الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 16:02

يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات

صالح نجيدات
نُشر: 09/10/24 15:07

هناك أهمية كبيرة للثقافة الشخصية للأفراد وأثرها في تطوير مجتمعنا العربي في البلاد الذي بحاجة الى المثقف الذي يتسع معه أفقه اتساعا رحابا بالعلوم والمعارف حيث يشمل تجارب الأمم وتاريخها وحضاراتها، مع الوقوف على آخر تطورات العلم ومستجداته.
فهناك ثقافة تصقل صاحبها صقلا متينًا سواء في مجال اختصاصه وفي مجال معلوماته العامة ومشاركاته الاجتماعية، وهناك ثقافة ضعيفة وضحلة هي تلك التي تقف بصاحبها متفرجًا غير قادر على الخوض في غمار مجريات الامور كما هو الحال عند الكثيرين من مثقفينا الذين ينظرون الى ما يجري من عنف دامي ومشاكل اجتماعية متراكمة في مجتمعنا دون اتخاذ اي خطوات او مبادرة وبلورة موقف اتجاه ما يجري في مجتمعهم حتى لا يجرؤون مجرد الخوض فيه، ثقافة التي نرى صاحبها متشدقًا ببعض العبارات والألفاظ المستوردة أو غير المستوردة، يستر بها جهله الثقافي والعلمي مع تأكيدنا أننا لا يمكن أن نبني بناء ثقافيًّا متينا ما لم نبن الإنسان بناء علميًّا ومعرفيًّا متينا، من خلال التعلم المستمر، وأن يكون الترقي إلى الدرجات الأعلى في كل ما يتصل بالجوانب العلمية والثقافية والإدارية، مرتبطًا بشكل ما بالترقي الثقافي العام والخاص، إذ لا يمكن أن نقيم شخصية إنسان ما بمعزل عن محصوله ومخزونه الثقافي وحنكته في استخدام وتوظيف هذا المخزون في تصرفاته العامة والخاصة في خدمة مجتمعه.
لقد صارت قضية الثقافة الواسعه أمرًا شاقًّا هذه الايام على كثير من أصحاب التكوين العلمي الهش والضعيف، وأصبح الصبر على القراءة والمطالعة والقدرة على التحليل والاستنباط أمرًا صعبا إلا من رحم ربي، وأرى أننا في حاجة ماسة إلى وضع معايير دقيقة يكون التكوين الثقافي الواسع والمتين أحد أهم أركانها عند اختيار القيادات العلمية والفكرية والثقافية والتعليمية والتربوية والإدارية وعند بناء مناهجنا التعليمية، وأن يكون الانتقاء منهجًا أصيلا عند تعيين أو ترقية أي من العاملين بهذه المجالات وهذا الامر ينطبق على اختيار رؤساء السلطات المحلية العربية في مجتمعنا ليس على اساس عائلي بل على اساس معرفي وتقافي والقدرة على حسن القيادة، وأن تنشأ بكل مؤسسة لجنة تقوم بعملية الفرز والاختيار والإعداد والتأهيل، في سبيل تحديث نظم الإدارة من جهة، والدفع بأكثر الناس علمًا وثقافة في مجال الوظيفة العامة من جهة أخرى, وبما ينعكس أثره في التكوين العلمي والثقافي والتربوي لدى النشء والشباب وسائر طبقات المجتمع. غير أنه مما يؤلمنا كثيرًا أن أمة “اقرأ”، لا تقرأ حيث ان دينها يقدس العلم ويعلي من شأن العلماء أن يكون هذا حالها الثقافي والمعرفي. لقد رفع الإسلام من شأن العلم والعلماء، حيث يقول الحق سبحانه: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ “، ويقول سبحانه:” هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الألْبَابِ “، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم:”مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ“.

مقالات متعلقة