ها هي ورود اليوم تطلوكعادتها وكل صباح من الشرفة الأمامية لمنزلها الصغير،فهي تحب التأمل بزرقة السماء وبالطبيعة فبيتها يقع في الجهة الخلفية من البلدة بهذه الجهة كانت قريبة من الجبل والاشجار الخضراء فتجلس ورود وتداعبها نسمات العليل ولكنها لا تطيل الجلوس كل يوم،فوالدتها تجلس في المنزل بعد أن أعياها المرضولم تستطع التحرك وها هي ورود وقد اصبح لها من العمر ثلاث وثلاثين عاما لموتعرف فيها أحد سوى هذا البيت الذي عاشت وترعرعت به وهي تتأمل في الطبيعة أخذت تفكر بهذه الأمور كيف امضت حياتها من بعد أن أنهت دراستها الثانوية بتفوق في المنزل لرعاية والدتها، وأحلام كثبرة تخلت عنها من اجل الاعتناؤ بوالدتها منها الزواج،وفيما هي تفكر بهذه الأمور تناثرت الدموع من عيونها، ها انها تشعر أن الزمن يتقدم بها ولا تدري ما تخبأ لها الايام ، لها ثلاثة أخوة جميعهم تزوجوا ويعيشون في بيوت وسط المدينة وهي الابنة الوحيدة لأل رشيد رهنت وقتها وحياتها في سبيل والدتها،فوالدها بعد ان تقاعد بقي مع امها أيضا للاعتناء بها ولكنها هي لها الدور الأكبر في ذلك. سرعان ما ورد لذهنها أنها فتاة مؤمنة صابرة ترضى بما قسمه الله لها وهي اختارت بقرار نفسهاوسبيل حياتها، فالحياة سوف تبتسم لها بكل ما تقدم لها وكما مرت ايام اعتادت عليها ان تجلس وحيدة صباحا تتأمل السماء، ومساءا ضوء القمر وهذا الحنين في قلبها لحياة جديدة، اه ولكن عليها ان تحافظ على ما عهد اليها والدتها نعم ستبتسم لها الأيام فالصبر من شيمها والأيام يوما ما ستحمل لها ما هو جميل ،السعادة في نظرها ان تعيش على ما هو عليه ولا تطمح بشيء راضية أدنى شيء يقدم لها يسعدها، لأن الحنين الكبير في قلبها يجعلها سعيدة بكل الأحوال.