* قرية بير هداج: بيّنت الطبيبة المداومة وجود نقص حاد في الخدمات، وعيادة تعطي العلاج الأولي لحوالي 5000 مواطن..
* الدولة لا توفر الخدمات ولا السفريات بحيث يحرم ما لا يقل عن 85% من أطفال القرى غير المعترف بها من الحق في التعليم للطفولة المبكرة..
نظمت مجموعة مشاركة لتنمية الطفولة المبكرة ومركز إعلام أمس الاثنين جولة لصحافيين عرب ويهود وأجانب لقرى غير معترف بها في لنقب، وكانت الجولة تحت عنوان"أطفال النقب بين مطرقة الإهمال وسندان التهميش".
وتأتي الجولة تزامناً مع إعلان الخطة الإقتصادية الجديدة لرئيس الحكومة بيبي نتنياهو والتي تشترط الحصول على مخصصات التأمين الوطني للأطفال العرب في النقب بالتطعيم، علماً وأن النقب يفتقر إلى مراكز التطعيم والى الروضات التعليمية التي تُسهل عمليات التطعيم أحياناً. وتهدف الجولة الى ربط الصحافيين مع الواقع الذي يعيشه أطفال النقب الأمر الذي يساهم في إسماع صوتهم لوسائل الإعلام.
استهلت الجولة بزيارة قرية "خشم زنة" غير المعترف بها، الواقعة بالقرب من موشاف "نباطيم"، حيث أطلع عطية العثامين رئيس اللجنة المحلية في القرية الصحافيين على معاناة طلاب المدارس الذين يحتاجون للسفر يوميا إلى قرية شقيب السلام، وبّين رفض السطات لبناء مدرسة في القرية رغم وجود مئات الطلاب من جميع المراحل فيها، كما اطلعوا على نموذج تفعيل روضة للأطفال، تقوم عليها جمعية "اجيك"، كما استمعوا إلى شرح مفصل عن معاناة السكان في ضوء القوانين العنصرية التي تقرها الحكومة الإسرائيلية.
وزار الصحافيون روضة قرية رخمة التي صدر بحقها أمر هدم من المحكمة، وقد كان جزء من جدران الروضة مهدوم تنفيذا لقرار المحكمة، علما ان الروضة المذكورة بنيت بجهود السكان، وعدد من المؤسسات الأهلية.
ورغم ان قانون التعليم الإلزامي والمجاني من جيل 3 سنوات، يسري على جميع أطفال النقب كونهم ينتمون الى القرى الواقعة في ادني السلم الاقتصادي الاجتماعي، الا ان الدولة لا توفر هذه الخدمات ولا توفر السفريات الملائمة لها في النقب، بحيث يحرم ما لا يقل عن 85% من أطفال القرى غير المعترف بها من الحق في التعليم للطفولة المبكرة.
كما زارت المجموعة قرية بير هداج، وخاصة عيادة القرية، حيث شعر طاقم العاملين من اليهود في العيادة بالقلق، حيث طلبوا عدم التصوير، وقد بيّنت الطبيبة المداومة وجود نقص حاد في الخدمات، وان هذه العيادة تعطي العلاج الأولي لحوالي 5000 مواطن، وبيّنت أن هناك عدداً كبيراً من الأطفال لا يتلقون التطعيمات لأسباب مختلفة.
وفي نهاية الزيارة استضافت جمعية "اجيك" الصحافيين في خيمة التطوع في بئر السبع، وقدمت وجبة غداء للمشاركين، ومن ثم استمع الوفد الى شرح من قبل المحامي مراد الصانع من "عدالة" عن هضم حقوق الأطفال في النقب، وآليات الالتفاف على القانون من قبل الجهات المختلفة في الحكومة. وبصدد شرط حركة شاس في الائتلاف الحكومي، أشار إلى ان عدالة قامت بالتوجه للمستشار القضائي للحكومة بطلب إلغائه لعدم شرعيته، وأوضح ان هناك سوابق مماثلة لإلغاء بنود تمييزية كهذه.
وترى " مشاركة" أن اشتراط الحصول على مخصصات التأمين الوطني في النقب بالتطعيم، وإدخال الأطفال لأطر التربية حسب قانون التعليم الإلزامي، ما هو إلا خطوة إضافية في سياسة تضييق الخناق على الأهل في النقب، علماً أن غالبية القرى غير المعترف بها تفتقر إلى مراكز التطعيم، وروضات التربية للطفولة المبكرة، أصلا.ً فيما يولي مركز إعلام أهمية خاصة لتوصيل الواقع المذكور الى الأجندة الإعلامية المحلية والعالمية منها.
من الجدير بالذكر ان "مشاركة" تعمل أمام الهيئات الحكومية على المرافعة لتطبيق قانون التعليم الإلزامي المجاني من جيل 3 سنوات لكافة الأطفال العرب. حيث تم تطبيقه الى الان في 37 قرية عربية فقط منذ تعديل القانون، وكان هذا التعديل بحد ذاته قد اقر عام 1999 في أعقاب نضال متواصل للجنة الطفولة المبكرة ومنها جمعيات مشاركة، واليوم تنظر بقية القرى العربية تطبيقه بشكل كامل.