الشرطة نفسها تعترف بأن المافيات هي التي تتحكم بأمور البلاد. فقد ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل" نقلاً عن القناة 12 الإسرائيلية، أن شرطيا ذكر " أن “منظمات الجريمة العربية هي التي تحكم إسرائيل اليوم عندما يتعلق الأمر بعالم الجريمة، وإنها قوية وحازمة وعنيفة ولديها أسلحة تكفي لجيش كامل". ماذا يعني هذا؟ الأمر واضح تماما. الشرطة تتعامل مع المجتمع العربي تحت شعار "فخار يكسر بعضو".
السؤال الذي يطرح نفسه: من أين تأتي الأسلحة التي يستخدمها القتلة، وما هي مصادر أسلحة السوق السوداء؟ إذا كانت هناك شرطة تسهر على أمان المواطنين فإنها هي المعنية بحمايتهم. وحسب معلومات رسمية نشرها الكنيست العام الماضي هناك نحو أربعمائة ألف (400,000 ) قطعة سلاح غير قانوني في إسرائيل. كيف وصلت إليهم؟
فهل يعقل أن هذا الكم الهائل من السلاح يتم تداوله في السوق السوداء بغياب الشرطة؟ هذا الأمر يذكرني بخبر نشرته الإذاعة الإسرائيلية جاء فيه، أن معسكراً للجيش الإسرائيلي تعرض لسرقة سلاح ضخمة". هذه ليست نكتة. معسكر جيش يتعرض للسرقة؟ كيف يقنعونا بذلك؟ لو أنه سوبر ماركت لفهمنا ذلك ولو كان مجطة بنزين لفهمنا الأمر. لكن معسكر للجيش؟ "روحوا إلعبوا غيرها... وما بتركب عالعقل."
منظمة “مبادرات إبراهيم” أجرت دراسة عن العنف في المجتمع العربي، قالت فيه أن 60.5% من مواطني إسرائيل العرب يشعرون بعدم الأمان الشخصي في بلداتهم بسبب العنف، بينما وصلت هذه النسبة بين اليهود 12.8% فقط . أما صحيفة هآرتس فقد نشرت تحقيقاً في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حول جرائم القتل جاء فيه: أن 22% فقط من جرائم القتل في البلدات العربية أسفرت عن لوائح اتهام حتى شهر نوفمبر 2020، مقابل 53% في الوسط اليهودي. هذا يعني أن الشرطة لا تهتم بالمجتمع العربي مثل اهتمامها بالوسط اليهودي.
الفلسطينيون في مناطق ألـ 48 الذين أسمتهم الدولة العبرية "عرب إسرائيل" منهمكون هذه الأيام بالإنتخابات البرلمانية، والتي تسمى في إسرائيل "انتخابات الكنيست". الكل العربي مشغول بها باستثناء "المقاطعين للإنتخابات بكافة أشكالها. وهذا الإنشغال يأخذ الكثير من وقتهم. ويا ليتهم ينشغلون بحالات القتل عندهم مثل انشغالهم بالاإنتخابات.
صحيح أن الأرض أصبحت أرضنا جميعاً عرباً ويهوداً، لكن الدولة وباعترافهم هي دولة اليهود وهم أكدوا ذلك بقانون القومية. لماذا "بشد العربي على حالو" في الانتخابات؟ لماذا لا نتعامل معهم مثلما يتعاملون معنا في حالات القتل: "فخار يكسر بعضو". سنبقى بالنسبة لهم عرباً درجة ثانية في هذه الدولة غير متساوين مع غير العرب. فإن بقي نتنياهو أو ذهب، وإن أتى ساعر أو مسعور أو شلومو أو ديفيد فكلهم من طينة سياسية واحدة تجاه العرب، وأعتقد بأن إثنين وسبعين سنة كافية للتجربة معهم.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio