الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 07:02

قصّة نجاح

أول سائقة حافلة عربية سهيلة فضيلي من الطيرة: المرأة تستطيع إثبات وجودها في أي مهنة تختارها

رغدة بسيوني- كل
نُشر: 14/03/19 10:41,  حُتلن: 19:58

كل امرأة قادرة على أن تُحقّق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، نشارككم تجارب بمثابة تقدير وحُب لنساء مجتمعنا المُثابرات الطّموحات المُغرّدات خارج كل سرب يحاول الحدّ من طاقاتهن، هي رسائل أمل لكُل امرأة، أم، شابة، طفلة، مُسنّة، من أجل بذل المزيد من المجهودات للنّهوض والمضيّ قُدمًا وتحقيق الذّوات وترك بصمة خاصّة لا تُنسى. "أجا دورِك"! 

سهيلة فضيلي من الطيرة في المثلث (48 عامًا) متزوجة وأم لأربعة أبناء، تعمل منذ 7 سنوات كسائقة حافلات عمومية. 


سهيلة فضيلي

البداية
طوال 20 عامًا من حياتي كُنت أحب المُشاركة بكُل الفعاليات المدرسية مع أبنائي، فكنت فعّالة ضمن لجنة أولياء أمور الطّلاب، وكنت أهتمّ بكل التّفاصيل المتعلّقة بأبنائي وحتّى بالطّلاب الآخرين لذلك حرصت على التواجد قدر الإمكان معهم وبالذّات في الفعاليات والرّحلات المدرسية، وكنت أرى إلى أي مدى يسعد الطّلاب بمثل هذه الرّحلات وتكون لديهم فرصة للتّرفيه بعيدًا عن ضغوط المدرسة.

حرصت أيضًا على إحضار حقيبة الاسعافات الاولية معي للرّحلات للحالات الطارئة، وكنت استمتع كثيرًا بوقتي معهم، ومن هنا بدأ لدي حُب تعلّم سياقة الحافلات وطمحت لأن أكون سائقة حافلة يوما ما.

تحقيق الحلم

زوجي عمل ممرّضًا في البداية وبعد ذلك دخل مجال تعليم السياقة النظرية والعملية وهو ناجح جدًّا في عمله، وبيوم ما قال لي بأنّه يريد أن يتعلّم رخصة سياقة حافلة، فشاركته حلمي بأنّي أريد أن أتعلم أيضًا وأحصل على رخصة سياقة حافلات، لم يُعارض على الإطلاق بل دعمني وشجّعني على تحقيق حلمي، وهكذا بدأ الحلم يتحوّل إلى حقيقة وواقع، ونجحنا في الامتحان النظري والعملي وشاركنا بتدريبات عملية وكل هذه الفترة تكلّلت في النهاية بالنّجاح.

بعد ان كبر أبنائي وبدأوا يشقّون طريقهم بأنفسهم، تعليميًّا ومهنيًّا، بدأتُ بالتّفكير جدّيًّا بالعمل في المهنة التي لطالما حلمت بها، وبالصّدفة أعلنت شركة حافلات عمومية عن وظائف شاغرة لسائقي حافلات، وتقدّمت لهذه الوظيفة وبفضل من الله استقبلوني بحفاوة في الشّركة. في البداية شعرت باستغرابهم،  لكوني عربية ومحجّبة فلم يكن الامر مُتعارفًا عليه أو معتادًا حتّى على وجود امرأة تقود حافلات، ولكن متطلّبات الوظيفة كانت الكفاءة وليس أمور ثانوية أخرى، لذلك استطعت بكُل سهولة أن أنضم إلى الطاقم وكل المسار اللاحق كان إيجابيا.

أول سائقة حافلة عربية 
بالنسبة لي، لم أواجه صعوبات حقيقيّة خلال مسيرتي المهنية منذ 7 أعوام، لأنّي فرضت احتراما منذ البداية وتلقّيته من الجميع، وبفضل الله وعلى مدار 7 سنوات استمعت لردود فعل إيجابية كثيرة جدًّا من قبل المسؤولين في الشركة وحتّى من الرّكاب، والأمور الصّعبة القليلة أو الردود السلبية كانت عابرة لا تُذكر.
أمّا أبنائي فدعموني كثيرًا في أن أمتهن هذه المهنة المشرّفة، إذ أنّي ووالدهم لم نقصّر يومًا في جميع متطلّباتهم وربّيناهم على التّفهّم والانفتاح والاحترام، وحصدنا نتيجة هذه التّربية، لذلك كان موقفهم إيجابيا تجاه عملي واحترموا رغبتي وحلمي، لأنّهم متأكّدون بأنّ والدتهم خرجت للعمل ولتحقيق ذاتها وكسب لقمة العيش وهي متقيّدة بأمور الدّين وعادات المجتمع الذي تنتمي إليه.

أطمح أن أتقدّم في مجالي وطموحي الأكبر حاليا هو ان أصبح سائقة قطار، هذا الحلم يراودني منذ فترة وقدّمت طلبا للمسؤولين ولكن حتّى الآن لم يصلني أي ردّ إيجابي او سلبي حول هذا الموضوع ويؤسفني كثيرًا عدم الرّد.

آمنوا بأحلامكم
آمنت بأحلامي لفترة طويلة حتّى حقّقتها، للجميع رجالا ونساء أقول: "آمنوا بأحلامكم ولو كانت بعيدة المنال" فالذي يريد أمرًا سيحققه إن شاء الله، أطلب من الجميع عدم الخوف من الإقدام على أي خطوة طالما لا يوجد بها أي أذيّة للآخرين، فالخوف هو عامل سلبي ويؤدّي فقط إلى الفشل، فحسب قناعاتي الإيمان بالذّات وتحقيق الأحلام ما دامت لا تعترض مع الأعراف والدّين فالإنسان بالتّأكيد سيصل إلى بعيد.

مقالات متعلقة