الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 06:01

الحاج صبحي بدارنة يحذر من صفقات بيع اراضٍ من سهل البطوف لجهات غريبة بالخفاء

أمين بشير -
نُشر: 21/04/15 11:13,  حُتلن: 15:42

الحاج صبحي بداربة:

ديروا بالكم على البطوف لأنه لولاه ما ظلت ولا قرية في المنطقة والبطوف هو الذي جعلنا صامدين وعيشنا عشرات السنوات من خيره


نحن كفلاحين اذا كنا لا نريد أن نفلح ارضنا في بعض المزروعات فإننا مجبرون على وجود بديل لتلك الزراعة فعلينا زراعة الزيتون وهذا قد يشدنا أكثر ويثبتنا في ارضنا بالبطوف

اشار الحاج صبحي جابر بدارنة جريح يوم الأرض الخالد عام 1976 ومزارع وصاحب اراضي في سهل البطوف وله اياد بيضاء في خدمة جمهور المزارعين واصحاب الأراضي في البطوف الى أهمية مواجهة أي محاولات للضغط على المزارعين والمالكين لاراضي من سهل البطوف لبيع اراضيهم لجهات غريبة خاصة وبعد ان ترددت الاشاعات حول بيع اراض من سهل البطوف لجهات غريبة والابقاء على تلك الاراضي في عهدة اصحابها السابقين حتى لا يتم كشف تلك الصفقات.

وقال صبحي بدارنة: "البطوف بالنسبة لي هو الحياة وبدونه لم يبق هنا أي من اهالي البلدات من حوله، والزراعة التقليدية التي كان اهلي يتعاملون معها في البطوف فتحت بيوتا لسنوات طويلة، وبأجرة كل سنة في سهل البطوف كنا نعمر لاحد افراد العائلة، ونقوم بتزويجه، ولغاية اليوم انا متواجد في البطوف ولي فيه ذكريات من الطفولة والشباب ويا ليت يعود البطوف كما عهدناه سابقاً فقد كنا نزرع السمسم، والبطيخ، والدخان، وعباد الشمس، والبطوف يظل لغاية شهر تشرين الاول، زهرة منورة ليس كما هو الحال في يومنا اصبح العشب يكسيه ولا يتم استغلاله، واليوم من يملك دونم ارض يضمنه وفي اجره يشتري كغم لحمة يشويها، وكلنا أمل أن الناس لا يستهترون بالبطوف وأن يعودوا للأرض ولا يتركوه".

واضاف :"واليوم نحن كفلاحين اذا كنا لا نريد أن نفلح ارضنا في بعض المزروعات فإننا مجبرون على ايجاد بديل لتلك الزراعة، فعلينا زراعة الزيتون وهذا قد يشدنا أكثر ويثبتنا في ارضنا بالبطوف".
اما البطوف فهو بمساحة 51 الف دونم سخنين تملك منه 6 الاف دونم في الشرق وللغرب 12 الف دونم والباقي يوزع ما بين عرابة وعيلبون والبعينة - النجيدات والعزير والرمانة وكفرمندا، ونسمع كل فترة عن بيع اراض بالجملة، عن طريق سماسرة عرب، ولكن الامر ما زال مبهما دون بينة تثبت عن هوية البائعين أو هوية السماسرة، واسمع أن هناك بيع للأراضي في البطوف وبالجملة، وانني وكلما نظرت الى اراضي أهل قرية عرابة فإنني افتخر بهم لانهم استوطنوا في اراضيهم وجعلوا منها جنة عدن، وكنت اسمع من جدتي تقول: "وصلت الى البطوف لأشيد بيتاً في الموارس فوق ارضي فاجتمعت علي المخاتير السبع ضربوني وطردوني، ورجعت ، وادعوا أن هذه الأرض مشاع للبلدة وممنوع ان تبني فيها"، والخربة كانت مشاع وهي بمساحة 400 بئر مياه، ولكل حمولة كان بئر او بئرين، ولم يستطع أحد أن يثبتها، ومشاع تعني انها مرعى وهي ملك عام، وممنوع تغيير فيها أي امر، وانا قمت ببناء بيت براكية ومن حوله 8 دونمات، وانا اول من قمت بتسييج حول ارضي وزرعت في ارضي الزيتون والرمان والصبر والتين والعنب، واتواجه مع الحكومة لتثبيت ارضي وتثبيت البيت فيها وخضت محاكم مع لجنة التنظيم والبناء كفار طابور، وجاء ابناء جلدتنا بإضرام النيران بالغرفة ولا اعرف سبب هذا الأمر".


الحاج صبحي بدارنة 

ويقول بدارنة: "للأسف تحول اليوم سهل البطوف الى مكان لتوزيع المخدرات، في الوقت الذي كان فيه البطوف مصدراً للعيش الكريم ومصدر رزق، فكان البطوف مضاءً ونسمع عن السهرات والولائم والطبخ والنفخ فيه كون أن الدنيا بخير، الا أننا فوجئنا في العام 1963 واذ بقرار حكومي لمصادرة اراض من وسط البطوف، وما يسمى بمشروع "المياه القطري" والذي كان يستهدف الى ضم اكبر عدد من الأراضي لصالح الدولة ونزع اكثر ملكية من اراضي المواطنين العرب والتعويضات ادعوا أنها موجودة بالبنوك وكل شخص يريد أن يأخذ التعويض عليه التوقيع، والمشروع اخذ شكلا لولبياً، وقسم البطوف الى 12 قسماً، واسماء مناطق البطوف هي، الجلمة الشرقية، الغرق، الجلدة ، السلطانة، الرواق، الجلمة الوسطى، الحمري، عبد الرحمن، البرشه، التل، المصرارة، العوجة، معمران، البرك، تل رمانة، تل الواويات، ورقة قطاش، زاوية الكواكبي، زاوية مفلح ابراهيم الياسين، زاوية سعيد توفيق، زاوية المواكبة، النجاصة، سمبوسيكي، ام الطرابيش، الرجمة، الجحاش، الصدرات، وغيرها من الاسماء ولكن اليوم أحدا من جيل الشباب لا يعرفها، فقد كنت اعمل حراثاً، وكنت اعرف كل دونم في البطوف عن ظهر قلب بملكية من، واذهب ليلاً احرثه واعود للبيت".

وحول المبادرات في استثمار ارض البطوف قال بدارنة: "أنا كلما ازور وارى عبدالله ابو صالح والذي عرف كيف يستثمر ارضه، اقبل رأسه وجبهته، احترمه على ما قام به، من زراعة الارض بكل انواع الخيرات والاشجار، ومهم جدا ان نرى امثال "ابو مروان".

عندما كنا نقوم بزيارة الى مكتب الارشاد الزراعي في الناصرة حول تشكيل لجنة زراعية لري البطوف، وكان مدير المكتب شخص يهودي اسمه اسحاق، ويومها كان المزارعون يتقاتلون من اين سيمر الخط الرئيسي، وبالتالي الاختلاف يتسبب بتدمير كل ما بنيناه، وكل تعبنا كان يذهب هباءً منثورا، ويومها قال لنا اسحاق نصيحة وحذرنا، ولم نعتبر منها وحتى اليوم ترن في اذني فقد قال:" خذو خطوط المياه قبل ما يتم بناء مستوطنة واحدة من حول البطوف وعندها والله لن تستطيعوا الحصول على المياه،... وفعلا ، اليهودي اعطانا النصيحة ونحن لم ننصح انفسنا، وما زالت المياه تمر من وسط البطوف وهو عطشان، كما قال الشاعر" كالعيش في البيداء يقتلها الظمأ والماء من فوق ظهره محمول "واتحدى أي مواطن عربي يتجرأ ان يشرب ولو جرعة ماء من مشروع المياه القطري".

وخلص بدارنة الى القول: "هذا البطوف ولاصحاب البطوف ديروا بالكم على البطوف، لأنه لولاه ما ظلت ولا قرية في المنطقة، والبطوف هو الذي جعلنا صامدين ، وعيشنا عشرات السنوات من خيره...".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
296432.26
BTC
0.52
CNY