الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 02:02

الانتباذ البطاني الرحمي: واحدة من كل عشر نساء مصابة ومعدل التشخيص 12 سنة!

كل العرب
نُشر: 24/05/21 14:48,  حُتلن: 21:17

الانتباذ البطاني الرحمي (الاندومتريوزيس)، هو اضطراب مؤلم في أغلب الأحيان نتيجة لنمو نسيج مشابه للنسيج الذي يبطِّن الرحم من الداخل (بطانة الرحم)، خارج الرحم. حيث يعمل النسيج المشابه لبطانة الرحم كالنسيج الطبيعي ويتسم بالثخانة والتحلل والنزيف مع كل دَورة حيض. وبسبب عدم إمكانية خروج هذه الأنسجة من الجسم كما يحدث في الحيض كونها موجودة خارج الرحم، فانها تؤثر على عمل أعضاء اخرى وتسبب التهيج والالتهابات المختلفة والالم.
ويمكن أن تؤدي الى ظهور أنسجة ندبية والتصاقات ويمكن أن تسبب انسدادًا في أنسجة الحوض والأعضاء وعادة ما تظهر خلال سنوات الإنجاب.


د. عيدو سيروتا، مدير المركز للتميز الجراحي النسائي والعمليات الروبوتية في مستشفى رفائيل في مدينة تل ابيب

لا يرتبط هذا المرض بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الرحم وفي الغالب لا يتحول إلى سرطان بالرغم ان الابحاث الاخيرة تشير الى وجود علاقة مع تطورها الى خلايا سرطانية بنسب قليلة جدا. عن هذا الموضوع تحدثنا مع د. عيدو سيروتا، مدير المركز للتميز الجراحي النسائي والعمليات الروبوتية في مستشفى رفائيل في مدينة تل ابيب والذي عمل لسنوات طويلة في الولايات المتحدة الامريكية كطبيب مختص في هذا المجال وعاد قبل عدة أشهر واستغرب من مستوى الوعي المنخفض لمرض منتشر عند واحدة من كل عشر نساء ووقت تشخيصه يستغرق 12 سنة بالمعدل!. ما دفعه الى بدء العمل على رفع الوعي حول الموضوع.

ما هو الانتباذ البطاني (الاندومتريوزيس) وما هي أعراضه؟
بداية تُصاب العديد من النساء بالانتباذ البطانية الرحمي في وقت ما خلال حياتهن وغالبا خلال سنوات الانجاب. نتحدث عن مرض التهابي يسبب نمو خلايا بطانة الرحم الى مناطق اخرى حول الرحم او المبيض وغيرها من اعضاء الجسم. تؤدي هذه الخلايا الى التصاقات بعض الاعضاء الداخلية التي تنتشر الخلايا بينها وتسبب المزيد من العوارض والالتهابات منها: الم مستمر في الحوض خاصة مع تزامن الحيض، نزيف الدم الغزير خلال الحيض، امتداد فترة الحيض لأكثر من أسبوع، مدة الدورة الشهرية تصبح اكثر أو اقل من المعدل او بدئها في جيل مبكر أكثر، ضغط أو ألم في الحوض، كثرة التبوُّل وصعوبة في افراغ المثانة الإمساك، ألم في الظهر أو الساقين. إذا ظهرت هذه الاعراض اضافة الى اوجاع خلال العملية الجنسية والارهاق والتعب والتقلبات المزاجية، من المهم التوجه الى الطبيب المختص وعرض العوارض بشكل دقيق من أجل مساعدته في التشخيص.
ما هي عوامل الخطر والمسببات؟
لا يَعرف الطب الاسباب الدقيقة للإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي وهناك عدد قليل من عوامل الخطر المعروفة التي ممكن أن تسبب هذا المرض. مع ذلك، تشير الأبحاث والتجارب السريرية الاخيرة إلى ان للعوامل الوراثية دور كبير. فمثلا إذا أُصِيبت الوالدة أو الاخت، يزيد ذلك بشكل أكبر لخطر الإصابة بها داخل العائلة. كما وأن بدء الدورة الشهرية في سن مبكر من المعتاد واستمرار الدورة الشهرية اكثر أو أقل من المعتاد يمكن أن يشكل عامل خطر اضافي، كذلك زيادة مستويات هورمون الاستروجين في الجسم وهو هورمون يؤدي الى نمو بطانة الرحم أثناء كل دورة حيض استعدادًا للحمل، كما ويمكن أن يعزز ذلك أيضا من نمو ما يسمى بالاورام الليفية. تزداد حدة المرض بسبب الالتصاقات التي تسببها خلايا النسيج المشابه لبطانة الرحم وتؤثر على عمل الاعضاء الحيوية بما فيها المبيض وبهذا تؤثر أيضا على الخصوبة وعلى الانجاب.

هل يؤثر هذا المرض على الحمل ؟
نعم، هذا المرض يؤدي الى ضعف الخصوبة ويمكن أن يكون سببا لعدم الانجاب، لهذا عادة ما يتم اكتشافه أثناء عملية تشخيص وفحوصات العقم.
كيف يتم التشخيص والعلاج؟
يجب على النساء ان تعرف ان اعراض المرض المؤلمة هي ليس طبيعية ويجب عدم تجاهلها. تشير المعطيات أن واحدة من كل عشر نساء مصابة بهذا المرض في البلاد وتشخيص المرض قد يستغرق 12 عاما بسبب غياب المعرفة والمختصين في البلاد. في الولايات المتحدة مكان عملي السابق، الوعي المجتمعي والطبي أكبر بكثير. هذا المرض هو مرض مزمن حيث يتم عادة علاج المضاعفات والتخفيف من المعاناة بواسطة العلاجات الهورمونية ومنع التدهور في الحالة. يتم التشخيص بواسطة طبيب مختص بواسطة الاولتراساوند وبواسطة البحث عن وجود مثل هذه الخلايا، وأحيانا يتطلب الاستئصال بتقنيات متطورة في حال لم يناسب العلاج الدوائي او في حال يؤثر الورم الالتهابي على وظائف حيوية من اعضاء الجسم الاخرى فمثلا خلل في عمل المبيض من الممكن أن يؤدي الى عدم الانجاب كذلك بالنسبة لأعضاء اخرى من الجسم. هناك خلط بين الانتباذ البطاني الرحمي في بعض الأحيان وبين الحالات الأخرى التي يمكن أن تسبب آلام الحوض، مثل مرض التهاب الحوض أو تكيس المبيض. يمكن الخلط بينه وبين متلازمة القولون المتهيج، مما يجعل التشخيص معقّداً ويستغرق وقتا طويلا. 

مقالات متعلقة