الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 21:02

أطفالنا في رمضان وعاداته ومسلسلاته/ بقلم: ياسمين محارب

ياسمين محارب
نُشر: 27/05/18 09:37,  حُتلن: 18:15

 ياسمين محارب في مقالها:

يجب على الأهل كبح جماح هذه الظاهرة والانتباه دومًا الى كل ما يشاهده الطفل والعمل على ضبطه قدر الامكان أو حتى ابعاده عن المسلسلات وتركيز انتباهه على البرامج التي تفيد عمره

في المرحلة العمرية المتقدمة يبدأ الطفل بإدراك أن ما يراه ليس واقعًا ولكن لا توجد لديه القدرة على التحليل وينظر الطفل إلى المسلسلات وسلوكيات الأبطال بنظرة عامة شمولية تخلو من التحليل والفهم

ما من شك بأن فترة شهر رمضان المبارك هي فترة خاصة لكل العائلة، ورمضان عادة وعبادة، ومن عادات الشهر الفضيل غير الدينية والتعبدية هي ظهور المسلسات والأفلام الترفيهية، ومنذ سنوات طوال يتميز شهر رمضان ببروز ظاهرة معينه في مجال التلفزيون، هذه الظاهرة غالبًا ما تكون على شكل برنامج تلفزيوني أو مسلسل. 

من الواضح أن المسلسلات الرمضانية هي للترفيه والتسلية وهناك من يقول أيضًا "تضيع الوقت" وبما أنها كذلك فان الرسالة التي تحملها هذه المسلسلات والبرامج هي رسالة ضحلة جدًا في مجال الثقافة والتوعية، والأمر قد يكون صحيح على الغالبية العظمة ان لم يكن على جميع البرامج التلفزيونية في القنوات العربية كونها متأثرة من صناعة البرامج التلفزيونية في العالم وخاصة من برامج "الواقع" التي تغزو كل شاشات التلفزة في كل لغات العالم.

قد يبدو الأمر في هذه الفترة غير واضح وغير مؤثر، لكن حتمًا مع مرور الزمن سيثبت علميًا واجتماعيًا أن هذه المسلسلات تترك اثارًا وخيمة على صقل شخصية الجيل الجديد من أبناءنا وخصوصًا أنهم يتأثرون كثيرًا بشخصيات وبأحداث المسلسلات وبرامج الواقع. في المرحلة العمرية الأولى للأطفال لا يمكنه أن يميز بين الواقع وبين الخيال، إذ كل ما يراه، بالنسبة إليه، هو حقيقة، وقصص "سوبرمان" و "توم وجيري" و "سبايدرمان" وباربي" هي بالنسبة للاطفال حلم سيتحقق في مرحلة معينة.

أما في المرحلة العمرية المتقدمة يبدأ الطفل بإدراك أن ما يراه ليس واقعًا ولكن لا توجد لديه القدرة على التحليل وينظر الطفل إلى المسلسلات وسلوكيات الأبطال بنظرة عامة شمولية تخلو من التحليل والفهم ويتماهى مع البطل، فيصبح كل تصرف يقوم به البطل محل تقدير وإعجاب، وبالتالي يتبنى الطفل هذا التصرف الذي حظي بالمصداقية.
هناك علاقة طردية بين مشاهدة المقاطع التي لا تتناسب لعمر الأطفال التي تحتوي على الكم الهائل من العنف وبين الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال، إضافة إلى زيادة اضطرابات الإصغاء والتركيز لديهم بسبب مشاهدتهم لهذه المسلسلات العنيفة التي رسالتها الوحيدة هي القوة والبطش والعنف علاوة على ما تسببه من مظاهر الانطواء وعدم التواصل مع الأصدقاء.ومن هذا المنطلق عندما يقوم الأهل بمشاهدة المسلسلات برفقة ابناءهم هم يقومون بإعطاء الشرعية لهم بتذويت القيم والأفكار الغير اخلاقية.

فإن الطفل يكون مصغيًا للأحداث بكل حواسه، كما باقي أفراد العائلة، ولكن الفرق بينه وبينهم أنه لا يملك القدرة على التحليل، كما يعمل الطفل من خلال هذه المسلسلات أن يقسم العالم إلى قسمين ولا يحكم على التصرف نفسه بل يتعامل مع أي تصرف يمارسه البطل باعتبار أنه تصرف صحيح، حتى لو كان التصرف عنيفًا أو منافيًا للأخلاق، فيكون البطل على حق دائمًا، خاصة عند الانتقام من أعدائه.
ومن هنا يجب على الأهل كبح جماح هذه الظاهرة والانتباه دومًا الى كل ما يشاهده الطفل والعمل على ضبطه قدر الامكان أو حتى ابعاده عن المسلسلات وتركيز انتباهه على البرامج التي تفيد عمره وتعود عليه بالكثير من الفوائد الحسنة مثل التحفيز على القراءة والمطالعة.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

مقالات متعلقة