تقضي وقتها بالساعات يوميًا أمام لوحة الرسم لترسم أجمل اللوحات التي تختزل فيها معاني الحياة، هذه هي الموهبة التي هوتها منذ نعومة أظفارها.
ضمور في العضلات ما تعاني منه أفنان أمجد رميلي (18 عاما)، ابنة مدينة رهط في النقب، منذ الصغر إلى أن كبرت وهي تجلس على كرسي متحرك وفي فمها أنبوب الأوكسيجين.
الوالدة شويكار والفنانة أفنان
بمناسبة هلا فبراير للنهوض بذوي الاحتياجات الخاصة في المركز الجماهيري رهط، التقينا أفنان، التي تدرس في الصف الحادي عشر، والتي أثبتت أنّ الإعاقة لا تمنع الإبداع، حيث كسرت الصمت في رسمها وتحدّت المستحيل وهي تتمنى أن تكون رسامة عالمية معروفة ومشهورة.
وقالت أفنان الذي التقاها مراسل "كل العرب" في منزلها بحارة النور، إنها لا تستطيع أن تحمل أشياء ثقيلة، ولكنها تحدت كل المشاكل من أجل تحقيق أحلامها". وأضافت: "بدأت أرسم رغم أن مد اليد بالنسبة لي صعب ولا استطيع خلط الألوان، واليوم أستطيع أن أرسم كل ما أريده". وهي تؤمن أن لا شيء مستحيل أمام الإرادة، حيث تستعين بمساعدة من أجل خلط الألوان ونقل المعدات الخاصة بالرسم حيث تهوى الفن التشكيلي.
والدتها شويكار رميلي (أم أويس) تحدثت عن المشاكل التي تواجه الأهالي لأطفال من ذوي الإعاقات، وتقول إنّ نبأ مرضها، والذي تلقوه من الطبيب بعد فحص الدم، كان بالنسبة لهم صدمة كبيرة، حيث هناك حالة أخرى في العائلة لنفس المرض – ضمور العضلات. وتضيف: "كان الوضع صعبا جدا بالنسبة لنا، وللأسف هناك البعض ممن يخجلون من الخروج من بيوتهم مع أولادهم، ولكن أفنان تخرج إلى كل المناسبات، وتشارك في كل شيء، وبالرغم من أنّ موهبة الرسم صعبة جدا بالنسبة لها، فهي بحاجة إلى من يناولها الريشة وخلط الألوان، إلا أننا نتمنى أن تصل إلى أعلى الدرجات".
وتضيف: "مشكلة أفنان مع صديقات قررن أن يبعدن عنها، لأنها بطيئة ولا تستطيع صعود الدرج، ولكن هناك نعمة في السوشيال ميديا حيث يتم متابعتها من قبل الآلاف من الأصدقاء والمتابعين".
واختتمت: "أوجه رسالة للمجتمع أن يعلموا أن ذوي الاحتياجات حساسون جدا، وإلى العائلات بأن لا يحرموا أولادهم من الخروج في الطبيعة والتنزه، حيث سافرنا إلى الخارج عدة مرات مع أفنان".