محمود عباس:
نحن الآن بانتظار إنتهاء عمل لجنة الإنتخابات المركزية لتسجيل الناخبين ومن ثم سنعقد لقاءات لتقييم ما تم تحقيقه في بنود المصالحة
أهمية القرار الأممي تكمن في أنه حوّل الأرض الفلسطينية من أرض متنازع عليها كما كانت تزعم إسرائيل إلى أراضي دولة تحت الإحتلال
الجانب الفلسطيني قرر الذهاب إلى الأمم المتحدة للحفاظ على حقوقه جراء توقف المفاوضات وإصرار الجانب الإسرائيلي على مواصلة الإستيطان
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: "نأمل من الإدارة الأميركية أن تأتي بشيء جديد يكسر الجمود على صعيد عملية السلام". وأضاف الرئيس عباس لدى لقائه مع رؤساء البلديات المنتخبين، اليوم الأربعاء، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله: "لا بد من وقف الإستيطان والإفراج عن الأسرى القدامى المعتقلين قبل عام 1994، قبل استئناف المفاوضات على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس". وتطرق في اللقاء الذي حضره أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ووزير الحكم المحلي خالد القواسمي، ووزير الداخلية سعيد أبو علي، ورئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج، والمحافظون، وقادة الأجهزة الأمنية، إلى "ملف المصالحة الوطنية"، مؤكدا أن "القيادة تتطلع إلى إنهاء الإنقسام الداخلي وتحقيق الوحدة الوطنية بإعتبارها مصلحة فلسطينية عليا".
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
وقال الرئيس عباس: "اتفقنا مع الإخوة في حماس في إتفاق الدوحة على ضرورة بدء عمل لجنة الإنتخابات المركزية لتسجيل الناخبين في قطاع غزة، وتفعيل المقاومة الشعبية السلمية، والعودة إلى المفاوضات على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس". وأضاف: "اتفقنا كذلك على تشكيل حكومة توافق وطني برئاستي، والذهاب إلى الإنتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني خلال 3 أشهر من إعلان لجنة الإنتخابات جاهزيتها لإجراء الإنتخابات، لكن الإخوة في حماس لا يريدون إجراء الإنتخابات خلال هذه الفترة". وأشار إلى أن "الإنتخابات هي الأساس لإنهاء الإنقسام الداخلي، ليكون الشعب الفلسطيني هو الحكم من خلال صندوق الإقتراع"، وجدد تأكيده على أن "إصدار مرسومي الإنتخابات وتشكيل حكومة التوافق الوطني سيكونان في يوم واحد".
تحديد موعد الإنتخابات
وقال الرئيس عباس: "نحن الآن بانتظار إنتهاء عمل لجنة الإنتخابات المركزية لتسجيل الناخبين، ومن ثم سنعقد لقاءات لتقييم ما تم تحقيقه في بنود المصالحة". وأضاف: "بدأنا الآن مشاوراتنا لتشكيل حكومة التوافق التي ستعلن مع مرسوم تحديد موعد الإنتخابات، وسأقوم بإختيار أعضاء الحكومة بعد إجراء المشاورات بإعتباري رئيسا للحكومة المقبلة". واستعرض الرئيس عباس مسيرة حصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة، وقال: "الجانب الفلسطيني قرر الذهاب إلى الأمم المتحدة للحفاظ على حقوقه جراء توقف المفاوضات وإصرار الجانب الإسرائيلي على مواصلة الإستيطان، لذلك قررنا الذهاب في المرة الأولى إلى مجلس الأمن، لكن لم نتمكن من الحصول على القرار الدولي، لذلك توجهنا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحصلنا على عضوية دولة فلسطين بصفة مراقب". وأضاف: "إنضمامنا للأمم المتحدة إنجاز تاريخي لشعبنا الفلسطيني، حيث أكد التأييد الدولي الذي حصلنا عليه بتصويت 138 دولة إلى جانب القرار الفلسطيني، وامتناع 41 عن التصويت، و9 ضد، وقوف العالم أجمع إلى جانب الحق والحرية والإستقلال لشعبنا".
إنتخابات نزيهة وشفافة
وأوضح الرئيس أن "أهمية القرار الأممي تكمن في أنه حوّل الأرض الفلسطينية من أرض متنازع عليها، كما كانت تزعم إسرائيل، إلى أراضي دولة تحت الإحتلال، لذلك نقول أنهم مهما حاولوا وفعلوا لتغيير طابع الأرض الفلسطينية فسيبقي غير شرعي ويجب إزالته حسب القانون الدولي الإنساني". وهنأ الرئيس عباس رؤساء البلديات المنتخبين "على الثقة التي أولاها إياهم الشعب الفلسطيني بإنتخابهم لرئاسة البلديات في عملية شفافة ونزيهة شهد لها العالم أجمع". وقال: "نهنئكم بالثقة الغالية التي أولاها لكم شعبنا في إطار إنتخابات ديمقراطية نزيهة شفافة لا توجد أية شكوى حولها، ونحن سعدنا بإجراء هذه الإنتخابات التي جرت بشكل حضاري وديمقراطي بعيدا عن أية تدخلات من أية جهة كانت". وأضاف: "كان هناك قرار واضح بضرورة إجراء الإنتخابات البلدية رغم تأجيلها عدة مرات بسبب ظروف استثنائية، ولكن أجريت في الموعد الذي قرر وكانت ناجحة وشهد لها العالم بالشفافية والنزاهة وأفرزت فئة منتخبة من قبل شعبنا الفلسطيني".
خدمة المواطن الفلسطيني
وتابع الرئيس عباس قائلا: "كانت لدينا ثقة بشعبنا وقراره الحكيم بإنتخاب الأصلح لخدمة المواطن الفلسطيني، والإنتخابات البلدية مسألة هامة جدا، لأنها تمس مصالح المواطنين والخدمات التي تقدم لهم مباشرة، لذلك أصرينا على إجرائها لأنها مسألة مختلفة عن إنتخابات المجلس التشريعي التي هي إنتخابات سياسية". وأكد على "أهمية إستمرار العملية الديمقراطية وإجراء الإنتخابات البلدية المقبلة في موعدها للحفاظ على إستمرار النهج الديمقراطي، لأن الإنتخابات حققت إرادة شعبنا الفلسطيني بإختيار من يمثله ومن يخدمه في البلديات". وشدد عباس على "ضرورة إعطاء المرأة الفلسطينية حقها في المشاركة في العملية الديمقراطية، بإعتبارها نصف المجتمع وهي قادرة على خدمة مجتمعها كالرجل، كذلك نريد مزيدا من التعاون بين البلديات لتقديم الأفضل للمواطن الفلسطيني".
المقاومة الشعبية السلمية
وقال الرئيس عباس: "أثبتت الإنتخابات البلدية أن فلسطين هي الأفضل في مجال الحريات وصون حقوق الإنسان والمرأة والطفل، والتي نريد الحفاظ عليها من أجل استكمال نضال شعبنا الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". وأشاد "بتجارب قريتي باب الشمس والكرامة والقرى الأخرى"، مؤكدا على "حق شعبنا الفلسطيني في البناء على أرضه رغم كل إجراءات الإحتلال وعنفه ضد المقاومة الشعبية السلمية التي نريد تفعيلها". وتحدث عن "الوفد الفلسطيني المتواجد في سوريا، وذلك بهدف تحييد أبناء شعبنا في مخيمات اللجوء في سوريا عن الصراع المأساوي الدائر هناك".