الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 00:02

التنمر في المدارس: أنواعه وأبعاده

بقلم: عبيدة عاصلة

عبيدة عاصلة
نُشر: 20/09/21 14:35,  حُتلن: 19:20

هو سُلوك عدواني، يُعتبر كأحد أشكال العُنف والإساءة والإيذاء الذي يُنفذ عمدًا من قبل شخص أو مجموعة أشخاص على الفرد، ويرى المُتنمر نفسه ذو قوة عالية وسُلطة، بينما يرى المُتَنَمر عليه نفسه غير مرغوب به في المجموعة أو في المدرسة أو أي مكان آخر.

ونرى بأن التنمر مُنتشر في مُجتمعاتنا في شتى الفئات العُمرية كبارًا كانوا أو صغارًا، ونُسلط الضوء على التنمر لدى الأطفال في المدارس والأسس التعلمية.
بحسب تعريف “دان ألويس” النرويجي المؤسس للأبحاث حول التنمر في المدارس، قد عرف التنمر بأنه أفعال سلبية متعمدة من جانب تلميذ أو أكثر لإلحاق الأذى بتلميذ آخر، تتم بصورة متكررة وطوال الوقت، ويمكن أن تكون هذه الأفعال السلبية بالكلمات مثل: التهديد، التوبيخ، الإغاظة والشتائم، كما يمكن أن تكون بالاحتكاك الجسدي كالضرب والدفع والركل، أو حتى بدون استخدام الكلمات أو التعرض الجسدي مثل التكشير بالوجه أو الإشارات غير اللائقة، بقصد وتعمد عزله من المجموعة أو رفض الاستجابة لرغبته.
أنواع التنمر
التنمّر الجسدي: أي الضرب، والدفع، والعرقلة، والقرص، وإيقاع الآخر وغيرها وقد يكون لهذا النوع من التنمّر آثار قصيرة وطويلة المدى، مثلًا المناورة على ضرب أحد الطلاب في الصف من قُبل الزُملاء.
التنمّر اللفظي: وهو ما يشمل النعوت، والتلقيب، والإهانة، والترهيب، والتجريح، والتهديد، والتعيير، والتعييب، مثلًا المناداة بالألقاب بين أبناء الصف على أحد زُملائهم بهدف التنمر عليه رُبما على ما يرتديه او على الطريقة التي يتكلم بها.
التنمّر الاجتماعي: هدفه الإساءة إلى سمعة الشخص اجتماعيًا ومنها الإشاعات، والكذب، والإحراج، وتشجيع الآخرين على نبذ الشخص اجتماعيًا، مثلًا تأليف الإشاعات في المدرسة من قبل الزُملاء على زميلهم بهدف إحراجه.
التنمّر على الإنترنت: عبر وضع أمور مهينة للشخص سواء علنًا أو بالسر، مثل رسائل، وصور، وفيديوهات، وتشويه السمعة، أو رفض مصادقته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. مثلًا التقاط ونشر صورة جنسية عن إحدى طُلاب الصف ومُشاركتها بين باقي الزُملاء.
التنمّر الجنسي: أي قصد القول أو القيام بأعمال مؤذية أو مهينة جنسيًا للشخص الآخر، مثل تعابير مهينة، وحركات جسدية ذات معنى جنسي غير لائق، واقتراحات جنسية، وصور إباحية. وهو غالبًا ما يبدأ في سن المراهقة، مثلًا المسبات والشتائم على أحد الطُلاب.
التنمّر العرقي: وهو التنمّر على عرق أو دين أو لون أو جنس الشخص الآخر. مثلًا الاستهزاء بأصل وعرق إحدى الطُلاب مثلًا لون البشرة أو اعتناقه لديانة مُعينة، وقد يصل هذا النوع من التنمّر إلى شمل كل أنواع التنمّر المذكورة أعلاه واصلاً إلى حدّ القتل.
وقد يُسبب التنمر إلى أبعاد سلبية على الطفل، تلحق الضرر وتؤذي النفس، وممكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى الانتحار، وغيرها من المشاكل النفسية مثل الاكتئاب والقلق والمشاكل الاجتماعية، عدم انخراط الطفل في الفعاليات اللامنهجية في المدرسة والمشاركة فيها، والمشاكل الأكاديمية، فنرى أن التنمر يمكن أن يُساهم في تدني المستوى الدراسي والأكاديمي لدى الطفل.
وبحسب إلين مارتينيز باحثة أولى في حقوق الطفل في “هيومن رايتس ووتش”: “من المشين أن يتعرّض الطلّاب في بلدان عديدة لعنف مريع في المدارس قد يؤثر فيهم لبقية حياتهم. تؤثّر الانتهاكات الجسيمة مثل العنف الجنسي والجسدي بشدّة على كرامة الطلّاب، واستقلاليتهم البدنية، وقدرتهم على التعلّم والشعور بالأمان في المدرسة”.
وبحسب وكالات “الأمم المتحدة”، يواجه أكثر من 246 مليون طفل سنويا عنفا قائما على الجندر في المدارس أو محيطها، ويتعرّض/تتعرّض طالب/ة من ثلاثة للتنمّر والعنف الجسدي. يفيد/تفيد نصف المراهقين/ات في العالم عن التعرّض للعنف على يَد زملاء في المدرسة.
حسب رأيي أن التنمر يرتبط بتنشأة الطفل في بيئته، ويعكس طريقة تعامل وتربية الآباء لأبنائهم، بحسب الإحصائيات العالمية، نرى أن هُنالك مخاوف كبيرة على مُستقبل أبنائنا، فعلينا بإيجاد الحلول للتقليص من هذه الظاهرة، مثلًا إقامة مُحاضرات تعليمية وتوعوية للأهل وللطاقم التعليمي والتربوي لتسليط الضوء على هذه الظاهرة وعلى العواقب التي تنشأ من هذه الظاهرة، ويمكننا أيضًا توجيه المُدرسين في حصص التربية للإرشاد الطُلاب على كيفية التعامل السليم بين زُملاء صفهم، وتوجيه المستشارة التربوية لزيارة الصفوف كُل أسبوع وإلقاء بعض المحاضرات عن فكرة التنمر لتوضيحها في ذهون الطلاب، بهدف التخلص من هذه الظاهرة والعمل على منع من تفشيها داخل المدرسة وخارجها. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة