الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 21:01

الى متى التسويف؟/ بقلم: أبو وهيب

كل العرب
نُشر: 14/10/13 17:08,  حُتلن: 17:55

أبو وهيب:

البقاء والديمومة لله رب العالمين أما الفناء فعلينا نحن بني البشر لذلك فلنتعظ ولنعتبر والصلاة هي الوسيلة الأساسية لصلة العبد بربه وإحياء معاني الإيمان في قلبه

أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وأحذركم ونفسي من عصيانه فمن كان من أهل الصلاة فليجدد إيمانه وليجدد صلاته ومن كان من غير ذلك فليسارع إلى إقامة الصلاة


يا من بلغت العشرين، والأربعين، والستين، ايها الشاب القوي، يا من بلغت سن الرشد، يا من حنى ظهرك ، وابيض شعرك، ها أنت ونحن نرى كثرة الموت في بلدنا كفركنا وغيرها من البلاد وها هي خيمة بيوت الأجر تنتقل وتنصب من بيت إلى آخر وهذا يؤكد لنا أن البقاء والديمومة لله رب العالمين’ أما الفناء فعلينا نحن بني البشر لذلك فلنتعظ ولنعتبر. والصلاة هي الوسيلة الأساسية لصلة العبد بربه وإحياء معاني الإيمان في قلبه’ فبالصلاة يتذكر الإنسان اليوم الآخر (مالك يوم الدين). ويتذكر الإنسان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم " السلام عليك أيها النبي . وبالصلاة يتذكر الإنسان الكتاب والطريق الذي هدى إليه (أهدنا الصراط المستقيم) أثناء تلاوة آيات الله أو سماعها وعلى هذا فان الصلاة هي المظهر العملي للإيمان بالغيب وقد عبّر عنها الله تعالى في كتابه العظيم في قوله تعالى: (وما كان الله ليضيع أعمالكم).

معرفة الله وشكره 
لذلك كان أمر الصلاة دليلا على الإيمان ودليلا على الصدق والاستقامة ، أمّا تركها فدليل على الشرك والمعصية وربّما الكفر’ وقال صلى الله عليه وسلم "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة" وقال أيضا "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها كفر".  إنّ الصلاة تحيي عقيدة الحق في قلب الإنسان فهي السبب المباشر الذي يجعل الإنسان مستقيما فينتهي عن الفحشاء والمنكر (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)’ لذلك كانت الصلاة مقياسا وميزانا لشخصية الإنسان بين الناس وعند الله تعالى فإذا صلحت صلح سائر عمله وإذا فسدت فسد سائر عمله. الإسلام لا يقوم إلا بها فهي الركن الثاني من الأركان الإسلامية الخمسة لذلك كان خير ما يفعله المسلم وأعظم ما يقربه إلى الله تعالى هي الصلاة’ وقال صلى الله عليه وسلم "استقيموا ولن تحصوا ، واعملوا واّن خير أعمالكم الصلاة ، ولا يحافظ عليها وعلى الوضوء إلاّ مؤمن". وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : "اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" والحقيقة أن الصلاة رمز كامل على معرفة الله وشكره والقيام بحقوق عبوديته سبحانه وتعالى’ عندما يقول العبد "الحمد لله" إنما هو على المعرفة والاعتراف والشكر على نعم الله التي لا تحصى ولا تعد ’الله عز وجل هو خالق كل شيء وهو اكبر من كل شيء فكون العبد يقول (الله اكبر) فكذلك هي المعرفة والاعتراف بان الله اكبر من كل شيء. وكذلك سبحان الله هي أيضا المعرفة والاعتراف بالله تعالى والركوع والسجود بقولنا سبحان ربي العظيم وسبحان ربي الأعلى اعتراف بالربوبية واعتراف بأن العبد مخلوق لعبودية الله تعالى وحده لا شريك له.

الصلاة والزكاة 
لهذا كان تمكين العبد على الأرض مشروط بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولله عاقبة الأمور (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور). وكلمة إن في بداية الآية إعرابها "أداة شرط" أن الشرطية وأول ما يسأل العبد عن صلاته فإذا صلحت صلح سائر عمله وإذا فسدت فسد سائر عمله هذا ما أخبرنا عنه صلى الله عليه وسلم.فما بالك أن تكون متصل بالله تعالى الذي خاطبك قائلا: ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك).
هذا كله من خلال الصلاة والصلاة ليست عبادة أو طهارة أو رياضه أو صلة بين العبد وربه فحسب بل هي أيضا : (زعامة) نعم زعامة إنّ كل من نادى بالزعامة من خلال منصب ما أو وظيفة ما أو ما شابه ذلك دون الصلاة هذا لا ينفعه لا في الدنيا ولا في الآخرة. ومع الأسف الشديد نرى كثيرا من المسلمين بعيدين عن الصلاة فقد يكون صاحب جاه أو صاحب منصب مرموق وغيرها... فنقول لأولئك الناس لو الدنيا دامت لأحد لما وصلتكم.

تقوى الله 
فلنبادر إلى الصلاة إلى مغفرة من الله من خلال الصلاة (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماوات والأرض). فلنغتنم هذه الأيام الفضيلة أيام ذي الحجّة التي فيها الإعمال والأجر مضاعف ، لذلك أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وأحذركم ونفسي من عصيانه . فمن كان من أهل الصلاة فليجدد إيمانه وليجدد صلاته ومن كان من غير ذلك فليسارع إلى إقامة الصلاة حتى يكون من أهل الجنة بإذنه تعالى ، فيا من كنت شابا قويا ، ويا من بلغت سن الرشد ، ويا من بلغت الستين من العمر،لا تسوّف حتى لا تكون من الهالكين . "يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل" ، والرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا في الصلاة عند احتضاره صلى الله عليه وسلم.قال: الصلاة-الصلاة - الصلاة - وما ملكت أيمانكم.  (قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) نسال الله أن نكون جميعا من الراكعين والساجدين وأن يهدينا جميعا لما يحبه ويرضاه .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net  

مقالات متعلقة