في ظل الوضع الراهن والضبابية التي تسود بسبب أزمة وباء الكورونا العالمية والنظام العالمي الآني وتأقلمنا بالحياة من خلال التواصل عبر الشبكة العنكبوتية حتى بين ابناء البيت الواحد بين غرفة وغرفة، واحيانًا حتى على طاولة السفرة.
وفي زمن تغيب الطلاب عن الدوام المدرسي وبالتالي اختلاط الحابل بالنابل وتواصل الليل مع النهار، تحولت هذه الشبكات ل "ساحة المدرسة" او منبرًا للطلاب وجيل الشباب وبذلك أخذت حيزاً ودوراً هامًا في حياتهم اليومية ساعة تلو ساعة.
وبالتالي وبشكل يبدو انه طبيعي غدت الهواتف المسماة ذكية والأجهزة اللوحية أكثر توغلاً في حياتنا وحياة ابناءنا، وأصبحوا أكثر انفتاحاً على التكنولوجيات الحديثة، إذ يستخدمون الأجهزة اللوحية بسهولة ولا يواجهون أي صعوبات في استخدام التطبيقات والألعاب المختلفة ويتواصلون مع من يريدون كل الوقت بلا حدود ولا حواجز وقد أصبحت الهواتف الذكية والحواسيب لا تفارق الأيادي، ليل نهار حتى في اكثر الاماكن التي من المفترض ان تكون شخصية وربما هنا لا داعي للشرح او التفصيل.
وفي غضون هذه الحالة اود تسليط الضوء على تطبيق «التيك توك» الذي يتميز بنشر الفيديوهات بين رواده، حيث يقوم مستخدم المنصة بنشر فيديو أو مقطع قصير مع أصدقائه لمشاركته لحظات حياته بكل سهولة، فهذا التطبيق سلب عقول الأبناء وبات من جيل الطفولة حتى سن المراهقين والشباب وتحول نوعا ما لضيفاً ثقيلاً في كل بيت وأصبح استخدامه مفرط ومن دون وعي، وبذلك نرى عبر هذا التطبيق مثلاً أهل بجيل الثلاثينات والاربعينات وحتى الخمسينات يقوموا بتقليد اولادهم وبتصوير انفسهم بشكل لا يليق حتى بالمراهقين انفسهم وبالتالي هم يعطون مثالاً سلبيا لأولادهم وشرعية لمثل هذه التصرفات غير اللائقة والتي لا تزيد من الاحترام بل على العكس...فاذا كان الاهل وكبار السن البالغين والراشدين الواعين يتصرفون بهذا الشكل فالأولاد يرون ان الامر مسموح ومضحك ومثير للاهتمام ويتم تناقله بشكل مضحل عبر وسائل اخرى حتى في الاعلام والصحافة ويقوموا بتقليد اهاليهم او اخوتهم الكبار او مثالهم الاعلى في استخدام هذه الشبكات.
كبار السن اصبحوا مراهقين بجيل الخمسينات والستينات، فكلنا يعرف ويسمع ويشاهد الفضائح التي قام بتسجيلها اصحاب الشأن انفسهن ان كان رجال او نساء، وكثيرا ما تسببت هذه الافلام لفضائح كبيرة ولدمار عائلات كاملة كل هذا بسبب التصرف للمراهقين الكبار
ومن هذا المنطلق ارى انه يقع على عاتق الأهل دور كبير في مراقبة سلوكيات أبنائهم وتوجيههم نحو الأصح والأنسب، وان يكونوا لهم مثل اعلى وإن استخدموا مثل هذه التطبيقات يستخدموها بطريقة سليمة وناجعة ويمتنعوا عن التصرف واستعمال هذه الشبكات بصورة غير لائقة وغير صحية.
من الضروري والمهم أن يكونوا على دراية بالأشخاص المحيطة بأبنائهم من أصدقاء أو معارف والاطلاع بشكل دائم على هواتفهم المتحركة ومعرفة الرقم السري لها من اجل الاطلاع على البرامج أو التطبيقات التي يتم استخدامها.