الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 01 / نوفمبر 00:01

البروفيسور دافيد حين: المجتمع العربي يحتضن طاقات هائلة ايجابية ومذهلة

إبراهيم أبو عطا
نُشر: 24/02/14 15:16,  حُتلن: 17:31

البروفيسور دافيد حين:  

انا استشهد دائما بطالبة عربية التي جاءت لتؤكد لي انها سعيدة جدا لكونها في الكلية لأنها تشعر بالامن والامان في ظل الجهود الرامية للقاء الثقافات المتعددة

المجتمع العربي يحتضن طاقات هائلة ايجابية ومذهلة يمكنها ان تساهم في التغيير إلا ان هذه الطاقات غير مستغلة ومن هنا في الكلية نحرص كل الحرص على دعم وتبني هذه الطاقات التي نطمح أن ننمى فيها القيادية والريادية ليس على مستوى الطلاب الاكاديميين العرب انما على مستوى المحاضرين ايضا

القينا على عاتقنا مهمة اجتماعية في كلية التعليم الاكاديمي اور يهودا وذلك ضمن الاطار الاكاديمي لبناء اطار متعدد الثقافات في ظل الاحترام المتبادل في ظل التركيبة الثقافية في الكلية عربا ويهودا على اختلاف ثقافاتهم

الطلاب اليهود يعلمون القليل عن الاسلام ومن جهة اخرى، العرب في الدولة لا يعرفون الكثير عن المجتمع اليهودي ومن اجل ذلك تأتي اللقاءات المشتركة في سبيل تقريب وجهات النظر وفي سبيل التواصل المثمر

عبر البروفيسور دافيد حين عن موقفه الواضع حيال أهمية التربية والتعليم وتعددية الثقافات كجسر أساسي لبناء خارطة الطريق نحو حياة مشتركة ملؤها التفاهم وتقبل الاخر، ومعاني السلام والمحبة. مؤكداً أن التوصل لسلام وحياة مشتركة بحاجة الى تضافر جهودة مجتمعه ومركبات مشتركة للتوصل الى الهدف المنشود .


البروفيسور دافيد حين

البروفيسور دافيد حين هو دكتورفي الفيزياء الحيوية من معهد وايزمان ،شغل منصب رئيس كلية التربية في جامعة تل ابيب .ودرس في جامعة اكسفورد،MIT، وهارفارد وستانفورد، متخصص بالنظريات العامة للتربية والتعليم ، وتعليم العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. انشأ المدارس المتجددة بيفنه وريشون لتسيون وشغل في السابق مستشارا لوزير التربية والتعليم ورؤساء بلديات. ووجهة نظره التربوية من خلال تجربته الغنية تؤكد على أهمية تطبيق النظريات الى واقع من خلال تجارب حقيقية لذلك نجده في المجال النظري والعملي وعلى مدار 14 عاما اشرف وساهم في تطوير وتحديث المناهج التعليمية بمجال العلوم للمدارس في البلاد

وحول سؤال موقع العرب للبروفيسور دافيد عن عمله في الوسط العربي، قال :  "الاجابة مركبة، خاصة انني حرصت على ادخال تكنولوجية جديدة تساهم في دعم وتطوير جهاز التربية والتعليم في الوسط العربي وكان لي اتصال وتعاون مشترك مع مختصين ومهنيين من الوسط العربي بالإضافة الى مدراء مدارس، حيث تطرقت خلال عملي في الوسط العربي لموضوع استمارة البحث التي تسعى وتساهم في فحص طرق وآليات تطوير جهاز التربية والتعليم في الوسط العربي وتجربتي الأكبر من خلال منصبي في الكلية الاكاديمية اور يهودا والتي تحتضن ما يزيد عن 30% من الطلاب الاكاديميين العرب المركبين من مختلف الطوائف من الجنوب حتى الشمال، ان كان ذلك من الجنوب من المجتمع البدوي حتى المجتمع الذي يعيش في شمال البلاد من طلاب مسلمين ومسيحيين، وان عملي في الكلية فتح امامي افقا اوسع للتركيبة الفسيفسائية التي ينتمي لها الطلاب عربا ويهودا ونظرتي للتعليم على انه عالمي ولا يقتصر على مجتمع معين، إلا انني أوكد أن المجتمع العربي يحتضن طاقات هائلة ايجابية ومذهلة يمكنها ان تساهم في التغيير، إلا ان هذه الطاقات غير مستغلة ومن هنا في الكلية نحرص كل الحرص على دعم وتبني هذه الطاقات التي نطمح أن ننمى فيها القيادية والريادية ليس على مستوى الطلاب الاكاديميين العرب انما على مستوى المحاضرين ايضا" .

موقع العرب : هل هنالك تجربة ناجحة كنت شريكا بها في الوسط العربي ؟
نعم، انا اعتز وافتخر انه وفي مجال بحثي في الوسط العربي ومرافقتي للعديد من المدراس شهدت العديد من التألق، ووفات جميع المتطلبات والشروط لكون هذه المدارس مثالية، وأنا على يقين انني لست بحاجة لأن اسافر خارج البلاد للبحث عن هذه المدارس إلا انني بكل فخر اؤكد انها تتواجد في المجتمع العربي الذي ليس بحاجة لأن يقف مكتوف الايدي وإنما عليه أن يبادر بالتغيير والتطوير في حال لم تتوفر الموارد لذلك .

موقع العرب : لأي درجة بحسب رأيك يمكن للتربية والتعليم ان تحقق السلام ؟
اعتقد أن التربية والتعليم تعتبر من بين المركبات التي تساهم كل المساهمة في تحقيق السلام، الا انها ليست المركب الوحيد ففي ظل الحياة المشتركة ما بين العرب واليهود وفي ظل التركيبة المعقدة للمجتمعين نرى ان كلا الطرفين لا يعرف المعلومات الكافية عن الطرف الآخر، فالطلاب اليهود مثلا يعلمون القليل عن الاسلام ومن جهة اخرى، العرب في الدولة لا يعرفون الكثير عن المجتمع اليهودي ومن اجل ذلك تأتي اللقاءات المشتركة في سبيل تقريب وجهات النظر وفي سبيل التواصل المثمر .وأنا على يقين من خلال تجربتي ان الموضوع السياسي له تأثير كبيرعلى صورة الوضع في الدولة وان القادة السياسيين معنيين بإنهاء الصراع القائم ،ومن خلال تجربتي السياسية ففي زمن رابين وبيرس فقد شاركت في طاقم مهني وزرت العديد من الدول العربية قبل حتى عمليات السلام، فلو نظرنا الى الموضوع بصورة انسانية تربوية وتعليمية وحتى اقتصادية من السهل ان نسعى من أجل تحقيق السلام الا انه وفي زماننا اليوم لا اعتقد ان عملية السلام قريبة، وذلك في ظل صراع القوى على المنطقة، وهي منطقة الشرق الاوسط، مع تأكيدي على انه لو اننا حرصنا على استغلال الفرصة التي كانت في زمن رابين وبيرس وفي ظل المنطق الانساني الذي حكم حين ذاك، لأصبحت منطقة الشرق الاوسط كجنة عدن لكل من يقيم فيها ولكن هذا الهدف ما زلنا بعيدين كل البعد عن تحقيقه .

موقع العرب : الى أي مدى ترى أن تعددية الثقافات تساهم في تبنى حوار بناء ما بين مختلف الثقافات في دولة اسرائيل؟
نحن نعيش في ظل حقيقة قائمة وخاصة اننا نعيش في مجتمع متعدد الثقافات، فلو نظرنا الى كل مجتمع على حدة لوجدناه مركباً من عدة ثقافات مختلفة ان كان ذلك على الصعيد الديني كالمتدينين او العلمانيين، ناهيك عن البعد ما بين الثقافات المختلفة واختلاف هوياتها الاجتماعية، فنحن نعيش في مجتمع يحتوي على ثقافات مستقلة وهوية مستقلة وموارد اقتصادية مختلفة وفي ظل هذه التعددية يجب الحفاظ على وجود مركبات التعددية الثقافية وعيشها بشكل مستقل مع الحفاظ على الهوية من جهة والحفاظ على خلق هوية مشتركة ما بين مختلف الثقافات المتعددة، وفي ظل هذه التعددية نحن لا نبذل موارد كافية من أجل تبنى هوية مشتركة ولقاء الثقافات يساهم كل المساهمة على تعريف الطرفين بامور كانت مبهمة على الرغم من وجود صراع معين إلا ان لقاء الثقافات يساهم في بناء لغة مشتركة وهوية مشتركة .

موقع العرب : كيف يتمثل لقاء تعددية الثقافات في الكلية لبناء حوار بناء؟
لقد القينا على عاتقنا مهمة اجتماعية في كلية التعليم الاكاديمي اور يهودا وذلك ضمن الاطار الاكاديمي لبناء اطار متعدد الثقافات في ظل الاحترام المتبادل في ظل التركيبة الثقافية في الكلية عربا ويهودا على اختلاف ثقافاتهم ، وفي الكلية حرصنا على استيعاب الطلاب العرب وكونهم شركاء في المسيرة الاكاديمية وقمنا ببناء معجم يحتوي على ترجمة لمصطلحات معينة ونهتم بتقديم الاستشارة الذاتية لكل طالب اكاديمي بصورة خاصة، وبابي مفتوح للجميع كذلك الأمر المؤسسات المختلفة في الكلية كما ونحرص ان تمنح الفرصة بالتساوي ما بين الجميع بالإضافة الى منح الفرصة لكلا المجتمعين العربي واليهودي ان يجتمعا ببعضهما البعض ضمن مساقات تعدد الثقافات، وانا مطلع على نتائج هذه الجهود المباركة التي تربط وتساهم في بناء علاقات ايجابية بناءة ما بين الطلاب العرب واليهود حتى انني استشهد دائما بطالبة عربية التي جاءت لتؤكد لي انها سعيدة جدا لكونها في الكلية لأنها تشعر بالامن والامان في ظل الجهود الرامية للقاء الثقافات المتعددة .

مقالات متعلقة