الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 18:01

الكلمة قد تكون قاتلة!-بقلم أ.علاء أبو فواز

أ.علاء أبو فواز
نُشر: 08/02/21 03:20

نكاد نجمع أن الأصوات العربية هي من حق الأحزاب العربية على إختلاف إنتماءاتها بالدرجة الأولى، مع أن هناك بعض المرشحين العرب في أحزاب صهيونية ، هذا الإجماع ثبتت مصداقيته بعد تشكيل القائمة المشتركة التي ضمت الأحزاب العربية الممثلة في الكنيست لتصل قوتها الى خمسة عشرة مقعدا لاول مرة في تاريخ الكنيست الاسرائيلي وكادت أن تكون القوة الثانية.

يدرك الجميع أن لكل حزب برنامجه السياسي الذي في بعض الأحيان يتناقض كليا مع شركائه في هذا التحالف، وحفاظا عليه التزمت مركبات المشتركة الصمت فيما يتعلق ببرامج الأحزاب وأجمعت على موقف واحد يتمثل بالتصدي لليمين والتعبير عن إرادة شعب .

اليوم وبعد أن إندلعت خلافات ليس حول البرنامج العام إنما حول قضايا عينيه تمس بثقافتنا العربية الإسلامية والمسيحية أولا ثم بأخلاقنا وتقاليدنا كشعب محافظ، إتسعت دائرة تبادل الإتهامات بين المعسكر الذي يشترط الإلتزام بالمعايير الأخلاقية قبل السياسية والمتمثل بالقائمة الموحدة وبين المعسكر الذي يرفض الإمتثال للمطلب الإجتماعي ويصر على التمسك بالشعار التقليدي والمتمثل بالجبهه أولا ثم شريكيها .

لم تفلح محاولات رأب الصدع وإنحدرت النقاشات الى مستوى لا يليق بشعبنا ونضاله من أجل  الحفاظ على كرامته وشموخه في بلاده، وتجاوزت الإتهامات كافة المعايير وإذا ما إستمرت على هذا النحو قد تقود الى عنف لم نشهده من قبل خاصة ونحن ما زلنا في بداية الطريق وأمامنا أسابيع طويلة ستحتدم فيها الحملة الإنتخابية التي بدأت بالتجريح.

كل قادة الأحزاب كانوا بالأمس القريب ينادون بصوت واحد ضد العنف الى درجة إستجداء بعضهم الشرطة بل قوات أمنية لإقتحام مدننا وقرانا لإجتثاث هذا العنف واليوم يتناسون أن الكلمات الصادرة من أفواههم هي العنف بعينه إن لم نقل الرصاصات التي قد تكون قاتله خاصة وأن الأرضية خصبة جدا وما تحتاج الا لكلمة لتشعل فتيل الفتنة وتندلع النيران لا سمح الله.

لا نزاود على احد ولا نريد الخوض كثيرا في مناشدة الاحزاب لإتخاذ التدابير اللازمه لتجنيبنا الكراهية والعنف، لكن نقول تذكروا كلماتكم التي أجمعتم عليها وواصلوا نفس الأسلوب وإبتعدوا عن تجنيد العناصر لتبحث في بطون التسجيلات والمواقع لتشهروا ببعضكم البعض.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة